عرض مشاركة واحدة

خادم الزهراء
الصورة الرمزية خادم الزهراء
.
رقم العضوية : 10
الإنتساب : Mar 2007
الدولة : رضا الزهراء صلوات الله عليها
المشاركات : 6,228
بمعدل : 1.00 يوميا
النقاط : 10
المستوى : خادم الزهراء تم تعطيل التقييم

خادم الزهراء غير متواجد حالياً عرض البوم صور خادم الزهراء



  مشاركة رقم : 6  
كاتب الموضوع : خادم الزهراء المنتدى : ميزان مصباح الهدى وسفينة النجاة ( عاشوراء ) ميزان مصباح الهدى وسفينة النجاة ( عاشوراء )
افتراضي
قديم بتاريخ : 11-Jan-2010 الساعة : 02:04 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


اللهم صل على الزهراء وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها
اللهم واشفي قلب الزهراء صلوات الله عليها بظهور وليك المهدي صلوات الله عليه وعلى آبائه الطيبين الطاهرين
واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين

[ المجلس السادس ]

لما بلغ مسلم بن عقيل ما فعل ابن زياد بهاني بن عروة ، خرج بمن بايعه لإنقاذ هاني ، وحرب ابن زياد فتحصن اللعين عنه بقصر الإمارة ، واقتتل أصحابه وأصحاب مسلم ، وجعل أصحابه الذين معه في القصر يشرفون منه ويحذرون أصحاب مسلم ويتوعدونهم بأجناد الشام .

فلم يزالوا كذلك حتى جاء الليل ، فجعل أصحاب مسلم يتفرقون عنه ، ويقول بعضهم لبعض : ماذا نصنع بتعجيل الفتنة ، وينبغي أن نقعد في منازلنا وندع هؤلاء القوم حتى يصلح الله ذات بينهم .

وما زالوا يتفرقون حتى أمسى ابن عقيل وصلى المغرب وما معه إلا ثلاثون نفسا في المسجد . فلما رأى ذلك خرج متوجها نحو أبواب كندة ، فما بلغها إلا ومعه منهم عشرة .

ثم خرج من الباب فإذا ليس معه إنسان يدله ، فالتفت فإذا لا يحس بأحد ، فمضى على وجهه متلددا في أزقة الكوفة لا يدري كيف يصنع ولا أين يذهب .

ومشى حتى انتهى إلى باب امرأة يقال لها : ( طوعة ) أم ولد - كانت للأشعث ابن قيس فأعتقها ، فتزوجت أسيد الحضرمي فولدت له بلالا ، وكان بلال قد خرج مع الناس وأمه قائمة تنتظره - فسلم عليها مسلم فردت عليه ، ثم طلب منها ماء فسقته ، وأدخلت الإناء ، ثم خرجت فوجدته جالسا ، فقالت له : ألم تشرب الماء ؟ قال : بلى .

قالت : فاذهب إلى أهلك فسكت . ثم أعادت عليه القول .

فسكت . فقالت له في الثالثة : سبحان الله يا عبد الله ، قم عافاك الله إلى أهلك فإنه لا يصلح لك الجلوس على بابي ولا أحله لك .

فقام وقال : يا أمة الله ما لي في هذا المصر منزل ولا عشيرة ، فهل لك من أجر ومعروف ولعلي مكافيك بعد اليوم .
قالت : يا عبد الله وما ذاك ؟ قال : أنا مسلم بن عقيل كذبني هؤلاء القوم وغروني وأخرجوني .

قالت : أنت مسلم ؟ قال : نعم ؟ قالت : أدخل ، فدخل بيتا في دارها غير البيت الذي تكون فيه ، وفرشت له ، وعرضت عليه العشاء فلم يتعش .

وجاء ابنها وعرف بمكان مسلم فوشى به إلى ابن زياد .

فأحضر محمد بن الأشعث ، وضم إليه قومه ، وبعث معه عبيد الله بن عباس السلمي في سبعين رجلا من قيس ، حتى أتوا الدار التي فيها مسلم ، فلما سمع وقع حوافر الخيل ، وأصوات الرجال علم أنه قد أتي فخرج إليهم بسيفه ، واقتحموا عليه الدار فشد عليهم فضربهم بسيفه حتى أخرجهم من الدار ، ثم عادوا إليه فشد عليهم كذلك ، فاختلف هو وبكر بن حمران الأحمري فضرب بكر لعنة الله فم مسلم فقطع شفته العليا وأسرع السيف في السفلى ، وفصلت ثنيتاه ، وضربه مسلم على رأسه ضربة منكرة ، وثنى بأخرى على حبل عاتقه كادت تطلع من جوفه ، وجعل يحارب أصحاب ابن زياد حتى قتل منهم جماعة ، فلما رأوا ذلك أشرفوا عليه من فوق البيت فأخذوا يرمونه بالحجارة ، ويلهبون النار في أطناب القصب ، ثم يلقونه عليه من فوق السطح ، فخرج عليهم مصلتا بسيفه فناداه محمد بن الأشعث : لك الأمان لا تقتل نفسك ، وهو يقاتلهم ويقول :

أقسمت لا أقتل إلا حرا * وإن رأيت الموت شيئا نكرا
أكره أن أخدع أو أغرا أو * أخلط البارد سخنا مرا
كل امرئ يوما يلاقي شرا * أضربكم ولا أخاف ضرا

فناداه ابن الأشعث : إنك لا تكذب ولاة .

وكان قد أثخن بالحجارة ، وعجز عن القتال ، فأسند ظهره إلى الحائط .

فأعاد ابن الأشعث عليه القول : لك الأمان .

فقال : أنا آمن ؟ قال : نعم .

ثم قال للقوم : ألي الأمان ؟ قالوا : نعم .

فقال : أما لو لم تؤمنوني ما وضعت يدي في أيديكم ، وأوتي ببغلة فحمل عليها ، فاجتمعوا حوله ، وانتزعوا سيفه ، فكأنه عند ذلك يأس من نفسه فدمعت عيناه ، ثم قال : هذا أول الغدر أين أمانكم ؟ إنا لله وإنا إليه راجعون ، وبكى .

فقال له عبيد الله السلمي : إن من يطلب مثل الذي تطلب إذا نزل به مثل الذي نزل بك لم يبك .

قال : إني والله ما لنفسي بكيت ، ولا لها من القتل أرثي ، وإن كنت لا أحب لها طرفة عين تلفا ، ولكن أبكي لأهلي المقبلين إلي ، أبكي للحسين وآل الحسين .

ثم أقبل على ابن الأشعث فقال : إنك ستعجز عن أماني ، فهل عندك خير ؟ تستطيع أن تبعث من عندك رجلا على لساني يبلغ الحسين - فإني لا أراه إلا قد خرج اليوم ، أو هو خارج غدا بأهل بيته - فيقول له : إن ابن عقيل بعثني إليك ، وهو أسير في أيدي القوم لا يرى أنه يمسي حتى يقتل ، وهو يقول : إرجع فداك أبي وأمي بأهل بيتك ، ولا يغرك أهل الكوفة فإنهم أصحاب أبيك الذين كان يتمنى فراقهم بالموت أو القتل ، إن أهل الكوفة كذبوك ، وليس لمكذوب رأي .

وأقبل ابن الأشعث بمسلم إلى باب القصر ، فدخل على ابن زياد فأخبره الخبر ، وقد اشتد العطش بمسلم وعلى باب القصر جماعة ينتظرون الأذن ، وإذا قلة باردة على الباب .

فقال : أسقوني من هذا الماء .

فقال مسلم بن عمرو الباهلي : أتراها ما أبردها ، والله لا تذوق منها قطرة أبدا حتى تذوق الحميم في نار جهنم .

فقال له ابن عقيل : لأمك الثكل ما أجفاك وأفضك وأقسى قلبك ، أنت يا بن باهلة أولى بالحميم والخلود في نار جهنم .

ثم تساند إلى حائط وجاء عمرو بن حريث بقلة عليها منديل وقدح فصب فيه ماء وقال له : اشرب .

فأخذ كلما شرب امتلأ القدح دما من فيه ، ففعل ذلك مرتين ، فلما ذهب في الثالثة ليشرب سقطت ثنيتاه في القدح .

فقال : الحمد لله لو كان لي من الرزق المقسوم شربته .

ثم أدخل على ابن مرجانة فلم يسلم عليه . فقال له الحرس : سلم على الأمير .

فقال له : اسكت ويحك والله ما هو لي بأمير .

فقال له ابن زياد : إيها يا بن عقيل ! أتيت الناس وهم جميع ، فشتت بينهم ، وفرقت كلمتهم ، وحملت بعضهم على بعض .

قال : كلا لست لذلك أتيت ، ولكن أهل المصر زعموا أن أباك قتل خيارهم ، وسفك دماءهم ، وعمل فيهم أعمال كسرى وقيصر ، فأتيناهم لنأمر بالعدل ، وندعوا إلى حكم الكتاب .

فقال ابن زياد : وما أنت وذاك ، ثم قال عليه اللعنة : يا فاسق إن نفسك تمنيك ما حال الله دونه ولم يرك له أهلا .

فقال مسلم : من أهله إذا لم نكن نحن أهله ؟ فقال ابن زياد : أهله أمير المؤمنين يزيد .

فقال مسلم : الحمد لله على كل حال رضينا بالله حكما بيننا وبينكم .

فقال له ابن زياد : قتلني الله إن لم أقتلك قتلة لم يقتلها أحد في الإسلام .

فقال مسلم : أما أنك أحق من أحدث في الإسلام ما لم يكن ، وإنك لا تدع سوء القتلة ، وقبح المثلة ، وخبث السريرة ، ولؤم الغلبة لأحد أولى بها منك .

فأقبل ابن زياد يشتمه ويشتم الحسين وعليا وعقيلا .

فأخذ مسلم لا يكلمه ، ونظر إلى جلساء ابن زياد وفيهم عمر بن سعد فقال : يا عمر إن بيني وبينك قرابة ، ولي إليك حاجة ، وقد يجب عليك نجح حاجتي ، وهي سر بيننا ، فامتنع اللعين أن يسمع منه ، فأمره ابن مرجانة بذلك ، فقاما إلى ناحية في المجلس وابن مرجانة يراهما ، فقال : إن علي سبعمائة درهم لبعض أهل الكوفة فبع سيفي ودرعي واقضها عني ، وإذا قتلت فاستوهب جثتي فوارها ، وابعث إلى الحسين من يرده ، فإني كتبت إليه أن الناس معه ، ولا أراه إلا مقبلا .

فقال ابن سعد : أتدري أيها الأمير ما قال ؟ إنه ذكر كذا وكذا وكذا .

فقال ابن زياد : إنه لا يخونك الأمين ، ولكن قد يؤتمن الخائن .

وأمر لعنة الله أن يصعدوا به فوق القصر ويضربوا عنقه ، ثم يتبعوه جسده ودعا بكر بن حمران فقال له : إصعد وكن أنت الذي تضرب عنقه ، فصعد به وهو يكبر الله ويستغفره ، ويصلي على رسوله ويقول : اللهم احكم بيننا وبين قوم غرونا وكذبونا وخذلونا ، فأشرف على موضع الحذاتين فضرب عنقه وأتبع جسده رأسه .

ثم أمر ابن زياد بهاني في الحال فقال : أخرجوه إلى السوق فاضربوا عنقه ، فأخرج وهو مكتوف فجعل يقول : وامذحجاه ولا مذحج لي اليوم ، يا مذحجاه يا مذحجاه ، وأين مذحج ؟ فلما رأى أن أحدا لا ينصره جذب يده فنزعها من الكتاف وهو يقول : أما من عصا أو سكين أو حجر يحاجز بها رجل عن نفسه ؟ فوثبوا إليه فشدوه وثاقا ثم قيل له : مد عنقك .

فقال : ما أنا بها سخي ، وما أنا بمعينكم على نفسي .

فضربه مولى لابن مرجانة - تركي - بالسيف فلم يصنع شيئا ، فقال هاني : إلى الله المعاد ، اللهم إلى رحمتك ورضوانك ثم ضربه أخرى فقتله شهيدا محتسبا .

وفي مسلم وهاني يقول عبد الله بن زبير الأسدي :

فإن كنت لا تدرين ما الموت فانظري * إلى هانئ في السوق وابن عقيل
إلى بطل قد هشم السيف وجهه * وآخر يهوى من طمار قتيل
أصابهما أمر اللعين فأصبحا * أحاديث من يسري بكل سبيل
ترى جسدا قد غير الموت لونه * ونضح دم قد سال كل مسيل
فتى كان أحيى من فتاة حيية * وأقطع من ذي شفرتين صقيل

نسألكم الدعاء

اللهم اجعلنا من شيعة الزهراء وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها ولا تفرق بيننا وبينهم في الدنيا والآخرة


توقيع خادم الزهراء

قال الرسول صلوات الله عليه وآله : ( إذا رأيتم أهل الريب والبدع من بعدي فأظهروا البراءة منهم وأكثروا من سبهم والقول فيهم والوقيعة ، وباهتوهم كيلا يطمعوا في الفساد في الإسلام ويحذرهم الناس ولا يتعلمون من بدعهم ، يكتب الله لكم بذلك الحسنات ويرفع لكم به الدرجات في الآخرة ) .

قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه : يا سلمان نزلونا عن الربوبية ، وادفعوا عنا حظوظ البشرية ، فانا عنها مبعدون ، وعما يجوز عليكم منزهون ، ثم قولوا فينا ما شئتم ، فان البحر لا ينزف ، وسر الغيب لا يعرف ، وكلمة الله لا توصف ، ومن قال هناك : لم ومم ، فقد كفر.
اللهم عرفني نفسك فإنك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف رسولك
اللهم عرفني رسولك فإنك إن لم تعرفني رسولك لم أعرف حجتك
اللهم عرفني حجتك فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني
قال إمامنا السجاد زين العابدين صلوات الله عليه:
إني لأكتم من علمي جواهره * كيلا يرى الحق ذو جهل فيفتتنا
وقد تقدم في هذا أبو حسن * إلى الحسين وأوصى قبله الحسنا
فرب جوهر علم لو أبوح به * لقيل لي : أنت ممن يعبد الوثنا
ولاستحل رجال مسلمون دمي * يرون أقبح ما يأتونه حسنا

للتواصل المباشر إضغط هنا لإضافتي على المسنجر



رد مع اقتباس