باسق التفرد
تَفَرَّدْتَ من باسـِـقٍ أفرعِ*** وبُورِكتَ من سـامقٍ أروَعِ
وصُوِّرتَ من فيض نور الالهِ*** على الكائنــات سـناً ألمعِ
تَنورتَ في مجدِ عرشِ العليِّ*** من الأسـبقين الى الركَّعِ
رَجــاءاً يفيض بلحنِ الخلودِ*** بـرَوْحِ الإبـاءِ بـهِ أوزعِ
وشمساً تصوغ عقيم الردى ***حياة من العزة الأمنعِ
أيا مَعْقِلَ العِزِّ من هاشِمٍ*** ويا سُـدَّةَ الرفضِ من تُبـَّعِ
ويا قائماً في ضميرِ الزمانِ*** إماماً صِـراطاً ونهجاً يعي
تُسَطِّرُ أروعَ ما في الخلودِ*** رِتاجاً ومن هامِهِ أَرفَعِ
وصوتاً يشقُ عُبابَ المدى*** دِماءاً الى عالمٍ أَخـْـنَعِ
يغطُّ على ذلة القانعين*** ببحر هوانٍ عَمٍ أقنعِ
ليستلَّ درب الاباء الصقيل*** أشمَّ الكرامة حرَّ السعي
ويذكي عقيمَ اجترار الهوان*** رياضاً بذي أنفٍ مُشْرَعِ
أيا وارفاً في سماء العطاء*** غيـاثاً يدرُّ ولم يمنـــــــعِ
كأني بيومكَ في ناظري*** وإني بصوتكَ في مسـمعي
أُعيذُ اقتدارَكَ من أنْ يُمَحَّصَ*** في ما تألّقَ بالمصـرعِ
فلولا انتضاؤُكَ لم نستقمْ ***ولولا أذانك لم نســــــمعِ
ولولا اجتراعُكَ سيفَ العدى*** لأخنى الى اليوم لم يُدْفَعِ
فهيهاتَ ترضى بها ذلةً ***وهيهاتَ يحكم إبن الدعي
كأنَّ الزمانَ يصيبُ الكماةَ*** وكــل كـــميٍّ بما يـــَـدَّعي
فأدركتُ أنَّ بلاء الدنى*** قصيرٌ على الهمة الأوســعِ
وأيقنتُ أنَّ امتدادَ السنا*** يفيــضُ من الموكــبِ الأروعِ
وتطوى الدهور وهام الندى*** لغير انتصـــارك لم يركعِ
فيا كعبةَ الخالدين العظام ِ*** ويا فــــــخرَ كُل إباءٍ دُعـــي
ويا قبلة الثائرين الأباةِ ***ورمز الفداء وصوتَ الوعي
ويا سامِقاً في جبين الفداءِ*** عَصِــيّاً إلى الآن لم يخشـعِ
ويا مشرقاً في عنان الفخار*** مُطِلا ً على الأوجه الأربعِ
بكيتكَ عزاً بكيتكَ مجداً*** بكـيتكَ فخراً ولم أقــــنعِ
وتبكيك عيني بدمعٍ سـَخى*** كأني بـجودِكَ في مدمعي
سأبكي وإن لم يعرني البُكا*** دموعاً بكيتُ دِما أضلعي
وأبكيكَ حتى يضج الزمان*** وتُعــوِل كل الدهور معي
ولو أنَّ ما بين ركب الزمان*** خيـولُ المآبـةِ للرجَّــــعِ
فلو كان ذا لامتطيتُ السـنا*** وجـئـتُ وذا بعدُ لم يلمـعِ
ولو كان لي ألف نفسٍ وكان*** بكل حياةٍ كذا مصرعي
فديتــُـكَ حتى أقطَّعَ إِرْباً*** وفي كل أرضٍ تُرى أذرعي
_________________________