في خروج السفياني وسيره في البلاد

قال الشيخ أمين الدين الطبرسي - رحمه الله - : قال أبو حمزة الثمالي قال : وحدثني عمرو بن مرة ، وحمران بن أعين أنهما سمعا مهاجرا المكي يقول : سمعت أم سلمة تقول : قال رسول الله : يعوذ عائذ بالبيت ، فيبعث إليه جيش حتى إذا كانوا بالبيداء بيداء المدينة خسف بهم .

وروي عن حذيفة بن اليمان أن النبي ذكر فتنة تكون بين أهل المشرق والمغرب ، قال : فبينا هم كذلك يخرج عليهم السفياني من الوادي اليابس في فور ذلك حتى ينزل دمشق فيبعث جيشين جيشا إلى المشرق وآخر إلى المدينة حتى ينزلوا بأرض بابل من المدينة الملعونة ، يعني بغداد ، فيقتلون أكثر من ثلاثة آلاف ، ويفضحون أكثر من مائة امرأة ، ويقتلون [ بها ] ثلاثمائة كبش من بني العباس .

ثم ينحدرون إلى الكوفة فيخربون ما حولها ، ثم يخرجون متوجهين إلى الشام فتخرج راية هدى من الكوفة ، فتلحق ذلك الجيش فيقتلونهم ، لا يفلت منهم مخبر ، ويستنقذون ما في أيديهم من السبي والغنائم ، ويحل الجيش الثاني بالمدينة فينتهبونها ثلاثة أيام بلياليها .

ثم يخرجون متوجهين إلى مكة ، حتى إذا كانوا بالبيداء ، بعث الله جبرئيل فيقول : يا جبرئيل ! اذهب فأبدهم ، فيضربها برجله ضربة يخسف الله بهم عندها ولا يفلت منها إلا رجلان من جهينة ، فلذلك جاء القول " وعند جهينة الخبر اليقين " فذلك قوله : " ولو ترى إذ فزعوا " إلى آخرها ، أورده الثعلبي في تفسيره .

وروى أصحابنا في أحاديث المهدي ، عن أبي عبد الله وأبي جعفر مثله .

" وقالوا " أي ويقولون في ذلك الوقت وهو يوم القيامة ، أو عند رؤية البأس أو عند الخسف ، في حديث السفياني " آمنا به وأنى لهم التناوش " أي ومن أين لهم الانتفاع بهذا الايمان الذي ألجئوا إليه ، بين سبحانه أنهم لا ينالون به نفعا كما لا ينال أحد التناوش من مكان بعيد .

- تفسير علي بن إبراهيم : الحسين بن محمد ، عن المعلى ، عن محمد بن جمهور ، عن ابن محبوب عن أبي حمزة قال : سألت أبا جعفر عن قوله " وأنى لهم التناوش من مكان بعيد " قال : إنهم طلبوا المهدي من حيث لا ينال ، وقد كان لهم مبذولا من حيث ينال .

بيان : قوله " من حيث لا ينال " أي بعد سقوط التكليف وظهور آثار القيامة ، أو بعد الموت أو عند الخسف ، والأخير أظهر من جهة الخبر .

- كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة : محمد بن العباس ، عن محمد بن الحسن بن علي بن الصباح المدائني عن الحسن بن محمد بن شعيب ، عن موسى بن عمر بن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن منصور بن يونس ، عن إسماعيل بن جابر ، عن أبي خالد الكابلي ، عن أبي جعفر قال : يخرج القائم فيسير حتى يمر بمر ، فيبلغه أن عامله قد قتل فيرجع إليهم فيقتل المقاتلة ، ولا يزيد على ذلك شيئا ، ثم ينطلق فيدعو الناس حتى ينتهي إلى البيداء فيخرج جيشان للسفياني فيأمر الله عز وجل الأرض أن تأخذ بأقدامهم وهو قوله عز وجل : " ولو ترى إذ فزعوا فلا فوت واخذوا من مكان قريب وقالوا آمنا به - يعني بقيام القائم - وقد كفروا به من قبل - يعني بقيام آل محمد - ويقذفون بالغيب من مكان بعيد - إلى قوله - في شك مريب " .

- تفسير علي بن إبراهيم : " سأل سائل بعذاب واقع " قال : سئل أبو جعفر عن معنى هذا ، فقال : نار تخرج من المغرب ، وملك يسوقها من خلفها ، حتى يأتي من جهة دار بني سعد بن همام ، عند مسجدهم ، فلا تدع دارا لبني أمية إلا أحرقتها وأهلها ، ولا تدع دارا فيها وتر لآل محمد إلا أحرقتها وذلك المهدي .

بيان : أي من علاماته أو عند ظهوره .

- إكمال الدين : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن معروف ، عن ابن فضال ، عن ظريف بن ناصح ، عن أبي الحصين قال : سمعت أبا عبد الله يقول : سئل رسول الله عن الساعة فقال : عند إيمان بالنجوم ، وتكذيب بالقدر .

- أمالي الطوسي : المفيد ، عن أحمد بن محمد بن عيسى العلوي ، عن حيدر بن محمد السمرقندي ، عن أبي عمرو الكشي ، عن حمدويه بن بشر ، عن محمد بن عيسى ، عن الحسين بن خالد قال : قلت لأبي الحسن الرضا : إن عبد الله بن بكير يروي حديثا ويتأوله وأنا أحب أن أعرضه عليك ، فقال : ما ذاك الحديث ؟ قلت : قال ابن بكير : حدثني عبيد بن زرارة ، قال : كنت عند أبي عبد الله أيام خرج محمد بن عبد الله ابن الحسن إذ دخل عليه رجل من أصحابنا فقال له : جعلت فداك إن محمد بن عبد الله قد خرج وأجابه الناس ، فما تقول في الخروج معه ؟ فقال أبو عبد الله : اسكن ما سكنت السماء والأرض ، فقال عبد الله بن بكير : فإذا كان الامر هكذا فلم يكن خروج ما سكنت السماء والأرض ، فما من قائم وما من خروج .

فقال أبو الحسن : صدق أبو عبد الله وليس الامر على ما تأوله ابن بكير إنما قال أبو عبد الله : اسكن ما سكنت السماء من النداء والأرض من الخسف بالجيش .

- معاني الأخبار : أبي ، عن أحمد بن إدريس ، عن سهل ، عن علي بن الريان عن الدهقان ، عن الحسين بن خالد ، عن أبي الحسن الرضا قال : قلت : جعلت فداك ، حديث كان يرويه عبد الله بن بكير ، عن عبيد بن زرارة قال : فقال لي : وما هو ؟ قال : قلت له : روى عن عبيد بن زرارة أنه لقي أبا عبد الله في السنة التي خرج فيها إبراهيم بن عبد الله بن الحسن فقال له : جعلت فداك إن هذا قد آلف الكلام وسارع الناس إليه ، فما الذي تأمر به ؟ فقال : اتقوا الله واسكنوا ما سكنت السماء والأرض .

قال : وكان عبد الله بن بكير يقول : والله لئن كان عبيد بن زرارة صادقا فما من خروج وما من قائم .

قال : فقال لي أبو الحسن : الحديث على ما رواه عبيد ، وليس على ما تأوله عبد الله بن بكير إنما عنى أبو عبد الله بقوله : ما سكنت السماء من النداء باسم صاحبك ، وما سكنت الأرض من الخسف بالجيش .

- معاني الأخبار ، أمالي الطوسي : ابن الوليد ، عن محمد العطار وأحمد بن إدريس معا ، عن الأشعري ، عن السياري ، عن الحكم بن سالم ، عمن حدثه ، عن أبي عبد الله قال : إنا وآل أبي سفيان أهل بيتين تعادينا في الله ، قلنا : صدق الله وقالوا : كذب الله .

قاتل أبو سفيان رسول الله وقاتل معاوية علي بن أبي طالب وقاتل يزيد بن معاوية الحسين بن علي والسفياني يقاتل القائم .

- بصائر الدرجات : معاوية بن حكيم ، عن محمد بن شعيب بن غزوان ، عن رجل عن أبي جعفر قال : دخل عليه رجل من أهل بلخ فقال له : يا خراساني تعرف وادي كذا وكذا ؟ قال : نعم ، قال له : تعرف صدعا في الوادي من صفته كذا وكذا ؟ قال : نعم ، [ قال : ] من ذلك يخرج الدجال .

قال : ثم دخل عليه رجل من أهل اليمن ، فقال له : يا يماني أتعرف شعب كذا وكذا ؟ قال : نعم ، قال له : تعرف شجرة في الشعب من صفتها كذا وكذا ؟ قال له : نعم ، قال له : تعرف صخرة تحت الشجرة ؟ قال له : نعم ، قال : فتلك الصخرة التي حفظت ألواح موسى على محمد .

- ثواب الأعمال : أبي ، عن علي ، عن أبيه ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن أبي عبد الله قال : قال رسول الله : سيأتي على أمتي زمان تخبث فيه سرائرهم ، وتحسن فيه علانيتهم طمعا في الدنيا ، لا يريدون به ما عند الله عز وجل يكون أمرهم رياء لا يخالطه خوف ، يعمهم الله منه بعقاب فيدعونه دعاء الغريق فلا يستجاب لهم .

- ثواب الأعمال : بهذا الاسناد قال : قال رسول الله : سيأتي زمان على أمتي لا يبقى من القرآن إلا رسمه ، ولا من الاسلام إلا اسمه ، يسمون به وهم أبعد الناس منه ، مساجدهم عامرة ، وهي خراب من الهدى ، فقهاء ذلك الزمان شر فقهاء تحت ظل السماء ، منهم خرجت الفتنة وإليهم تعود .

- إكمال الدين : ابن المغيرة بإسناده ، عن السكوني ، عن الصادق ، عن آبائه قال : قال رسول الله : [ إن ] الاسلام بدا غريبا وسيعود غريبا كما بدا ، فطوبى للغرباء .

الغيبة للنعماني : ابن عقدة ، عن محمد بن المفضل بن إبراهيم ، عن محمد بن عبد الله بن زرارة عن سعد بن عمر الجلاب ، عن جعفر بن محمد مثله .

- إكمال الدين : المظفر العلوي ، عن ابن العياشي ، عن أبيه ، عن جعفر بن أحمد ، عن العمركي ، عن ابن فضال ، عن الرضا ، عن آبائه عليهم السلام قال : قال رسول الله : إن الاسلام بدا غريبا وسيعود غريبا فطوبى للغرباء .

بيان : قال الجزري فيه إن الاسلام بدا غريبا وسيعود كما بدا فطوبى للغرباء أي إنه كان في أول أمره كالغريب الوحيد الذي لا أهل له عنده لقلة المسلمين يومئذ وسيعود غريبا كما كان أي يقل المسلمون في آخر الزمان فيصيرون كالغرباء فطوبي للغرباء أي الجنة لأولئك المسلمين الذين كانوا في أول الاسلام ، ويكونون في آخره ، وإنما خصهم بها لصبرهم على أذى الكفار أولا وآخرا ولزومهم دين الاسلام .

- إكمال الدين : ابن عصام ، عن الكليني ، عن القاسم بن العلا ، عن إسماعيل بن علي القزويني عن علي بن إسماعيل ، عن عاصم بن حميد ، عن محمد بن مسلم قال : سمعت أبا جعفر يقول : القائم منصور بالرعب مؤيد بالنصر ، تطوى له الأرض وتظهر له الكنوز ، ويبلغ سلطانه المشرق والمغرب ، ويظهر الله عز وجل به دينه ولو كره المشركون .

فلا يبقي في الأرض خراب إلا عمر ، وينزل روح الله عيسى بن مريم فيصلي خلفه ، فقلت له يا ابن رسول الله متى يخرج قائمكم ؟ قال : إذا تشبه الرجال بالنساء ، والنساء بالرجال ، واكتفى الرجال بالرجال ، والنساء بالنساء وركب ذواتالفروج السروج ، وقبلت شهادات الزور ، وردت شهادات العدل واستخف الناس بالدماء ، وارتكاب الزناء ، وأكل الربا ، واتقي الأشرار مخافة ألسنتهم ، وخرج السفياني من الشام واليماني من اليمن ، وخسف بالبيداء ، وقتل غلام من آل محمد بين الركن والمقام اسمه محمد بن الحسن النفس الزكية وجاءت صيحة من السماء بأن الحق فيه ، وفي شيعته ، فعند ذلك خروج قائمنا .

فإذا خرج أسند ظهره إلى الكعبة ، واجتمع إليه ثلاث مائة وثلاثة عشر رجلا وأول ما ينطق به هذه الآية " بقية الله خير لكم إن كنتم مؤمنين " ثم يقول : أنا بقية الله في أرضه فإذا اجتمع إليه العقد ، وهو عشرة آلاف رجل خرج فلا يبقى في الأرض معبود دون الله عزو جل ، من صنم وغيره إلا وقعت فيه نار فاحترق ، وذلك بعد غيبة طويلة ، ليعلم الله من يطيعه بالغيب ويؤمن به .

- المحاسن : محمد بن علي ، عن المفضل بن صالح الأسدي ، عن محمد بن مروان . عن أبي عبد الله قال : قال رسول الله : من أبغضنا أهل البيت بعثه الله يهوديا قيل : يا رسول الله وإن شهد الشهادتين ؟ قال : نعم إنما احتجب بهاتين الكلمتين عند سفك دمه أو يؤدي الجزية وهو صاغر ثم قال : من أبغضنا أهل البيت بعثه الله يهوديا قيل : وكيف يا رسول الله ؟ قال : إن أدرك الدجال آمن به .

أقول : قد أوردنا في باب نص الصادق على القائم أنه يقتل الدجال .

العودة إلى الصفحة الرئيسية

www.mezan.net <‎/TITLE> ‎<META HTTP-EQUIV="Content-Type" CONTENT="text/html; charset=windows-1256">‎ ‎<META NAME="keywords" CONTENT=" السيد محمد حسين فضل الله في الميزان ">‎ ‎<META NAME="description" CONTENT=" مقولات السيد فضل الله في كتبه ">‎ ‎<META NAME="author" CONTENT=" مقولات السيد فضل الله بصوته ">‎ ‎<META NAME="copyright" CONTENT=" رأي المراجع العظام والعلماء ">‎ <‎/HEAD>