منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - السناء في مجالس الولاء
عرض مشاركة واحدة

سيد جلال الحسيني
الصورة الرمزية سيد جلال الحسيني
طالب علم متخصص في الحديث
رقم العضوية : 3866
الإنتساب : Feb 2009
الدولة : النجف الاشرف مولدي
المشاركات : 2,567
بمعدل : 0.47 يوميا
النقاط : 286
المستوى : سيد جلال الحسيني is on a distinguished road

سيد جلال الحسيني غير متواجد حالياً عرض البوم صور سيد جلال الحسيني



  مشاركة رقم : 2  
كاتب الموضوع : سيد جلال الحسيني المنتدى : أرشيف تفسير الأحلام ( السيد جلال الحسيني )
افتراضي
قديم بتاريخ : 19-Nov-2013 الساعة : 06:50 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم



الليلة الأولى
ليلة مسلم بن عقيل صلوات الله عليه
بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم ؛ إنّا لله وإنّا إليه راجعون
صلى الله عليك يا رسول الله ؛ صلى الله عليك وعلى آل بيتك المعصومين ؛ لعن الله الظالمين لكم من الأولين والآخرين الى قيام يوم الدين
صلى الله عليك يا أبا عبد الله ؛ روحي وأرواح العالمين لك الفداء
يا ليتنا كنا معكم فنفوز فوزاً عظيما

مسح الحسين برأسها فاستشعرت*** بـاليتم وهـي عـلامة تـكفيها
لـم يـبكها عـدم الوثوق بعمِّها *** كـلا ولا الـوجد الـمبرِّح فيها
لـكـنها تـبكي مـخافة أنـها*** تـسمي يـتيمة عـمِّها وأبـيها

( يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَ الَّذينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجاتٍ وَ اللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبيرٌ ) (11)"المجادلة"

ان الله یرفع الذين آمنوا والذين أُوتوا العلم درجات كما ورد في الرواية عن الإمام العسكري صلوات الله تعظيم العالم وتقديمه على من سواه :
بحارالأنوار ج 2 ص 13 باب 8- ثواب الهداية و التعليم و فضل ...
عن تفسير الإمام وكتاب الإحتجاج‏: بِالْإِسْنَادِ عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ الْعَسْكَرِيِّ صلوات الله عليه أَنَّهُ اتَّصَلَ بِهِ أَنَّ رَجُلًا مِنْ فُقَهَاءِ شِيعَتِهِ كَلَّمَ بَعْضَ النُّصَّابِ فَأَفْحَمَهُ بِحُجَّتِهِ حَتَّى أَبَانَ عَنْ فَضِيحَتِهِ فَدَخَلَ عَلَى عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ علیه صلوات الله وَ فِي صَدْرِ مَجْلِسِهِ دَسْتٌ عَظِيمٌ مَنْصُوبٌ وَ هُوَ قَاعِدٌ خَارِجَ الدَّسْتِ وَ بِحَضْرَتِهِ خَلْقٌ مِنَ الْعَلَوِيِّينَ وَ بَنِي هَاشِمٍ فَمَا زَالَ يَرْفَعُهُ حَتَّى أَجْلَسَهُ فِي ذَلِكَ الدَّسْتِ وَ أَقْبَلَ عَلَيْهِ فَاشْتَدَّ ذَلِكَ عَلَى أُولَئِكَ الْأَشْرَافِ فَأَمَّا الْعَلَوِيَّةُ فَأَجَلُّوهُ عَنِ الْعِتَابِ وَ أَمَّا الْهَاشِمِيُّونَ فَقَالَ لَهُ شَيْخُهُمْ يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ هَكَذَا تُؤْثِرُ عَامِّيّاً عَلَى سَادَاتِ بَنِي هَاشِمٍ مِنَ الطَّالِبِيِّينَ وَ الْعَبَّاسِيِّينَ فَقَالَ علیه صلوات الله إِيَّاكُمْ وَ أَنْ تَكُونُوا مِنَ الَّذِينَ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتابِ يُدْعَوْنَ إِلى‏ كِتابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَ هُمْ مُعْرِضُونَ أَ تَرْضَوْنَ بِكِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ حَكَماً قَالُوا بَلَى قَالَ أَ لَيْسَ اللَّهُ يَقُولُ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ إِلَى قَوْلِهِ وَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجاتٍ فَلَمْ يَرْضَ لِلْعَالِمِ الْمُؤْمِنِ إِلَّا أَنْ يُرْفَعَ عَلَى الْمُؤْمِنِ غَيْرِ الْعَالِمِ كَمَا لَمْ يَرْضَ لِلْمُؤْمِنِ إِلَّا أَنْ يُرْفَعَ عَلَى مَنْ لَيْسَ بِمُؤْمِنٍ أَخْبِرُونِي عَنْهُ قَالَ يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجاتٍ أَوَ قَالَ يَرْفَعُ اللَّهُ الَّذِينَ أُوتُوا شَرَفَ النَّسَبِ دَرَجَاتٍ أَ وَ لَيْسَ قَالَ اللَّهُ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ فَكَيْفَ تُنْكِرُونَ رَفْعِي لِهَذَا لَمَّا [لِمَا] رَفَعَهُ اللَّهُ إِنَّ كَسْرَ هَذَا لِفُلَانٍ النَّاصِبِ بِحُجَجِ اللَّهِ الَّتِي عَلَّمَهُ إِيَّاهَا لَأَفْضَلُ لَهُ مِنْ كُلِّ شَرَفٍ فِي النَّسَبِ فَقَالَ الْعَبَّاسِيُّ يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ قَدْ شَرَّفْتَ عَلَيْنَا وَ قَصَّرْتَنَا عَمَّنْ لَيْسَ لَهُ نَسَبٌ كَنَسَبِنَا وَ مَا زَالَ مُنْذُ أَوَّلِ الْإِسْلَامِ يُقَدَّمُ الْأَفْضَلُ فِي الشَّرَفِ عَلَى مَنْ دُونَهُ فِيهِ فَقَالَ علیه صلوات الله سُبْحَانَ اللَّهِ أَ لَيْسَ الْعَبَّاسُ بَايَعَ لِأَبِي بَكْرٍ وَ هُوَ تَيْمِيٌّ وَ الْعَبَّاسُ هَاشِمِيٌّ أَوَ لَيْسَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَبَّاسِ كَانَ يَخْدُمُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ وَ هُوَ هَاشِمِيٌّ أَبُو الْخُلَفَاءِ وَ عُمَرُ عَدَوِيٌّ وَ مَا بَالُ عُمَرَ أَدْخَلَ الْبُعَدَاءَ مِنْ قُرَيْشٍ فِي الشُّورَى وَ لَمْ يُدْخِلِ الْعَبَّاسَ فَإِنْ كَانَ رَفْعُنَا لِمَنْ لَيْسَ بِهَاشِمِيٍّ عَلَى هَاشِمِيٍّ مُنْكَراً فَأَنْكِرُوا عَلَى الْعَبَّاسِ بَيْعَتَهُ لِأَبِي بَكْرٍ وَ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ خِدْمَتَهُ لِعُمَرَ بَعْدَ بَيْعَتِهِ فَإِنْ كَانَ ذَلِكَ جَائِزاً فَهَذَا جَائِزٌ فَكَأَنَّمَا أُلْقِمَ الْهَاشِمِيُّ حَجَرا .
إننا في أول يوم من أيام محرم الحرام لهذا العام وهو 1435 قمري هجري نبدأ بموضوع المعرفة لكي نبكي ونجزع على الإمام الحسين صلوات الله عليه بمعرفة كما وردت روايات كثيرة في مقام من زار أهل البيت عارفا بحقهم .
فإن الذي يبكي بمعرفة يكون جزعه أشد ممن يبكيه وله معرفة أقل منه فإن الإمام الصادق قال كما في كتاب :
بحارالأنوار ج 98 ص 177 باب 18- زياراته صلوات الله عليه ....
عن كامل الزيارات عَنِ الثُّمَالِيِّ قَالَ قَالَ الصَّادِقُ صلوات الله عليه وآله إِذَا أَرَدْتَ الْمَسِيرَ إِلَى قَبْرِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ علیه صلوات الله ‏.... (السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ مَا أَعْظَمَ مُصِيبَتَكَ عِنْدَ أَبِيكَ رَسُولِ اللَّهِ وَ مَا أَعْظَمَ مُصِيبَتَكَ عِنْدَ مَنْ عَرَفَ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ وَ أَجَلَّ مُصِيبَتَكَ عِنْدَ الْمَلَإِ الْأَعْلَى وَ عِنْدَ أَنْبِيَاءِ اللَّهِ وَ عِنْدَ رُسُلِ اللَّه‏ ) .
فإن من عرف الله سبحانه يكون عنده مصيبة الإمام الحسين أعظم وطبيعي سيكون جزعه أشد وأعمق كما قال الإمام " وَ مَا أَعْظَمَ مُصِيبَتَكَ عِنْدَ مَنْ عَرَفَ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ".فمن عرف الله سبحانه عرف الحسين ومن عرف الحسين فقد عرف الله سبحانه فإن الحسين عليه السلام هو الإمام المنصوب من الله سبحانه فكل ظلم ظلموا به الإمام الحسين فهو قساوة من غير المحق لصاحب الحق
فإن الإنسان إن أحب أهل طاعة الله وملأ قلبه بحب المعصومين عليهم صلوات الله فإنه مبشر بالخير لأنه أحب أهل الخير وأبغض أهل معصيته وأعداء دينه كما في الرواية عن كتاب
الكافي ج 2 ص 126
عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِيِّ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ علیه صلوات الله ( قَالَ إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَعْلَمَ أَنَّ فِيكَ خَيْراً فَانْظُرْ إِلَى قَلْبِكَ فَإِنْ كَانَ يُحِبُّ أَهْلَ طَاعَةِ اللَّهِ وَ يُبْغِضُ أَهْلَ مَعْصِيَتِهِ فَفِيكَ خَيْرٌ وَ اللَّهُ يُحِبُّكَ وَ إِنْ كَانَ يُبْغِضُ أَهْلَ طَاعَةِ اللَّهِ وَ يُحِبُّ أَهْلَ مَعْصِيَتِهِ فَلَيْسَ فِيكَ خَيْرٌ وَ اللَّهُ يُبْغِضُكَ وَ الْمَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ ).
فإن الفرق کبیر بین من یعرف مقداراً من مقامات أهل البیت علیهم السلام وبین من یجهل کل شیئ عنهم روحی فداهم ؛ فإن الأنبياء إنما أصبحوا أنبياء لأنهم اقتبسوا شيئا من أنوار محمد وآل محمد صلوات الله عليهم أجمعين ؛ وكانوا يقتدون بآثارهم .
بحارالأنوار ج 26 ص 264
كِتَابُ الْمُحْتَضَرِ لِلْحَسَنِ بْنِ سُلَيْمَانَ، رُوِيَ أَنَّهُ وَجَدَ بِخَطِّ مَوْلَانَا أَبِي مُحَمَّدٍ الْعَسْكَرِيِّ علیه صلوات الله ( أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ قَوْمٍ حَذَفُوا مُحْكَمَاتِ الْكِتَابِ وَ نَسُوا اللَّهَ رَبَّ الْأَرْبَابِ وَ النَّبِيَّ وَ سَاقِيَ الْكَوْثَرِ فِي مَوَاقِفِ الْحِسَابِ وَ لَظَى وَ الطَّامَّةَ الْكُبْرَى وَ نَعِيمَ دَارِ الثَّوَابِ فَنَحْنُ السَّنَامُ الْأَعْظَمُ وَ فِينَا النُّبُوَّةُ وَ الْوَلَايَةُ وَ الْكَرَمُ وَ نَحْنُ مَنَارُ الْهُدَى وَ الْعُرْوَةُ الْوُثْقَى وَ الْأَنْبِيَاءُ كَانُوا يَقْتَبِسُونَ مِنْ أَنْوَارِنَا وَ يَقْتَفُونَ آثَارَنَا وَ سَيَظْهَرُ حُجَّةُ اللَّهِ عَلَى الْخَلْقِ بِالسَّيْفِ الْمَسْلُولِ لِإِظْهَارِ الْحَقِّ وَ هَذَا خَطُّ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنَ عَلِيٍّ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ) .
ولكن ليس كل أحد يمكنه الوصول لمقام معرفة أهل البيت بهذه المعرفة إلا من كان عاقلاً ؛ فأكثر الناس استجابة لأهل البيت هو من أطاع عقله الباطن الذي يوصله لوجوب التمسك بالقرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم صلوات الله .
الكافي ج 1 ص 15
(يَا هِشَامُ مَا بَعَثَ اللَّهُ أَنْبِيَاءَهُ وَ رُسُلَهُ إِلَى عِبَادِهِ إِلَّا لِيَعْقِلُوا عَنِ اللَّهِ فَأَحْسَنُهُمُ اسْتِجَابَةً أَحْسَنُهُمْ مَعْرِفَةً وَ أَعْلَمُهُمْ بِأَمْرِ اللَّهِ أَحْسَنُهُمْ عَقْلًا وَ أَكْمَلُهُمْ عَقْلًا أَرْفَعُهُمْ دَرَجَةً فِي الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ يَا هِشَامُ إِنَّ لِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حُجَّتَيْنِ حُجَّةً ظَاهِرَةً وَ حُجَّةً بَاطِنَةً فَأَمَّا الظَّاهِرَةُ فَالرُّسُلُ وَ الْأَنْبِيَاءُ وَ الْأَئِمَّةُ علیه صلوات الله وَ أَمَّا الْبَاطِنَةُ فَالْعُقُول) .
فإن الإنسان الذي يوفق لمعرفة أهل البيت هو الذي سيبكي قلبه كما تبكي عيناه وهو المسرور يوم القيامة ؛ والذي لا يعرف أهل البيت ويعرض عنهم هو من سيحشر أعمى يوم القيامة :
الكافي ج 1 ص 435
عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ علیه صلوات الله ( فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ مَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً قَالَ يَعْنِي بِهِ وَلَايَةَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ علیه صلوات الله قُلْتُ وَ نَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَعْمى‏ قَالَ يَعْنِي أَعْمَى الْبَصَرِ فِي الْآخِرَةِ أَعْمَى الْقَلْبِ فِي الدُّنْيَا عَنْ وَلَايَةِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ علیه صلوات الله قَالَ وَ هُوَ مُتَحَيِّرٌ فِي الْقِيَامَةِ يَقُولُ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمى‏ وَ قَدْ كُنْتُ بَصِيراً قالَ كَذلِكَ أَتَتْكَ آياتُنا فَنَسِيتَها قَالَ الْآيَاتُ الْأَئِمَّةُ علیه صلوات الله فَنَسِيتَها وَ كَذلِكَ الْيَوْمَ تُنْسى‏ يَعْنِي تَرَكْتَهَا وَ كَذَلِكَ الْيَوْمَ تُتْرَكُ فِي النَّارِ كَمَا تَرَكْتَ الْأَئِمَّةَ علیه صلوات الله فَلَمْ تُطِعْ أَمْرَهُمْ وَ لَمْ تَسْمَعْ قَوْلَهُمْ قُلْتُ وَ كَذلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَ لَمْ يُؤْمِنْ بِآياتِ رَبِّهِ وَ لَعَذابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَ أَبْقى‏ قَالَ يَعْنِي مَنْ أَشْرَكَ بِوَلَايَةِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ علیه صلوات الله غَيْرَهُ وَ لَمْ يُؤْمِنْ بِآيَاتِ رَبِّهِ وَ تَرَكَ الْأَئِمَّةَ مُعَانَدَةً فَلَمْ يَتَّبِعْ آثَارَهُمْ وَ لَمْ يَتَوَلَّهُمْ قُلْتُ اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبادِهِ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ قَالَ وَلَايَةُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ علیه صلوات الله قُلْتُ مَنْ كانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ قَالَ مَعْرِفَةُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ علیه صلوات الله وَ الْأَئِمَّةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ قَالَ نَزِيدُهُ مِنْهَا قَالَ يَسْتَوْفِي نَصِيبَهُ مِنْ دَوْلَتِهِمْ وَ مَنْ كانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيا نُؤْتِهِ مِنْها وَ ما لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ قَالَ لَيْسَ لَهُ فِي دَوْلَةِ الْحَقِّ مَعَ الْقَائِمِ نَصِيبٌ ) .
نعم إن من يعبد الله ولكن ليس له أي معرفة وليس هو في سبيل أن يتعلم لترفع درجته عند الله سبحانه كما تلوت عليكم الآية الكريمة في أول المجلس هذا ؛ فهذا يعبد الله ضلالا لا هدف له في اعتقاداته كما ورد في كتاب :
الكافي ج 1 ص 180
عَنْ أَبِي حَمْزَةَ قَالَ قَالَ لِي أَبُو جَعْفَرٍ علیه صلوات الله ( إِنَّمَا يَعْبُدُ اللَّهَ مَنْ يَعْرِفُ اللَّهَ فَأَمَّا مَنْ لَا يَعْرِفُ اللَّهَ فَإِنَّمَا يَعْبُدُهُ هَكَذَا ضَلَالًا قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ فَمَا مَعْرِفَةُ اللَّهِ قَالَ تَصْدِيقُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ تَصْدِيقُ رَسُولِهِ صلى الله عليه وآله وَ مُوَالَاةُ عَلِيٍّ علیه صلوات الله وَ الِإئْتِمَامُ بِهِ وَ بِأَئِمَّةِ الْهُدَى علیه صلوات الله وَ الْبَرَاءَةُ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مِنْ عَدُوِّهِمْ هَكَذَا يُعْرَفُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ ).
فإن من عرف أهل البيت عليهم صلوات الله فهو الآمن يوم القيامة من الفزع الأكبر كما قال أمير المؤمنين بأسلوبه الجميل وهو الأسلوب الذي نحتاج أن نقتدي به حيث يسأل الراوي عن معلومة ولما يبدي الراوي عدم علمه بالجواب يظهر الإمام صلوات الله عليه الحقيقة لكي يرسخ الجواب في أذهان المستمعين والتالين للرواية وهي عن كتاب
الكافي ج 1 ص 185
14- عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَثِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ علیه صلوات الله قَالَ( قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه صلوات الله دَخَلَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْجَدَلِيُّ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ فَقَالَ علیه صلوات الله يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ أَ لَا أُخْبِرُكَ بِقَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها وَ هُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ. وَ مَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ قَالَ بَلَى يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ جُعِلْتُ فِدَاكَ فَقَالَ الْحَسَنَةُ مَعْرِفَةُ الْوَلَايَةِ وَ حُبُّنَا أَهْلَ الْبَيْتِ وَ السَّيِّئَةُ إِنْكَارُ الْوَلَايَةِ وَ بُغْضُنَا أَهْلَ الْبَيْتِ ثُمَّ قَرَأَ عَلَيْهِ هَذِهِ الْآيَةَ ).
فإن الخير كل الخير بالمعرفة لأن المعرفة هي الحكمة التي قال الله سبحانه عنها بأنها الخير الكثير ؛ ومن يعرف الخير سوى الباري تعالى ؟؟
فكيف إن كان الخير كثيراً؟ لاحظ قوله تعالى كما في هذه الرواية عن كتاب
الكافي ج 2 ص 284
عن يُونُسُ عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه صلوات الله قَالَ( سَمِعْتُهُ يَقُولُ وَ مَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً قَالَ مَعْرِفَةُ الْإِمَامِ وَ اجْتِنَابُ الْكَبَائِرِ الَّتِي أَوْجَبَ اللَّهُ عَلَيْهَا النَّارَ ).
فإن من رزق المعرفة فسوف يرزق خيراً كثيرا كما أسلفنا ومن هذا الخير الكثير هو ما توضحه الرواية التالية و من تلك الآثار العظيمة لشروق شمس المعرفة على قلب الإنسان هو إحساسه بلذة عظيمة لا تعادلها أي لذة في الدنيا كما ورد في كتاب :
الكافي ج 8 ص 247
عَنْ جَمِيلِ بْنِ دَرَّاجٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ علیه صلوات الله ( قَالَ لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا فِي فَضْلِ مَعْرِفَةِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مَا مَدُّوا أَعْيُنَهُمْ إِلَى مَا مَتَّعَ اللَّهُ بِهِ الْأَعْدَاءَ مِنْ زَهْرَةِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَ نَعِيمِهَا وَ كَانَتْ دُنْيَاهُمْ أَقَلَّ عِنْدَهُمْ مِمَّا يَطَئُونَهُ بِأَرْجُلِهِمْ وَ لَنُعِّمُوا بِمَعْرِفَةِ اللَّهِ جَلَّ وَ عَزَّ وَ تَلَذَّذُوا بِهَا تَلَذُّذَ مَنْ لَمْ يَزَلْ فِي رَوْضَاتِ الْجِنَانِ مَعَ أَوْلِيَاءِ اللَّهِ إِنَّ مَعْرِفَةَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ آنِسٌ مِنْ كُلِّ وَحْشَةٍ وَ صَاحِبٌ مِنْ كُلِّ وَحْدَةٍ وَ نُورٌ مِنْ كُلِّ ظُلْمَةٍ وَ قُوَّةٌ مِنْ كُلِّ ضَعْفٍ وَ شِفَاءٌ مِنْ كُلِّ سُقْمٍ ثُمَّ قَالَ علیه صلوات الله وَ قَدْ كَانَ قَبْلَكُمْ قَوْمٌ يُقْتَلُونَ وَ يُحْرَقُونَ وَ يُنْشَرُونَ بِالْمَنَاشِيرِ وَ تَضِيقُ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِرُحْبِهَا فَمَا يَرُدُّهُمْ عَمَّا هُمْ عَلَيْهِ شَيْ‏ءٌ مِمَّا هُمْ فِيهِ مِنْ غَيْرِ تِرَةٍ وَتَرُوا مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ بِهِمْ وَ لَا أَذًى بَلْ مَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ فَاسْأَلُوا رَبَّكُمْ دَرَجَاتِهِمْ وَ اصْبِرُوا عَلَى نَوَائِبِ دَهْرِكُمْ تُدْرِكُوا سَعْيَهُمْ ).
فعلينا أن نسأل الله سبحانه وتعالى في أن يزيدنا هدى وإيماناً ويقذف في قلوبنا حب آل محمد صلوات الله عليهم أجمعين فإن التوفيق إلى حبهم وزيادة الهدى اليهم هي من توفيقات الباري تعالى كما ورد في كتاب
بحارالأنوار ج 24 ص 151
عن تفسير فرات بن إبراهيم‏: الْفَزَارِيُّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَيْلِ عَنْ خَيْثَمَةَ قَالَ( دَخَلْتُ عَلَى أَبِي جَعْفَرٍ صلوات الله عليه فَقَالَ لِي يَا خَيْثَمَةُ إِنَّ شِيعَتَنَا أَهْلَ الْبَيْتِ يُقْذَفُ فِي قُلُوبِهِمُ الْحُبُّ لَنَا أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُلْهَمُونَ حُبَّنَا أَهْلَ الْبَيْتِ وَ إِنَّ الرَّجُلَ يُحِبُّنَا وَ يَحْتَمِلُ مَا يَأْتِيهِ مِنْ فَضْلِنَا وَ لَمْ يَرَنَا وَ لَمْ يَسْمَعْ كَلَامَنَا لِمَا يُرِيدُ اللَّهُ بِهِ مِنَ الْخَيْرِ وَ هُوَ قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى وَ الَّذِينَ اهْتَدَوْا زادَهُمْ هُدىً وَ آتاهُمْ تَقْواهُمْ يَعْنِي مَنْ لَقِيَنَا وَ سَمِعَ كَلَامَنَا زَادَهُ اللَّهُ هُدًى عَلَى هُدَاهُ ) .
ومن أراد أن يعرف عن أهل البيت مقداراً هم وصفوا أنفسهم لنا فعليه بزيارة الجامعة الكبيرة والتي أوردها الشيخ عباس القمي في كتاب مفاتيح الجنان وهي موجودة في كتاب من لا يحضره الفقية .
فإن من عرف الإمام الحسين صلوات الله عليه بهذه المعرفة التي نقلتها لكم وهي أقل بكثير من رأس الابرة فسيعرف الإمام الحسين .
فإن الإمام الحسين كان مع كل تلك مقاماته العظيمة متواضعا ً بحيث أنه يبحث عن محبيه وأولياءه وكان في تواضعه نوراً يشرق السرور في قلب من عرفه روحي فداه ؛ لاحظوا قصة الإمام الحسين روحي فداه مع حبابة الوالبية والتي شرحته بالتفصيل في كتابي " الحبابة الوالبية زوارة الحسين" وسأنقل لكم مقداراً منه وأنت تدبر الرواية لتتعرف كيف كان الإمام مع مواليه والرواية تزيدنا أملا وسرورا لأنها تبعث الأمل في قلوبنا بشفاعته والبحث عنا في عرصات يوم القيامة :
بصائر الدرجات صَالِحِ بْنِ مِيثَمٍ الْأَسَدِيِّ قَالَ دَخَلْتُ أَنَا وَ عَبَايَةُ بْنُ رِبْعِيٍّ عَلَى امْرَأَةٍ فِي بَنِي وَالِبَةَ قَدِ احْتَرَقَ وَجْهُهَا مِنَ السُّجُودِ فَقَالَ لَهَا عَبَايَةُ يَا حَبَابَةُ هَذَا ابْنُ أَخِيكِ قَالَتْ وَ أَيُّ أَخٍ قَالَ صَالِحُ بْنُ مِيثَمٍ قَالَتْ ابْنُ أَخِي وَ اللَّهِ حَقّاً يَا ابْنَ أَخِي أَ لَا أُحَدِّثُكَ حَدِيثاً سَمِعْتُهُ مِنَ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ قُلْتُ بَلَى يَا عَمَّةِ قَالَتْ كُنْتُ زَوَّارَةَ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ علیه صلوات الله قَالَتْ فَحَدَثَ بَيْنَ عَيْنِي وَضَحٌ فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَيَّ وَ احْتَبَسْتُ عَلَيْهِ أَيَّاماً فَسَأَلَ عَنِّي مَا فَعَلَتْ حَبَابَةُ الْوَالِبِيَّةُ فَقَالُوا إِنَّهَا حَدَثَ بِهَا حَدَثٌ بَيْنَ عَيْنَيْهَا فَقَالَ لِأَصْحَابِهِ قُومُوا إِلَيْهَا فَجَاءَ مَعَ أَصْحَابِهِ حَتَّى دَخَلَ عَلَيَّ وَ أَنَا فِي مَسْجِدِي هَذَا فَقَالَ يَا حَبَابَةُ مَا أَبْطَأَ بِكِ عَلَيَّ قُلْتُ يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ حَدَثَ هَذَا بِي قَالَتْ فَكَشَفْتُ الْقِنَاعَ فَتَفَلَ عَلَيْهِ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ علیه صلوات الله فَقَالَ يَا حَبَابَةُ أَحْدِثِي لِلَّهِ شُكْراً فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ دَرَأَهُ عَنْكِ قَالَتْ فَخَرَرْتُ سَاجِدَةً قَالَتْ فَقَالَ يَا حَبَابَةُ ارْفَعِي رَأْسَكِ وَ انْظُرِي فِي مِرْآتِكِ قَالَتْ فَرَفَعْتُ رَأْسِي فَلَمْ أُحِسَّ مِنْهُ شَيْئاً قَالَتْ فَحَمِدْتُ اللَّهَ ).
ولأهمية المعرفة خطب الإمام الحسين يوم عاشوراء ليعرِّف الناس نفسه لكي لا يقولوا لم نكن نعرفك :
(أيها الناس اسمعوا قولي و لا تعجلوا حتى أعظكم بما هو حق لكم علي، و حتى أعتذر إليكم من مقدمي عليكم فإن قبلتم عذري و صدقتم قولي و أعطيتموني النصف من أنفسكم كنتم بذلك أسعد و لم يكن لكم علي سبيل و إن لم تقبلوا مني العذر و لم تعطوا النصف من أنفسكم فأجمعوا أمركم و شركاءكم ثم لا يكن أمركم عليكم غمة ثم اقضوا إلي و لا تنظرون إن وليي اللّه الذي نزل الكتاب و هو يتولى الصالحين ).
فلما سمعن النساء هذا منه صحن و بكين و ارتفعت أصواتهن فأرسل إليهن أخاه العباس و ابنه علياً الأكبر و قال لهما: سكتاهن فلعمري ليكثر بكاؤهن.
و لما سكتن حمد اللّه و أثنى عليه و صلى على محمد و على الملائكة و الأنبياء و قال في ذلك ما لا يحصى ذكره و لم يسمع متكلم قبله و لا بعده أبلغ منه في‏ منطقه‏ «1» ثم قال:
(عباد اللّه اتقوا اللّه و كونوا من الدنيا على حذر فإن الدنيا لو بقيت على أحد أو بقي عليها أحد لكانت الأنبياء أحق بالبقاء و أولى بالرضا و أرضى بالقضاء، غير أن اللّه خلق الدنيا للفناء فجديدها بال و نعيمها مضمحل و سرورها مكفهر و المنزل تلعة و الدار قلعة فتزودوا فإن خير الزاد التقوى، و اتقوا اللّه لعلكم تفلحون‏.
أيها الناس إن اللّه تعالى خلق الدنيا فجعلها دار فناء و زوال متصرفة بأهلها حالا بعد حال، فالمغرور من غرته و الشقي من فتنته فلا تغرنكم هذه الدنيا فإنها تقطع رجاء من ركن إليها و تخيب طمع من طمع فيها و أراكم قد اجتمعتم على أمر قد أسخطتم اللّه فيه عليكم و أعرض بوجهه الكريم عنكم و أحل بكم نقمته فنعم الرب ربنا و بئس العبيد أنتم أقررتم بالطاعة و آمنتم بالرسول محمد صلى اللّه عليه و آله و سلم، ثم إنكم زحفتم إلى ذريته و عترته تريدون قتلهم لقد استحوذ عليكم الشيطان فأنساكم ذكر اللّه العظيم فتبا لكم و لما تريدون إنا للّه و إنا إليه راجعون هؤلاء قوم كفروا بعد إيمانهم فبعدا للقوم الظالمين‏ «3».
أيها الناس انسبوني من أنا ثم ارجعوا إلى أنفسكم و عاتبوها و انظروا هل يحل لكم قتلي و انتهاك حرمتي ألست ابن بنت نبيكم و ابن وصيه و ابن عمه و أول المؤمنين باللّه و المصدق لرسوله بما جاء من عند ربه؟ أو ليس حمزة سيد الشهداء عم أبي؟ أو ليس جعفر الطيار عمي، أو لم يبلغكم قول رسول اللّه لي و لأخي: هذان سيدا شباب أهل الجنة؟ فإن صدقتموني بما أقول و هو الحق و اللّه ما تعمدت الكذب منذ علمت أن اللّه يمقت عليه أهله و يضرّ به من اختلقه و إن كذبتموني فإن فيكم من إن سألتموه عن ذلك أخبركم، سلوا جابر بن عبد اللّه الأنصاري و أبا سعيد الخدري و سهل بن سعد الساعدي و زيد بن أرقم و أنس بن مالك يخبروكم أنهم سمعوا هذه المقالة من رسول اللّه لي و لأخي، أما في هذا حاجز لكم عن سفك دمي؟! )
آه ..... آه
مع كل هذا فإن هؤلاء القساة أبكوا الإمام مرات ومرات وأولها حينما جاءه خبر شهادة مسلم بن عقيل
فإن مسلم الذي ذهب الى الكوفة لأخذ البيعة للإمام
وهم من دعوه ولكنهم بعد أن هجموا على بيت طوعة التي آوته في بيتها حينما بقي غريبا في الكوفة وحدث ما حدث مما تعرفونه
عن كتاب الهنداوي
وانتهى بابن عقيل إلى باب القصروقد اشتد به العطش وعلى باب القصر ناس جلوس ينتظرون الإذن فإذا بقلة باردة موضوعةعلى الباب فقال مسلم: اسقوني من هذا الماء. فقال مسلم الباهلي أتراها ما أبردها، لا والله لا تذوق منها قطرة أبدا حتى تذوق الحميم في نار جهنم. فقال له (علیه صلوات الله ) لأمك الثكلما أجافك وأفضَّك وأقسى قلبك، أنت يا ابن الباهلة أولى بالحميم والخلود في نار جهنممني. ثم جلس متسانداً إلى الحائط فبعث عمرو بن حريث غلاماً له فجاء بقلة عليها منديلوقدح، فصب فيه ماء باردا
ليشرب مسلم، فأخذ يشرب فامتلأ القدح دما فلم يقدر أن يشرب ففعل ذلك ثلاثا فلماأراد في الثالثة أن يشرب سقطت ثناياه في القدح فقال: الحمد لله لو كان لي من الرزقالمقسوم لشربت:

كـأنما نـفسك اختارت لها عطشا لما درت أن سيقضي السبطُ عطشانا
فـلم تُطق أن تسيغ الماء عن ظمأ مـن ضـربة ساقها بكرُ بنُ حمرانا


قال في البحار: دعا ابن زياد بكر بن حمران الذي قتل مسلما فقال: اقتلته قال: نعمقال: فما كان يقول وأنتم تصعدون به لتقتلوه؟ قال: كان يكبر ويسبح ويهلل وستغفر فلماأدنيناه لنضرب عنقه قال: اللهم احكم بيننا وبين قوم غرونا وكذبونا قم قوم خذلونا وقتلونا فقلت له الحمد لله الذي أقادني منكوضربته ضربة لم تعمل شيئا فقال لي: أو ما يكفيك في خدش مني وفاء بدمك أيها العبدقال ابن زياد وفخرا عند الموت قال فضربته الثانية فقتلته(1).
عـين جودي لمسلم بن عقيل*** لرسول الحسين سبط الرسول
لـشهيدٍ بـين الأعادي وحيدٍ ***وقـتيلٍ لـنصر خـير قتيل
جـاد بالنفس للحسين فجودي
*** لـجـوادٍ بـنـفسه مقتول
فـقليلٌ مـن مسلم طلَّ دمع
*** لـدمٍ بـعد مـسلمٍ مـطلول
أخـبر الـطهر أنـه لـقتيلٌ
*** فـي وداد الحسين خير سليل
وعـليه الـعيون تسبل دمعا
***هـو لـلمؤمنين قصد السبيل
وبكاه الـنبي شجواً بفيضٍ
*** من جوى صدره عليه هطول
قـائلاً إنـني إلـى الله أشكو
***ما ترى عترتي عقيب رحيلي
فابك من قد بكاه أحمد شجوا
***قـبل مـيلاده بـعهد طويل
وبـكاه الـحسين والآل لـما
*** جـاءهم نـعيه بدمعٍ همول
كان يوما على الحسين عظيما
*** وعـلى الآل أيُّ يـوم مهول

صـعد لـلگصر والگوم وياه *** طلب ماي اليطفي جمرة احشاه
سگوه وبـالگدح سگطن ثناياه
*** وما سلم على ابن زياد بالحين

إنا لله وإنا اليه راجعون



توقيع سيد جلال الحسيني



لمطالعة مواضيعي تفضلوا

مؤسسة الإمام الباقر لنشر مؤلفات وأبحاث السيد جلال الحسيني

http://www.noursaqlein.ir