منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - سلسلةالعدل في الميزان الالهي (03) العدل والظلم بالنسبة للذات الالهية
عرض مشاركة واحدة

حسين نوح مشامع
عضو نشيط

رقم العضوية : 768
الإنتساب : Feb 2008
المشاركات : 459
بمعدل : 0.08 يوميا
النقاط : 214
المستوى : حسين نوح مشامع is on a distinguished road

حسين نوح مشامع غير متواجد حالياً عرض البوم صور حسين نوح مشامع



  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : ميزان الكتب والمكتبات والأبحاث الدينية والعلمية
افتراضي سلسلةالعدل في الميزان الالهي (03) العدل والظلم بالنسبة للذات الالهية
قديم بتاريخ : 26-Feb-2020 الساعة : 04:58 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


سلسلة العدل في الميزان الالهي (03) العدل والظلم بالنسبة للذات الالهية

بِسْمِ اللَّـهِ الرَّ‌حْمَـٰنِ الرَّ‌حِيمِ: { شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائماً بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم } 18 آل عمران.

قال أمير المؤمنين علي(ع) : «الذي صدق في ميعاده، وارتفع عن ظلم عباده، وقام بالقسط في خلقه، وعدل عليهم في حكمه» نهج البلاغة: الخطبة 185.

التقينا من جديد مساء يوم الثلاثاء، الثامن عشر من شهر جمادى الأولى، للسنة الواحدة والأربعين والأربعمائة والألف الهجرية، في مجلس الموعظة والذكرى بالأصحاب والجيران.

وبعد انقضاء المجلس والحصول على البركة، توجهت مع صاحبي للقائنا الخاص المعتاد، ولكننا لم نستطع اخذ دورتنا داخل الحي مشياً على الاقدام، بسبب شدة البرودة في المنطقة، فاقتطعنا جزء منها للقيام بواجب المباركة لزواج أبن أحد الأصحاب، وبعدها أخذنا السيارة في جولة حول قريتنا لمناقشة موضوع هذه الحلقة.

- فبدأ صاحبي الحديث قائلاً: ماذا حضرت لهذه الحلقة؟؟

- في هذه الحلقة سوف نناقش العدل في حق الذات الإلهية.

- ‏ (العدالة كمال، والظلم نقص) مختصاً بالإنسان، أم يتعداه لينطبق على الذات الإلهية؟

- إذا كانت العدالة والظلم اعتباريان، فهما لا يتجاوزان حدود الحياة البشرية، ودائرة الأعمال الاختيارية. أم إذا كانا واقعيان فهما صادقان حتى في مورد الذات المقدسة.

- لو فرضنا أن العدالة والظلم مفهومان أخلاقيان إنسانيان يصلحان للإجراء حتى على الله سبحانه، فهل نستطيع عملياً أن نقع على مصداق للظلم بالنسبة إلى الله جل وعلا؟

- نحن لا نستطيع عملياً إيجاد مصداقاً للظلم بالنسبة لله تعالى، وذلك أن العدل هو رعاية حق الغير، والظلم هو التجاوز على حقه.

- فهل ينطبق معنى العدل في حق الله كما ينطبق علينا نحن البشر؟؟

- معنى العدل في مفهومه الانساني لا ينطبق على الله تعالى.

- وكيف ذلك؟

- نقول: إن حقوق الافراد بالنسبة لله جل جلاله ليس كحق البشر بالنسبة لبعضهم.

- وكيف هو حق الافراد بالنسبة لبعضهم؟

- بالنسبة إلى أفرد الناس، فإن لكل فرد منهم ملكية خاصة، لا يحق للأطراف الأخرى تعديها أو تجاوزها، وإلا اصبح هناك ظلم وجور من الشخص المتعدي والمتجاوز على المعتدى عليه.

- وكيف هي بالنسبة لله؟

- بالنسبة للذات الالهية تختلف اختلافاً كلياً وجذرياً، ولا يمكن تطبيق ذلك على الله تعالى.

- كيف لا تنطبق على الذات الالهية، والله يدعو إلى العدل وعدم الظلم، وهذا هو القرآن يدعو إلى العدل وعدم الظلم، كما جاء في قوله تعالى: ((فما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا انفسهم يظلمون)) 70 التوبة.

- الملكية الفردية للإنسان بين بني جنسه تختلف عن ملكية الفرد بالنسبة لله.

- وكيف ذلك؟

- كما قلنا سابقاً، بني البشر لكل منهم ملكيته الخاصة، ولا يجوز الاعتداء عليها من بني جنسه، أما بالنسبة لله فالوضع يختلف، لان الله هو المالك لما يملكه الانسان، فملكية الانسان طولية، ولا تنافي ملكية العلي الاعلى.

- هل تستطيع اعطائنا مثالاً على ذلك؟

- لو نظرنا إلى طفل لديه لعبة، فتلك اللعبة قد انتقلت ملكيتها من الاب إليه. فبالنسبة للأب، فتلك اللعبة تعتبر ملكه، مع إنها في ذات الوقت هي ملك لذلك الطفل، وملكية الطفل هي طولية بالنسبة للأب، وإذا أخذها الاب لا يعتبر تعدي على ملكية الطفل، بل هو يتصرف في ملكه بشكل طبيعي. لذا كل ما نملكه هو ملك لله، لأنه هو من أعطانا القوة على ذلك الملك، فلا ينبغي لنا التذمر إذا ما سلب منا شيء.

- صدقت وهذا هو الواقع.

- ورغم صحة ما قلته، لم أستطع استيعاب معنى العدل، ومعنى الظلم؟

- سوف نأجل الإجابة على هذا السؤال إلى الحلقة القادمة، وتكفينا الفترة التي بقيناها مع بعضنا، وعلى كل منا العودة إلى أهله، ونراك في حلقة لاحقة.

بقلم: حسين نوح المشامع
المصدر: العدل الالهي ـ الشهيد مرتضى مطهري

رد مع اقتباس