فيما قاله مولانا علي بن موسى الرضا في الرجعة

1 - عيون أخبار الرضا : تميم القريشي ، عن أبيه ، عن أحمد الأنصاري ، عن الحسن بن الجهم ، قال : قال المأمون للرضا : يا أبا الحسن ما تقول في الرجعة ، فقال : إنها الحق قد كانت في الأمم السالفة ونطق بها القرآن ، وقد قال رسول الله : يكون في هذه الأمة كل ما كان في الأمم السالفة حذو النعل بالنعل ، والقذة بالقذة ، وقال إذا خرج المهدي من ولدي نزل عيسى بن مريم فصلى خلفه ، وقال : إن الاسلام بدا غريبا وسيعود غريبا فطوبى للغرباء ، قيل : يا رسول الله ثم يكون ماذا ؟ قال : ثم يرجع الحق إلى أهله الخبر .

2 - معاني الأخبار : أبي ، عن سعد ، عن البرقي ، عن محمد بن علي الكوفي ، عن سفيان ، عن فراس ، عن الشعبي قال : قال ابن الكوا لعلي : يا أمير المؤمنين أرأيت قولك " العجب كل العجب بين جمادى ورجب " قال : ويحك يا أعور ! هو جمع أشتات ، ونشر أموات ، وحصد نبات ، وهنات بعد هنات ، مهلكات مبيرات لست أنا ولا أنت هناك .

3 - معاني الأخبار : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن أحمد بن محمد ، عن عثمان بن عيسى عن صالح بن ميثم ، عن عباية الأسدي قال : سمعت أمير المؤمنين وهو مشنكى  وأنا قائم عليه ، لأبنين بمصر منبرا ، ولأنقضن دمشق حجرا حجرا ، ولأخرجن اليهود والنصارى من كل كور العرب ولأسوقن العرب بعصاي هذه ، قال : قلت له : يا أمير المؤمنين كأنك تخبر أنك تحيى بعد ما تموت ؟ فقال : هيهات يا عباية ذهبت في غير مذهب يفعله رجل مني .

قال الصدوق رضي الله عنه : إن أمير المؤمنين اتقى عباية الأسدي في هذا الحديث واتقى ابن الكوا في الحديث الأول لأنهما كانا غير محتملين لأسرار آل محمد .

4 - كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة : محمد بن العباس ، عن علي بن عبد الله ، عن إبراهيم بن محمد الثقفي ، عن محمد بن صالح بن مسعود ، عن أبي الجارود ، عمن سمع عليا يقول : " العجب كل العجب بين جمادي ورجب " فقام رجل فقال : يا أمير المؤمنين ما هذا العجب الذي لا تزال تعجب منه ، فقال : ثكلتك أمك وأي عجب أعجب من أموات يضربون كل عدو لله ولرسوله ولأهل بيته ، وذلك تأويل هذه الآية : " يا أيها الذين آمنوا لا تتولوا قوما غضب الله عليهم قد يئسوا من الآخرة كما يئس الكفار من أصحاب القبور " فإذا اشتد القتل ، قلتم : مات أو هلك أو أي واد سلك ، وذلك تأويل هذه الآية " ثم رددنا لكم الكرة عليهم وأمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيرا .

5 - تفسير علي بن إبراهيم : أبي ، عن ابن أبي عمير ، عن حماد ، عن أبي عبد الله قال : ما يقول الناس في هذه الآية : " ويوم نحشر من كل أمة فوجا " قلت : يقولون إنها في القيامة ، قال : ليس كما يقولون ، إن ذلك في الرجعة أيحشر الله يوم القيامة من كل أمة فوجا ويدع الباقين ؟ إنما آية القيامة قوله " وحشرناهم فلم نغادر منهم أحدا .

قال علي بن إبراهيم : ومما يدل على الرجعة قوله " وحرام على قرية أهلكناها أنهم لا يرجعون " فقال الصادق : كل قرية أهلك الله أهلها بالعذاب لا يرجعون في الرجعة فأما إلى القيامة فيرجعون ، ومن محض الايمان محضا وغيرهم ممن لم يهلكوا بالعذاب ، ومحضوا الكفر محضا يرجعون .

6 - تفسير علي بن إبراهيم : أبي ، عن ابن أبي عمير ، عن عبد الله بن مسكان ، عن أبي عبد الله في قوله " وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه " قال : ما بعث الله نبيا من لدن آدم إلا ويرجع إلى الدنيا فينصر أمير المؤمنين ، وقوله : " لتؤمنن به " يعني رسول الله ، " ولتنصرنه " يعني أمير المؤمنين .

قال علي بن إبراهيم : ومثله كثير مما وعد الله تعالى الأئمة من الرجعة والنصر ، فقال " وعد الله الذين آمنوا منكم " يا معشر الأئمة " وعملوا الصالحات " إلى قوله " لا يشركون بي شيئا " فهذه مما يكون إذا رجعوا إلى الدنيا ، وقوله : " ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ونمكن لهم في الأرض " فهذا كله مما يكون في الرجعة .

7 - تفسير علي بن إبراهيم : أبي ، عن أحمد بن النضر ، عن عمرو بن شمر قال : ذكر عند أبي جعفر جابر فقال : رحم الله جابرا لقد بلغ من علمه أنه كان يعرف تأويل هذه الآية " إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد " يعني الرجعة .

8 - الخرائج : سهل بن زياد ، عن ابن محبوب ، عن ابن فضيل ، عن سعد الجلاب عن جابر ، عن أبي جعفر قال : قال الحسين عليه السلام لأصحابه قبل أن يقتل : إن رسول الله قال لي : يا بني إنك ستساق إلى العراق ، وهي أرض قد التقى بها النبيون وأوصياء النبيين ، وهي أرض تدعى عمورا ، وإنك تستشهد بها ، ويستشهد معك جماعة من أصحابك لا يجدون ألم مس الحديد ، وتلا : " قلنا يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم " يكون الحرب بردا وسلاما عليك وعليهم .

فأبشروا ، فوالله لئن قتلونا فانا نرد على نبينا ، قال : ثم أمكث ما شاء الله فأكون أول من ينشق الأرض عنه ، فأخرج خرجة يوافق ذلك خرجة أمير المؤمنين وقيام قائمنا ، ثم لينزلن علي وفد من السماء من عند الله ، لم ينزلوا إلى الأرض قط ولينزلن إلي جبرئيل وميكائيل وإسرافيل ، وجنود من الملائكة ، ولينزلن محمد وعلي وأنا وأخي وجميع من من الله عليه ، في حمولات من حمولات الرب خيل بلق من نور لم يركبها مخلوق ، ثم ليهزن محمد لواءه وليدفعنه إلى قائمنا مع سيفه ، ثم إنا نمكث من بعد ذلك ما شاء الله ، ثم إن الله يخرج من مسجد الكوفة عينا من دهن وعينا من ماء وعينا من لبن .

ثم إن أمير المؤمنين عليه السلام يدفع إلي سيف رسول الله ، ويبعثني إلى المشرق والمغرب ، فلا آتي على عدو لله إلا أهرقت دمه ولا أدع صنما إلا أحرقته حتى أقع إلى الهند فأفتحها .

وإن دانيال ويوشع يخرجان إلى أمير المؤمنين يقولان صدق الله ورسوله ويبعث الله معهما إلى البصرة سبعين رجلا فيقتلون مقاتليهم ويبعث بعثا إلى الروم فيفتح الله لهم .

ثم لأقتلن كل دابة حرم الله لحمها حتى لا يكون على وجه الأرض إلا الطيب وأعرض على اليهود والنصارى وسائر الملل : ولأخيرنهم بين الاسلام والسيف فمن أسلم مننت عليه ، ومن كره الاسلام أهرق الله دمه ، ولا يبقى رجل من شيعتنا إلا أنزل الله إليه ملكا يمسح عن وجهه التراب ويعرفه أزواجه ومنزلته في الجنة ولا يبقى على وجه الأرض أعمى ولا مقعد ولا مبتلى ، إلا كشف الله عنه بلاءه بنا أهل البيت .

ولينزلن البركة من السماء إلى الأرض حتى أن الشجرة لتقصف بما يريد الله فيها من الثمرة ، ولتأكلن ثمرة الشتاء في الصيف ، وثمرة الصيف في الشتاء ، وذلك قوله تعالى " ولو أن أهل الكتاب آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون " .

ثم إن الله ليهب لشيعتنا كرامة لا يخفى عليهم شئ في الأرض وما كان فيها حتى أن الرجل منهم يريد أن يعلم علم أهل بيته فيخبرهم بعلم ما يعملون . منتخب البصائر : مما رواه لي السيد علي بن عبد الكريم بن عبد الحميد الحسني بإسناده عن سهل مثله . ايضاح : " لتقصف " أي تنكسر أغصانها لكثرة ما حملت من الثمار .

9 - منتخب البصائر : سعد ، عن ابن أبي الخطاب وابن يزيد ، عن أحمد بن الحسن الميثمي عن محمد بن الحسين ، عن أبان بن عثمان ، عن موسى الحناط قال : سمعت أبا عبد الله يقول : أيام الله ثلاثة : يوم يقوم القائم عليه السلام ، ويوم الكرة ، ويوم القيامة .

54 - منتخب البصائر : سعد ، عن ابن عيسى ، عن عمر بن عبد العزيز ، عن رجل ، عن جميل بن دراج ، عن المعلى بن خنيس وزيد الشحام ، عن أبي عبد الله قالا : سمعناه يقول : إن أول من يكر في الرجعة الحسين بن علي ، ويمكث في الأرض أربعين سنة حتى يسقط حاجباه على عينيه .

10 - منتخب البصائر : سعد ، عن ابن أبي الخطاب ، عن محمد بن سنان ، عن عمار بن مروان ، عن المنخل بن جميل ، عن جابر بن يزيد ، عن أبي جعفر قال : ليس من مؤمن إلا وله قتلة وموتة ، إنه من قتل نشر حتى يموت ، ومن مات نشر حتى يقتل .

ثم تلوت على أبي جعفر هذه الآية " كل نفس ذائقة الموت " فقال : ومنشوره ، قلت قولك " ومنشوره " ما هو ؟ فقال : هكذا أنزل بها جبرئيل على محمد " كل نفس ذائقة الموت ومنشوره " ثم قال : ما في هذه الأمة أحد بر ولا فاجر إلا وينشر ، أما المؤمنون فينشرون إلى قرة أعينهم ، وأما الفجار فينشرون إلى خزي الله إياهم ، ألم تسمع أن الله تعالى يقول " ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر " وقوله " يا أيها المدثر قم فأنذر " يعني بذلك محمدا قيامه في الرجعة ينذر فيها ، وقوله : " إنها لإحدى الكبر * نذيرا للبشر " يعني محمدا نذير للبشر في الرجعة .

وقوله " هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون " قال : يظهره الله عز وجل في الرجعة . وقوله " حتى إذا فتحنا عليهم بابا ذا عذاب شديد " هو علي بن أبي طالب إذا رجع في الرجعة .

قال جابر : قال أبو جعفر : قال أمير المؤمنين في قوله عز وجل : " ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين " قال : هو أنا إذا خرجت أنا وشيعتي وخرج عثمان بن عفان وشيعته ، ونقتل بني أمية ، فعندها يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين .

11 - منتخب البصائر : سعد ، عن ابن عيسى ، عن علي بن الحكم ، عن ابن عميرة عن أبي داود ، عن بريدة الأسلمي قال : قال رسول الله : كيف أنت إذا استيأست أمتي من المهدي فيأتيها مثل قرن الشمس يستبشر به أهل السماء وأهل الأرض ؟ فقلت : يا رسول الله بعد الموت ؟ فقال : والله إن بعد الموت هدى وإيمانا ونورا ، قلت : يا رسول الله أي العمرين أطول ؟ قال : الآخر بالضعف .

بيان : قوله صلى الله عليه وآله : " إن بعد الموت " أي بعد موت سائر الخلق لا المهدي .

12 - منتخب البصائر : سعد ، عن ابن عيسى ، عن عمر بن عبد العزيز ، عن جميل بن دراج ، عن أبي عبد الله قال : قلت له : قول الله عز وجل " إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد " قال : ذلك والله في الرجعة أما علمت أن [ في ] أنبياء الله كثيرا لم ينصروا في الدنيا وقتلوا وأئمة قد قتلوا ولم ينصروا فذلك في الرجعة قلت : " واستمع يوم يناد المناد من مكان قريب * يوم يسمعون الصيحة بالحق ذلك يوم الخروج " قال : هي الرجعة .

تفسير علي بن إبراهيم : أحمد بن إدريس ، عن ابن عيسى مثله وفيه والأئمة من بعدهم قتلوا ولم ينصروا في الدنيا .

بيان : لا يخفى أن هذا أظهر مما ذكره المفسرون : إن النصر بظهور الحجة أو الانتقام لهم من الكفر في الدنيا غالبا .

العودة إلى الصفحة الرئيسية

www.mezan.net <‎/TITLE> ‎<META HTTP-EQUIV="Content-Type" CONTENT="text/html; charset=windows-1256">‎ ‎<META NAME="keywords" CONTENT=" السيد محمد حسين فضل الله في الميزان ">‎ ‎<META NAME="description" CONTENT=" مقولات السيد فضل الله في كتبه ">‎ ‎<META NAME="author" CONTENT=" مقولات السيد فضل الله بصوته ">‎ ‎<META NAME="copyright" CONTENT=" رأي المراجع العظام والعلماء ">‎ <‎/HEAD>