(الفصل الثاني)
في أدعية يدعى بها عند النوم وعند الانتباه منه
وهي سبعة:
الأول: عن الصادق (عليه السلام) قال: من قال حين يأخذ مضجعه ثلاث مرات:
الحَمْدُ لله الَّذي عَلا فَقَهَرَ وَالحَمْدُ لله الَّذي بَطَنَ فَخَبَرَ،
وَالحَمْدُ لله الَّذي مَلَكَ فَقَدَرَ، وَالحَمْدُ لله الَّذي يُحْيي المَوْتى
وَيُميتُ الاحْياءَ وهوَ عَلى كُلِّ شَيٍ قَديرٌ. خرج من الذنوب كهئية يوم ولدته
امه.
والشيخ والصدوق أيضا، قد رويا هذه الرواية في (عدة الداعي) عن الصادق (عليه السلام)
قال: هذا أدنى ما يجزيك من الحمد، وفي هذه الرواية قد أتى التحميد الثاني تلو الحمد
الثالث.
الثاني: وعنه (عليه السلام) قال: إن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) كان إذا
أوى إلى فراشه يقرأ اَّية الكرسي ويقول: بِسْمِ الله آمَنْتُ بِالله وَكَفَرْتُ
بِالطّاغوتِ، اللّهُمَّ إحْفَظْنىٍِّ في مَنامي وَفي يَقْظَتي.
الثالث: عن المفضل بن عمر قال: قال لي الصادق إن استطعت أن لاتبيت ليلة حتى تعوّذ
بأحد عشر حرفا ؛ قلت أخبرني بها، قال قل: أعوذُ بِعِزَّةِ الله وَأعوذُ بِقُدْرَةِ
الله وَأعوذُ بِسُلْطانِ الله وَأعوذُ بِجَمالِ الله وَأعوذُ بِدَفْعِ الله وَأعوذُ
بِمَنْعِ الله وَأعوذُ بِجَمْعِ الله وَأعوذُ بِمُلْكِ الله وَأعوذُ بِرَسولِ الله
صَلّى الله عَلَيْهِ وَآلِهِ مِنْ شَرِّ ما خَلَقَ وَبَرَأَ وَذَرَاءَ. وتعوّذ به
كلما شئت.
الرابع: عن الصادق (صلوات الله وسلامه عليه) قال: من قرأ قل هو الله أحد مائة مرة،
إذا أوى إلى فراشه، غفر الله له من ذنوبه ذنوب خمسين سنة، وعنه (عليه السلام) أيضاً
أن من قرأ حين يأوي إلى مضجعه قل ياأيها الكافرون، وقل هو الله أحد.
الخامس: عن الصادق (عليه السلام) قال النبي صلّى الله عليه واله: من أراد شَيْئاً
من قيام الليل وأخذ مضجعه فليقل: اللّهُمَّ لاتؤمِنّي مَكْرَكَ وَلاتُنْسِني
ذِكْرَكَ وَلاتَجْعَلْني مِنَ الغافِلينَ أقُومُ ساعَةَ كَذا وَكَذا، فإن فعل ذلك
وكّل الله عزَّ وجلَّ به ملكا ينبهه تلك الساعة.
السادس: وعنه (عليه السلام) أيضاً قال: إذا قام أحدكم من الليل فقل: سُبْحانَ الله
رَبِّ النَبيين وَإلهِ المُرْسَلينَ وَرَبِّ المُسْتَضْعَفينَ، وَالحَمْدُ لله
الَّذي يُحْيي المَوتى وَهوَ عَلى كُلِّ شَيٍ قَديرٌ. فإذا قال ذلك يقول الله عزَّ
وجلَّ صدق عبدي وشكر.
السابع: عن عبد الرحمن بن الحجاج قال: كان الصادق (عليه السلام) إذا قام اَّخر
الليل يرفع صوته حتى يسمع أهل الدار ويقول: اللّهُمَّ أعِنّي عَلى هَوْلِ
المُطَّلَعِ وَوَسِّعْ عَليَّ ضيقَ المُضْطَجَعِ، وَإرْزُقْني خَيْرَ ما قَبْلَ
المَوْتِ.
(الفصل الثالث)
في ذكر عدة دعوات يدعى بها إذا خرج الانسان من منزله
وهي ثمانية أدعية:
الأول: عن الصادق (عليه السلام) قال: إنّ الانسان إذا خرج من منزله، قال حين يريد
أن يخرج، ثلاثا: الله أكْبَرُ، وثلاثا:
بِالله أخْرُجُ وَبِالله أدْخُلُ وَعَلىْ الله أتَوَكَّلُ. ثم يقول: اللّهُمَّ
افْتَحْ لي في وَجْهي هذا بِخَيْرٍ وَاخْتِمْ لي بِخَيْرٍ وَقِني شَرَّ كُلِّ
دابَةٍ أنْتَ آخِذٌ بِناصيَتِها. إنَّ رَبّي عَلى صِراطٍ مُسْتَقيمٍ. فإذا فعل ذلك،
لم يزل في ضمان الله عزَّ وجلَّ، حتى يرده الله إلى المكان الذي كان فيه.
الثاني: عن السجاد (عليه السلام) قال: تقول حين تخرج من باب الدار: بِسْمِ الله
وَبِالله تَوَكَّلْتُ عَلى اللّهِ.
الثالث: عن الباقر (عليه السلام) قال: من قال حين يخرج من منزله: بِسْمِ الله
حَسْبيَ الله تَوَكَّلْتُ عَلى الله ، اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَ أموري
كُلِّها وَأعوذُ بِكَ مِنْ خِزْي الدُّنْيا وَعَذابِ الاخِرَةِ، كفاه الله ماأهمّه
من أمر دنياه واَّخرته.
الرابع: عن الصادق (عليه السلام) قال: إذا خرجت من منزلك فقل: بِسْمِ الله
تَوَكَّلْتُ عَلى الله لاحَوْلَ وَلاقوَّةَ إِلاّ بِالله ، اللّهُمَّ إِنِّي
أَسْأَلُكَ خَيْرَ ما خَرَجْتُ لَهُ، اللّهُمَّ أوْسِعْ عَليَّ مِنْ فَضْلِكَ
وَأتْمِمْ عَليَّ نِعْمَتَكَ وَاسْتَعْمِلْني في طاعَتِكَ وَاجْعَلْ رَغْبَتي فيما
عِنْدَكَ، وَتَوَفَني عَلى مِلَّتِكَ وَمِلَّةِ رَسولِكَ صَلّى الله عَلَيْهِ
وَآلِهِ.
الخامس: عن الرضا (عليه السلام) قال: كان أبي (عليه السلام) إذا خرج من منزله قال:
بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحيمِ خَرَجْتُ بِحَوْلِ الله وَقوَّتِهِ لابِحَوْلٍ
مِنّي وَلاقوَّتي، بَلْ بِحَوْلِكَ وَقوَّتِكَ يارَبِّ مُتَعَرِّضا لِرِزْقِكَ
فَاتِني بِهِ في عافيةٍ.
السادس: عن الصادق (عليه السلام) قال: من قرأ قل هو الله أحد حين يخرج من منزله عشر
مرات لم يزل في حفظ الله عزَّ وجلَّ وكلاته حتى يرجع إلى منزله.
السابع: عن أبي الحسن موسى (عليه السلام) قال: إذا أردت السفر فقف على باب دارك
واقرأ فاتحة الكتاب أمامك وعن يمينك وعن شمالك، وكذلك قل هو الله أحد، وكذلك قل
أعوذ برب الناس، وقل أعوذ برب الفلق ثم قل: اللّهُمَّ احْفَظْني وَاحْفَظْ مامَعي
وَسَلِّمْني وَسَّلِّمْ مامَعي وَبَلِّغْني وَبَلِّغْ مامَعي بَلاغاً حَسَناً.
الثامن: عنه (عليه السلام) أيضاً قال: إذا خرجت من منزلك في سفر أو حضر فقل: بِسْمِ
الله آمَنْتُ بِالله وَتَوَكَّلْتُ عَلى الله ماشاءَ الله لاحَوْلَ وَلاقوَّةَ
إِلاّ بِاللّهِ.
(الفصل الرابع)
في دعوات ماثورة قبل الصلاة وفي أدباره
وهي خمسة أدعية:
الأول: عن الصادق (عليه السلام) قال: كان أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول: من قال
هذا القول كان مع محمد واَّل محمد (صلّى الله عليه وآله وسلم) يقول إذ
قام قبل أن تفتح الصلاة: اللّهُمَّ إِنِّي أتَوجَّهُ إلَيكَ بمُحَمَّدٍ وَآلِ
مُحَمَّدٍ وأقَدِّمُهُمْ بَيْنَ يَدَي صَلَواتي وَأتَقَرَّبُ
بِهِمْ إلَيْكَ، فَاجْعَلْني بِهِمْ وَجيها في الدُّنْيا والاخِرَةِ وَمِنْ
المُقَرَّبينَ، مَنَنْتَ عَلي بِمَعْرِفَتِهِمْ فَاخْتِمْ لي
بِطاعَتِهِمْ وَمَعْرِفَتِهِمْ وَوِلايَتِهُمْ فِإنَّها السَّعادَةُ، وإخْتِمْ لي
بِها فَإنَّكَ عَلى كُلِّ شَيٍ قَديرٌ. ثم تصلّي، فإذ انصرفت قلت: اللّهُمَّ اجْعَلْني مَعَ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ في كُلِّ عافيةٍ
وَبَلاٍ، وَاجْعَلْني مَعَ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ في كُلِّ مَثْوىً وَمُنْقَلَبٍ. اللّهُمَّ اجْعَلْ مَحْياي مَحْياُهْم وَمَماتي
مَماتَهُمْ، وَاحْعَلْني مَعَهُمْ في المَواطِنِ كُلِّه وَلاتُفَرِّقْ بَيْني وَبَيْنَهُمْ إنَّكَ عَلى كُلِّ شَيٍ قَديرٌ.
الثاني: عن صفوان الجمّال، قال: شهدت الصادق (عليه السلام) استقبل القبلة قبل
التكبير وقال: اللّهُمَّ لاتؤيسْني مِنْ رَوحِكَ وَلاتُقْنِطْني مِنْ رَحْمَتِكَ وَلاتؤمِنّي مَكْرَكَ فَإنَّهُ لايَأمَنُ
مَكْرَ الله إِلاّ القَوْمُ الخاسِرونَ.
الثالث: عن الصادق (عليه السلام) قال: كان أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول إذا
فرغ من الزوال: اللّهُمَّ إِنِّي أتَقَرَّبُ إلَيْكَ بِجودِكَ
وَكَرَمِكَ، وَأتَقَرَّبُ إلَيْكَ بِمُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ، وأتَقَرَّبُ
إلَيْكَ بِمَلائِكَتِكَ المُقَرَّبينَ وَأنْبيائِكَ المُرْسَلينَ
وَبِكَ، اللّهُمَّ أنْتَ الغَنيّ عَنّي وَبي الفاقَةُ إلَيْكَ أنْتَ الغَنيّ وَأنا
الفَقيرُ إلَيْكَ، أقَلْتَني عَثْرَتي وَسَتَرْتَ عَليَّ ذُنوبي فَاقْضِ اليَوْمَ حاجَتي، وَلاتُعَذِّبْني بِقَبيحِ ما تَعْلَمُ مِنّي، بَلْ
عَفْوُكَ وَجودُكَ يَسَعُني، ثم يخر ساجد
ويقول: ياأهْلَ التَقْوى وَياأهْلَ المَغْفِرَهَ يابَرُّ يارَحيمُ، أنْتَ أبَرُّ
مِنْ أبي وأُمي وَمِنْ جَميعِ الخَلائِقِ، اقْلِبْني بِقَضاء حاجَتي مُجابا دُعائي مَرْحوما صَوتي قَدْ كَشَفْتَ أنْواعَ البَلاءِ
عَنّي.
الرابع: عن محمد التقي (عليه السلام) قال: إذا انصرفت من صلاة مكتوبة فقل: رَضيتُ
بِالله رَبّا وَبِمُحَمَّدٍ نَبي وَبِالاسْلامِ دِينا وَبِالقُرآنِ كِتابا وَبِفُلانٍ وَفُلانٍ اللّهُمَّ وَلِيُّكَ
فُلان (وقل عوض فلان القائم الحجة) فَاحْفِظْهُ مِنْ بَيْنِ يَدَيهِ وَمِنْ خَلْفِهِ وَعَنْ شِمالِهِ وَمِنْ فَوقِهِ وَمِنْ تَحْتِهِ
وَامْدُدْ لَهُ في عُمُرِهِ، وَاجْعَلْهُ القائِمَ بِأمْرِكَ
وَالمُنْتَصِرَ لِدينِكَ، وَأرِهِ ما يُحِبُّ وَما تَقَرُّ بِهِ عَيْنُهُ، في
نَفْسِهِ وَذُرِّيَتِهِ وَفي أهْلِهِ وَمالِهِ وَفي شيعَتِهِ وَفي
عَدوِّهِ، وَأرِهُمْ مِنْهُ مايَحْذَرونَ، وَأرِهُ فيهِمْ مايَحِبُّ وتَقَرُّ بِهِ
عَيْنُهُ، وَاشْفِ صُدورَ قَوْمٍ مؤمِنينَ. وقال: وكان النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) يقول إذا فرغ من الصلاة: اللّهُمَّ اغْفِرْ
لي ماقَدَّمْتُ وَما أخَّرْتُ وَما أسْرَرْتُ وَما أعْلَنْتُ
وَاسْرافي عَلى نَفْسي وَما أنْتَ أعْلَمُ بِهِ مِنّي، اللّهُمَّ أنْتَ المُقَدِّمُ
وَالمؤخِّرُ، لا إلهَ إِلاّ أنْتَ، بِعِلْمِكَ الغَيْبَ وَبِقُدْرَتِكَ عَلى الخَلْقِ أجْمَعينَ، ماعَلِمْتَ الحَياةُ خَيْراً لي فَأحْيني
وَتَوَفَّني إذا عَلِمْتَ الوفاة خَيْراً لي اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خَشْيَتُكَ في السِرِّ وَالعَلانيَة وَكَلِمَةَ الحَقِّ في
الغَضَبِ وَالرِّضا وَالقَصْدَ في الفَقْرِ وَالغِنى، وَأَسْأَلُكَ نَعيما لايَنْفَدُ وَقُرَّةَ عَيْنٍ لاتَنْقَطِعُ، وَأَسْأَلُكَ
الرِّضا بِالقَضاء وَبَرَكَةَ المَوتِ بَعْدَ العَيْشِ وَبَرْدَ العيَشِ
بَعْدَ المَوتِ وَلَذَّةَ المَنْظَرِ إِلى وَجْهِكَ وَشَوْقا إِلى رؤيَتِكَ
وَلِقائِكَ مِنْ غَيْرِ ضَراءٍ مُضِرَّةٍ وَلافِتْنَةٍ مُضِلَّةٍ،
اللّهُمَّ زَينّا بِزينَةِ الايمانِ وَاجْعَلْنا هُداةً مَهْتَدِينَ، اللّهُمَّ
اهْدِنا فيمَن هَدَيْتَ، اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ عَزيمَةَ
الرَّشادِ وَالثَّباتِ في الامْرِ وَالرُّشْدِ، وَأَسْأَلُكَ شُكْرَ نِعْمَتِكَ
وَحُسْنِ عافيَتِكَ وَأَداءِ حَقِّكَ، وَأَسْأَلُكَ يارَبِّ
قَلْبا سَلِيماً وَلِسانا صادِقا، وَأسْتَغْفُرِكَ لِما تَعْلَمُ، وَأسْألُكَ
خَيْرَ ماتَعْلَمُ، وَأعوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ ماتَعَلمُ فَإنَّكَ
تَعْلَمُ وَلانَعْلَمُ وأنْتَ عَلاّمُ الغُيوبِ.
الخامس: عن الصادق (عليه السلام) قال من قال هذه الكلمات عند كل صلاة مكتوبة، حفظ
في نفسه وداره وماله وولده:
أُجيرُ نَفْسي وَمالي وَوَلَدِي وَأهْلي وَداري وَكُلَّ ما هوَ مِنّي بِالله
الواحِدِ الاحَدِ الصَّمَدِ الَّذي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ
كُفْوا أحَد، وَأجيرُ نَفْسي وَمالي وَوَلَدي وَكُلَّ ما هوَ مِنّي بِرَبِّ
الفَلَقِ مِن شَرِّ ما خَلَقَ... إلى اَّخر السورة، وَأجيرُ نَفْسي وَمالي وَوَلَدي
وَكُلَّ ما هوَ مِنّي بِرَبِّ النّاسِ مَلِكِ النّاسِ... إلى اَّخر السورة، وَأجيرُ
نَفْسي وَمالي وَوَلَدِي وَكُلَّ ما هوَ مِنّي بِالله لا إلهَ إِلاّ هوَ الحَي
القَيّومُ لاتَأخُذَهُ سِنَةٌ وَلانَوْمٌ... إلى آخر آية الكرسي.
(الفصل الخامس)
في أدعية مأثورة للرزق
وهي خمسة:
الأول: عن معاوية بن عمار قال: سألت الصادق (عليه السلام) أن يعلّمني دعاءً للرزق
فعلّمني دعاءً مارأيت أجلب منه للرزق قال: قل: اللّهُمَّ ارْزُقْني مِنْ فَضْلِكَ
الواسِعِ الحَلالِ الطَيّبِ رِزْقاً وَاسِعاً حَلالاً طَيباً بَلاغاً لِلدُنيا
وَالاخِرَةِ صَبَّاً صَبَّاً هَنيئاً مَريئاً مِنْ غَيْرِ كَدٍّ وَلامَنٍّ مِنْ
أحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ إِلاّ سَعَةً مِنْ فَضْلِكَ الواسِعَ، فَإنَّكَ قُلْتَ
إسْأَلوا الله مِنْ فَضْلِهِ ؛ فَمِنْ فَضْلِكَ أسْأَلُ وَمِنْ عَطيتُكَ أسْأَلُ
وَمِنْ يَدِكَ المَلاى أسْأَلُ.
الثاني: عن الباقر (عليه السلام) أنّه قال لزيد الشحام: أدع للرزق في المكتوبة وأنت
ساجد: ياخَيْرَ المَسْؤولينَ وَياخَيْرَ المُعْطينَ ارْزُقْني وارْزُقْ عيالي مِنْ
فَضْلِكَ فإنَّكَ ذو الفَضْلِ العَظيمِ.
الثالث: عن أبي بصير قال: شكوت إلى الصادق (عليه السلام) الحاجة، وسألته أن يعلّمني
دعاءً في طلب الرزق، فعلّمني دعاءً مااحتجت منذ دعوت به. قال (عليه السلام): قل في
صلاة الليل وأنت ساجد: ياخَيْرَ مَدْعوٍّ وَياخَيْرَ مسؤولٍ، يا أوسَعَ مَنْ أعْطى
وَياخَيْرَ مُرْتَجى ارْزُقْنِي وَأوْسِعْ عَليّ مِنْ رِزْقِكَ وَسَبِّبْ لي
رِزْقاً مِنْ قِبَلِكَ إنَّكَ عَلى كُلِّ شَيٍ قَديرٍ.
أقول: ذكر هذا الدعاء الشيخ الطوسي في السجدة الثانية من الركعة الثامنة، من نافلة
الليل في كتاب (المصباح).
الرابع: روي أن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) علّم هذا الدعاء لطلب الرزق: يارازِقَ المُقِلّينَ وياراحِمَ المَساكينَ وَيأوليَّ المؤمِنينَ وَياذا القوَّةِ
المَتينِ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآل مُحَمَّدٍ وَارْزُقْنِي وَعافِني وَاكْفِنِي
ماأهَمَّني.
الخامس: روى أبو بصير هذا الدعاء عن الصادق (عليه السلام) لطلب الرزق وقال (عليه
السلام): إن هذا الدعاء هو دعاء علي بن الحسين (عليه السلام): اللّهُمَّ إِنِّي
أَسْأَلُكَ حُسْنَ المَعيشَةِ مَعيشَةً أتَقَوّى بِها عَلى جَميعِ حَوائِجي
وَأتَوَصَّلُ بِها في الحَياةِ إِلى آخِرَتي مِنْ غَيْرِ أنْ تَتْرُفَني فيها
فَأطْغى أوْ تَقْتِّرَ بِها عَليَّ فَأشْقى، وَأوْسِعْ عَليّ مِنْ حَلالِ رِزْقِكَ،
وَأفْضِلْ عَليّ مِنْ سَبَبِ فَضْلِكَ نِعْمَةً مِنْكَ سابِغَةً وَعَطاءاً غَيْرَ
مَمْنونٍ، ثُمَّ لاتَشْغَِلْني عَنْ شُكْرِ نِعْمَتِكَ بِإكثارٍ منها تُلْهيني
بَهْجَتُهُ وَتُفْتِنُنِي زَهَراتُ زَهْوَتِهِ وَلا بِإقلالٍ عَلَيّ مِنْها
يَقْتَصِرُ بِعَمَلي كَدُّهُ وَيَمْلا صَدْري هَمُّهُ.
أعْطِني مِنْ ذلك ياإلهي غنىً عَنْ شِرارِ خَلْقِكَ وَبَلاغاً أنالُ بِهِ
رِضْوانَكَ، وأعوذُ بِكَ ياإلهي مِنْ شَرِّ الدُّنيا وَشَرِّ مافيها، وَلاتَجْعَلْ
عَليّ الدُّنيا سِجْناً وَلا فِراقَها عَليّ حُزناً، أخْرِجْني مِنْ فِتْنَتِها
مَرْضيّاً عَنّي مَقْبولاً فِيها عَمَلي إِلى دارِ الحَيوانِ وَمَساكِنَ الاخْيارِ،
وَأبْدِلْني بِالدُّنيا الفانيةِ نَعيمَ الدارِ الباقيةِ، اللّهُمَّ إِنِّي أعوذُ
بِكَ مِنْ أزَلِها وَزِلْزالِها وَسَطَواتِ شَياطينِها وَسَلاطينِها وَنَكالِها
وَمِنْ بَغْي مَنْ بَغى عَليّ فيها، اللّهُمَّ مَنْ كادَني فَكِدْهُ وَمَنْ أرادَني
فَأرِدْهُ، وَفُلَّ عَنّي حَدَّ مَنْ نَصَبَ لي حَدَّهُ، وأطْفي عَنِّي نارَ مَنْ
شَبَّ لي وَقُودَهُ ، وَاكْفِني مَكْرَ المَكَرَةِ وَإفْقَأ عَنّي عُيونَ
الكَفَرَةِ وَاكْفِني هَمَّ مَنْ أدْخَلَ عَلَيّ هَمَّهُ وَادْفَعْ عَنّي شَرَّ
الحَسَدَةِ وَاعْصِمْني مِنْ ذلك بِالسَكينَةِ وَألْبِسْني دِرْعَكَ الحَصينَةَ
وَأحْيني في سِتْرِكَ الوافي وَأصْلِحْ لي حالي وَصَدِّقْ قَوْلي بِفِعالي
وَبَارِكْ لي في أهْلي.
أقول: قد مرّ في الباب الثاني، عند ذكر الصلوات، مايصلّى لزيادة الرزق.
(الفصل السادس)
في ذكر دعاءين للدين
الأول: عن الصادق (عليه السلام) قال: قل: اللّهُمَّ لَحْظَةً مِنْ لَحَظاتِكَ
تُيَسِّرُ عَلَيَّ غُرَمائي بِها القَضاء وَتُيَسِّرُ لي بِه
الاقْتِضاءَ إنَّكَ عَلى كُلِّ شَيٍ قَديرٌ.
الثاني: هذا الدعاء المروي عن موسى بن جعفر (عليه السلام): اللّهُمَّ ارْدُدْ إِلى
جَميعِ خَلْقك مَظالِمَهُمْ الَّتي قِبَلي صَغيرها وَكَبيرَها في يُسْرٍ مِنْكَ
وَعافيةٍ وَمالَمْ تَبْلُغْهُ قوَّتي وَلَمْ تَسَعْهُ ذاتُ يَدي وَلَمْ يقوَ
عَلَيْهِ بَدَني ويَقيني وَنَفْسي فَأدِّهِ عَنّي مِنْ جَزيلِ ماعِندَكَ مِنْ
فَضْلِكَ، ثُمَّ لاتَخْلِفْ عَلَيَّ مِنْهُ شَيْئاً تَقْضيهِ مِنْ حَسَناتي
ياأرْحَمْ الرّاحِمينَ. أشْهَدُ أنْ لا إلهَ إِلاّ الله وَحْدَهُ لاشَريكَ لَهُ،
وَأشْهَدُ أنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَأنَّ الدينَ كَما شَرَعَ وَأنَّ
الاسْلامَ كَما وَصَفَ وَأنَّ الكتاب كَما أَنْزَلَ وَأنَّ القَوْلَ كَما حَدَّثَ،
وَأنَّ الله هوَ الحَقُّ المُبينُ ذَكَرَ الله مُحَمَّداً وَأهْلَ بَيْتِهِ
بِخَيْرٍ وَحَيّا مُحَمَّداً وَأهْلَ بَيْتِهِ بالسَّلامِ.
(الفصل السابع)
في ذكر بعض ماورد للهم والغم والخوف وغيره
ويشتمل على اثني عشر دعاءً:
الأول: روي عن الباقر (عليه السلام) قال: إذا أتى بك أمر تخافه، استقبل القبلة
فصلِّ ركعتين، ثم قل: ياأبْصَرَ الناظِرينَ وَياأسْمَعَ السامِعينَ وَياأسْرَعَ
الحاسِبينَ وَياأرْحَمَ الرّاحِمينَ، وقل هذه الكلمات سبعين مرة كلما دعوت بهذه
الكلمات سألت حاجتك.
الثاني: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم): من أصابه همّ أو غمّ أو كرب أو
بلاء أو لاْواءٌ (شدة) فليقل: الله رَبّي لاأشْرِكُ بِهِ شَيْئاً تَوَكَلْتُ عَلى
الحَيّ الَّذي لايَموتُ.
الثالث: عن الصادق (عليه السلام) لما طرح إخوة يوسف، يوسف في الجبّ أتاه جبرائيل
(عليه السلام) فقال: ياغلام ماتصنع ههنا فقال:
إنّ إخوتي ألقوني في الجبّ، قال: فتحب أن تخرج منه، قال: ذاك إلى الله عزَّ وجلَّ،
إن شاء أخرجني فقال له: إنّ اللّه تعالى يقول لك: أدعني بهذا الدعاء، حتى أخرجك من الجبّ. فقال له وما الدعاء ؟ فقال
قل: اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأنَّ لَكَ الحَمْدَ لا إلهَ إِلاّ أنْتَ المَنّانُ بَديعُ السَّماواتِ وَالارْضِ
ذُو الجَلالِ وَالاكْرامِ أنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأنْ تَجْعَلَ لي مِمّا أنا فيه فَرَجاً وَمَخْرَجاً. ثم جاءت
السيارة وأخرجته من الجبّ كما ذكره الله في كتابه المجيد.
الرابع: عن الصادق (عليه السلام) قال: إذا خفت أمراً فقل: اللّهُمَّ إنَّكَ لا
يَكْفي مِنْكَ أحَدٌ وَأنْتَ تَكْفي مِنْ كُلِّ أحَدٍ مِنْ
خَلْقِكَ فَإكْفِني كَذا وَكَذا. وفي حديث اَّخر قال: تقول: ياكافياً مِنْ كُلِّ
شَيٍ وَلايَكْفي مِنْكَ شَيٌ في السَّماواتِ وَالارْضِ اكْفِني ماأهَمَّني مِنَ
أمرِ الدُّنْيا وَالاخِرَةِ وَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ. وقال الصادق (عليه
السلام) من دخل على سلطان يهابه فليقل: بِالله أسْتَفْتِحُ وَبِالله أسْتَنْجِحُ
وَبِمُحَمَّدٍ صَلّى الله عَلَيْهِ وَآلِهِ أتَوَجَّهُ، اللّهُمَّ ذَلِّلْ
لي صُعُوبَتَهُ وَسَهِّلْ لي حُزُونَتَهُ فَإنَّكَ تَمْحو ماتَشاءُ وَتُثْبِتُ
وَعِنْدَكَ أُمُّ الكِتابِ، ويقول كذلك: حَسْبي اللّهُ
لا إلهَ إِلاّ هوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهوَ رَبُّ العَرْشِ العَظيمِ،
وَأمْتَنِعُ بِحَوْلْ الله وَقُوَّتِهِ مِنْ حَوْلِهِمْ وَقُوَّتِهِمْ، وَأمْتَنِعُ
بِرَبِّ الفَلَقِ مِنْ شَرِّ ما خَلَقَ، وَلا حَوْلَ وَلا قوَّةَ إِلاّ بِاللّهِ.
الخامس: وروي أنّ هذا دعاء الباقر (عليه السلام) في الأمر يحدث: اللّهُمَّ صَلِّ
عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأغْفِرْ لي وارْحَمْني وَزَكِّ عَمَلي ويَسِّرْ مُنْقَلَبي وَاهْدِ قَلْبي وَآمِنْ خَوْفي
وَعافِني في عُمْري كُلِّهُ وَثَبِّتْ حُجَّتي وَاغْفِرْ خَطاياي وَبَيّضْ وَجْهي وَاعْصِمْني في ديني وَسَهِّلْ مَطْلَبي وَوَسِّعْ عَلَيَّ
في رِزْقي فَإنّي ضَعيفٌ، وَتَجاوَزْ عَنْ سَيِ ماعِنْدي بِحُسْنِ ما عِنْدَكَ وَلا تَفْجَعْني بِنَفْسي وَلا تَفْجَعْ
لي حَميما وَهَبْ لي ياإلهي لَحْظَةً مِنْ لَحَظاتِكَ تَكْشِفُ بِها عَنّي جَميعَ مابِهِ ابْتَلَيْتَني وَتَرُدُّ بِها
عَلَيَّ ما هوَ أحْسَنُ عادَتِكَ عِنْدي، فَقَدْ ضَعُفَتْ
قوَّتي وَقَلَّتْ حيلَتي وانْقَطَعَ مِنْ خَلْقِكَ رَجائي وَلَمْ يَبْقَ إِلاّ
رَجاؤكَ وَتَوَكُلي عَلَيْكَ، وَقُدْرَتُكَ عَلَيَّ يارَبِّ
أنْ تَرْحَمَني وَتُعافيني كَقُدْرَتِكَ عَلَيَّ أنْ تُعَذِّبَني وَتَبْتَليني.
إلهي ذِكْرُ عَوائِدِكَ يؤنِسُني وَالرَّجاءُ لانعامِكَ يُقَوّيني وَلَمْ أخْلُ مِنْ نِعْمِكَ مِنْذُ خَلَقْتَني، فَأنْتَ رَبّي وَسَيّدي
وَمَفْزَعي وَمَلْجأي وَالحافِظْ لي وَالذّابُّ عَنّي وَالرَّحيمَ بِي والمُتَكَفِّلُ بِرِزْقي وَفي قَضائِكَ وَقُدْرَتِكَ كُلُّ
ما أنا فيهِ، فَلْيَكُنْ ياسَيِّدي وَمَوْلاي فيم قَضَيْتَ وَقَدَّرْتَ وحَتَّمْتَ تَعْجيلُ خَلاصي مِمّا أنا فيهِ جَميعِهُ
وَالعافيةُ لي فَإنّي لاأجِدُ لِدَفْعِ ذلكِ أحد غَيْرَكَ وَلا أعْتَمِدُ فيهِ إِلاّ عَلَيكَ فَكُنْ ياذا الجَلالِ وَالاكْرامِ
عِنْدَ حُسْنَ ظَنّي بِكَ وَرَجائي لَكَ، وَارْحَمْ تَضَرُّعي وإسْتكانَتي وَضَعْفَ رُكْني، وَأمْنُنْ بِذلِكَ عَلَيَّ وَعَلى كُلِّ
داعٍ دَعاكَ ياأرْحَمْ الرّاحمينَ وَصَلّى اللّهُ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ.
السادس: عن الصادق (عليه السلام) قال: كان علي بن الحسين (عليه السلام) يقول: ماأبالي إذا قلت هذه الكلمات لو اجتمع علي الانس
والجن: بِسْمِ الله وَبِالله وَمِنَ الله وإِلى الله وَفي سَبيلِ الله وَعلى
مِلَّةِ رَسولِ الله صَلّى الله عَلَيْهِ وَآلِهِ. اللّهُمَّ
إلَيْكَ أسْلَمْتُ نَفْسي وَإلَيْكَ وَجَّهْتُ وَجْهي وَإلَيْكَ ألْجأتُ ظَهْري
وَإلَيْكَ فَوَّضْتُ أمْري، اللّهُمَّ احْفَظْني بِحِفْظِ الايمانِ مِنْ بَيْنِ يَدَيَّ وَمِنْ خَلْفِي وَعَنْ يَميني وَعَنْ شِمالي
وَمِنْ فَوْقي وَمِنْ تَحْتي وما قِبَلي وَادْفَعْ عَنّي بِحَوْلِكَ وَقُوَّتِكَ فَإنَّهُ لاحَوْلَ وَلاقوَّةَ إِلاّ بِكَ .
السابع: يدعى لدفع الكربة والخوف من السلطان بدعاء أهل البيت (عليهم السلام): ياكائِنا قَبْلَ كُلِّ شَيٍ وَيامُكَوّنَ كُلِّ شَيٍ وَياباقياً بَعْدَ كُلِّ شيٍ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَافْعَلْ
بِي كَذا وَكَذا.
الثامن: عن محمد التقي (عليه السلام) قال: للفرج يواظب على هذا الدعاء: يامَنْ
يَكْفي مِنْ كُلِّ شَيٍ وَلا يُكْفى مِنْهُ شَيٌ إكْفِني ماأهَمَّني.
التاسع: عن زين العابدين (عليه السلام) أنه كان يقول لابنه: يابني من أصابه منكم
مصيبة، أو نزلت به نازلة فليتوضأ، وليسبغ الوضؤ، ثم يصلي ركعتين أو أربع ركعات، ثم
يقول في اَّخرهنّ: يامَوْضِعَ كُلِّ شَكْوى وَياسامِعَ كُلِّ نَجْوى وَياشاهِدَ
كُلّ مَلا وَياعالِمَ كُلِّ خَفيَّةٍ وَيا دافِعَ مايَشاءُ مِنْ بَليّةٍ، ياخَليلَ
إبْراهيمَ يانَجيّ موسى يامُصطفيَ مُحَمَّدٍ صَلّى الله عَلَيهِ وَآلِهِ أدْعوكَ
دُعاءَ مَنْ اشْتَدَّتْ فاقَتُهُ وَقَلَّتْ حيلَتُهُ وَضَعُفَتْ قوَّتُهُ دُعاءَ
الغَريبِ الغَريقِ المُضْطَرُّ الَّذي لايَجِدُ لِكَشْفِ ماهو فيهِ إِلاّ أنْتَ
ياأرْحَمَ الرّاحمينَ. فإنّه لايدعو به أحد إِلاّ كشف الله عنه إن شاء الله تعالى.
العاشر: عن الصادق (عليه السلام) لرفع الهم والحزن، تغتسل فتصلّي ركعتين وتقول: يافارِجَ الهَمِّ وَياكاشِفَ الغَمِّ
يارَحْمنَ الدُّنيا وَالاخِرَةِ وَرَحيمَهُما فَرِّجْ هَمّي وَاكْشِفْ غَمّي ياالله
الواحِدُ الاحَدُ الصَمَدُ الَّذي لَمْ يَلِدُ وَلَمْ
يولَدْ ولَمْ يَكُنْ لَهُ كفوا أحَدْ إعْصِمْني وَطَهِّرْني وَإذْهِبْ بِبَليَّتي.
واقرأ اَّية الكرسي والمعوذتين.
الحادي عشر: روي أنك تقول لرفع الهم في السجود مائة مرة: ياحَيُّ ياقَيومُ يا لا
إلهَ إِلاّ أنْتَ بِرَحْمَتِكَ أسْتَغيثُ فَاكْفِني ماأهَمَّني ولاتَكِلْني إِلى نَفْسي.
الثاني عشر: عن موسى بن جعفر (عليه السلام) أنه قال لسماعة إذا كانت لك يا سماعة
إلى الله حاجة فقل: اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَعَليّ فَإنَّ
لَهُما عِنْدَكَ شَأنا مِنَ الشَأنِ وَقَدْراً مِنَ القَدْرِ، فَبِحَقِّ ذلكَ
الشَأنِ وَبِحَقِّ ذلكَ القَدْرِ أنْ تُصَلّي عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأنْ
تَفْعَلَ كَذا وَكَذا.
فإنه إذا كان يوم القيامة، لم يبق ملك مقرب ولا نبي مرسل ولامؤمن ممتحن إِلاّ وهو
يحتاج الى محمد وعلي صلوات الله عليهما واَّلهما، في ذلك اليوم.
أقول: وأنا الفقير روى ابن أبي الحديد عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: سألت
ذات يوم رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) أن يدعو لي بالمغفرة، فقال: سأدعو،
ثم قام فصلى، فرفع يده للدعاء، فتسمعت إليه فسمعته يقول: اللّهُمَّ بِحَقِّ عَليّ
عِنْدَكَ اغْفِرْ لِعَليّ، فقلت يارسول الله: ماهذا الدعاء ؟ قال: وهل أجد من هو
أحب إلى الله منه لاستشفع به إلى اللّه.
أقول: أوردنا بعض مايناسب هذا الفصل من الدعاء في الباب الأول عند ذكر دعوات سجدة
الشكر.
(الفصل الثامن)
في أدعية العلل والامراض
الأول: عن الصادق (عليه السلام) قال: تقول للاوجاع: بِسْمِ الله وَبِالله كَمْ مِنْ
نِعْمَةٍ لله في عِرْقٍ ساكِنٍ وَغَيْرِ ساكِنٍ عَلى عَبْدٍ شاكِرٍ وَغَيْرَ
شاكِرٍ، وتأخذ لحيتك بيدك اليمنى بعد صلاة مفروضة وتقول ثلاث مرات: اللّهُمَّ
فَرِّجْ عَنّي كُرْبَتي وَعَجِّلْ عافيَتي وَاكْشِفْ ضُرّي، واحرص أن يكون ذلك مع
دموع وبكاء.
الثاني: عن الصادق (عليه السلام) قال: ضع يدك على موضع الالم فقل: بِسْمِ الله
وَبِالله مُحَمَّدٌ رَسولُ الله صَلّى الله عَلَيْهِ وَآلِهِ وَلاحَوْلَ وَلاقوَّةَ
إِلاّ بِالله ، اللّهُمَّ إمْسَحْ عَنّي ما أجِدُ، وتمسح بيدك اليمنى موضع الوجع
ثلاث مرات.
الثالث: عن الباقر (عليه السلام) قال: مرض علي (عليه السلام) فأتاه رسول الله (صلّى
الله عليه وآله وسلم)، فقال له: قل: اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ تَعْجيلَ عافيتِكَ
وَصَبْراً عَلى بَليّتِكَ وَخُروجا إِلى رَحْمَتِكَ.
الرابع: عن الصادق (عليه السلام) قال: تضع يدك على موضع الوجع، وتقول ثلاث مرات:
اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِحَقِّ القُرآنِ العَظيمِ الَّذي نَزَلَ بِهِ الرّوحُ
الامينُ وَهوَ عِنْدَكَ في أمِّ الكِتابِ عَلّيٌ حَكيمٌ أنْ تَشْفيني بِشِفائِكَ
وَتُداويني بِدَوائِكَ وَتُعافيني مِنْ بَلائِكَ وَتُصَلّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ
مُحَمَّدٍ عَلَيْهِمْ السَّلامُ.
الخامس: عن أبي حمزة قال: عرض لي وجع في ركبتي، فشكوت ذلك إلى الباقر (عليه السلام)
فقال: إذا أنت صلّيت فقل: ياأجْوَدَ مَنْ أعْطى وَيا أرْحَمَ مَنْ إسْتُرْحِمَ
ارْحَمْ ضُعْفي وَقِلَّةَ حيلَتي، إعْفِني مِنْ وَجَعي. قال ففعلته، وعوفيت.أقول: قد أوردنا في الباب الثالث ص1071 دعوات يدعى بها للعلل والاسقام.
(الفصل التاسع)
في بعض الاحراز والعوذ
الأول: روي أنّه شكا رجل إلى الصادق (عليه السلام) الوحشة. فقال (عليه السلام): ألا
أخبركم بشي إذا قلتموه، لم تستوحشوا بليل أو نهار: بِسْمِ الله وَبِالله
وَتَوَكَّلْتُ عَلى الله إنَّهُ مَنْ يَتَوَكَّلْ عَلى الله فَهوَ حَسْبُهُ إنَّ
الله بالِغُ أمْرِهِ قَدْ جَعَلَ الله لِكُلِّ شَيٍ قَدْراً، اللّهُمَّ اجْعَلْني
في كَنَفِكَ وَفي جِوارِكَ وَاجْعَلْني في أمانِكَ وَفي مَنْعِكَ. وروي أن رجلاً
قالها ثلاثين سنة وتركها ليلة فلسعته عقرب.
الثاني: روي أنّه من بات في دار أو غرفة وحده، فليقرأ اَّية الكرسي وليقل:
اللّهُمَّ آنِسْ وَحْشَتي وَآمِنْ رَوْعَتي وَأعِنّي عَلى وَحْدَتي.
الثالث: روي أنّه رقى النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) حسناً وحسيناً (عليهما
السلام) بهذه الكلمات: أعيذُكُما بِكَلِماتِ الله التّامَةِ وَأسْمائِهِ الحُسْنى
كُلِّها عامَةً مِن شَرِّ السامَّةِ وَالهامَّةِ وَمِنْ شَرِّ كُلِّ عَينٍ لامّةٍ
وَمِنْ شَرِّ حاسِدٍ إذا حَسَدَ. ثم قال (عليه السلام) هكذا كان يعوذ إبراهيم
إسماعيل وإسحاق.
الرابع: روي أنّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) كان في بعض مغازيه، إذا شكوا
إليه البراغيث أنها تؤذيهم، قال إذا أخذ أحدكم مضجعه، فليقل: أيُّها الاسوَدُ
الوثّابُ الَّذي لايُبالي غَلْقا وَلابابا عَزَمْتُ عَلَيْكَ بِأُمِّ الكِتابِ أنْ
لاتُؤذيني وَأصْحابي إِلى أنْ يَذْهَبُ اللَّيْلُ وَيَجيَ الصُّبْحُ بِما جاءَ.
الخامس: روي أن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: إذا رأيت السَّبع فقل: أعوذُ
بِرَبِّ دانيالَ وَالجُبِّ مِنْ كُلِّ أسَدٍ مُسْتأسِدٍ.
وعن الصادق (عليه السلام) أنك إذا لقيت سبعا، فاقرأ في وجهه اَّية الكرسي، وقل له:
عَزَمْتُ عَلَيْكَ بِعَزيمَةِ الله وعَزيمَةِ مُحَمَّدٍ صَلّى الله عَلَيْهِ
وَآلِهِ وَعَزيمَةِ سُلَيمانَ بِنِ داودَ وَعَزيمَةِ أميرِ المؤمِنينَ عَليِّ بِنْ
أبي طالِبٍ عَلَيْهِ السَّلامِ وَالأَئِمَّةِ الطّاهرينَ عَلَيْهِمْ السَّلامُ مِنْ
بَعْدِهِ، فانه سينصرف عنك إن شاء الله تعالى.
السادس: عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) أنه قال لأمير المؤمنين (عليه
السلام)، إذا وقعت في ورطة أو بليّة فقل: بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرّحيمِ وَلاحَوْلَ وَلاقوَّةَ إِلاّ بِالله العَليّ العظيمِ، فان الله عزَّ وجلَّ يصرف عنك
مايشاء من أنواع البلاء