ـ إنكار نبوة عيسى وهو في المهد صبيا

ـ رد كلام الأئمة في الاستدلال بالآية على إمامة الجواد(ع).

يقول السيد محمد حسين فضل الله:

".. {قال إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيا} وهكذا أراد أن يتحدث إليهم عن صفته المستقبلية ، في ما يريد الله أن يمارسه من دور ، أو يقوم به من مسؤولية ، فهو مهما أحاط خلقه وقدراته من أسرار ، لا يبتعد عن كونه عبداً لله" [ من وحي القرآن ج15ص40ط2]

ونقول":

إن من الواضح أن كلمة {آتاني الكتاب} تدل على أن ذلك قد حصل في الماضي أي أن الله سبحانه قد أعطاه ذلك في وقت سابق على موقفه هذا الذي يكلمهم فيه.

وقد استدل الأئمة (ع) بهذه الآية بالذات على إمامة الإمام الجواد (ع) في صغره وفقا لما هو ظاهرها الذي هو حجة فراجع  الكافي ج1 ص 322 و 494 و 384 و 382 و 383 وبحار الأنوار ج 50 ص 23 و 24 و 34 وراجع ص 21 و 35 و و و...

كما أنه لا شك في صلاحيتها للاستدلال على إمامة الإمامين الهادي والمهدي (ع)، فتأمل وتنبّه.

أضف إلى ذلك أن كلمة جعلني وآتاني إذا كانت تتحدث عن المستقبل، فإن قوله: وجعلني مباركا أيضا هي إخبار عن المستقبل، وهي تشعر بنفي البركة الفعلية عنه، مع أن كونه مباركا بالفعل وفي كل لحظات حياته، مما لا شك فيه ولا شبهة تعتريه، فلماذا هذا الإشعار بأمر لا حقيقة له؟!

فما معنى حمل الآية على أن عيسى (ع) أراد أن يخبرهم عن أنه سيحصل على درجة النبوة في المستقبل. وأن الله سيؤتيه الكتاب، وسيجعله نبيا. وقد كان بالإمكان أن يقول: سيؤتيني الكتاب، وسيجعلني نبيا، وسيجعلني مباركا. مع عدم وجود قرينة حالية و لا مقالية على إرادة زمن الاستقبال في الآية.

بل في صحيحة يزيد الكناسي قال: سألت أبا جعفر (ع) أكان عيسى بن مريم(ع) حين تكلم في المهد حجّة لله على أهل زمانه؟

فقال: كان يومئذ نبياً حجّة لله غير مرسل. أما تسمع لقوله حين قال: {إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيا وجعلني مباركاً أينما كنت وأوصاني بالصلاة والزكاة مادمت حيا} الكافي ج 1 ص 382 و 383

العودة