منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - سلسلةالعدل في الميزان الالهي (05) إشكالات العدل الالهي
عرض مشاركة واحدة

حسين نوح مشامع
عضو نشيط

رقم العضوية : 768
الإنتساب : Feb 2008
المشاركات : 459
بمعدل : 0.08 يوميا
النقاط : 214
المستوى : حسين نوح مشامع is on a distinguished road

حسين نوح مشامع غير متواجد حالياً عرض البوم صور حسين نوح مشامع



  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : ميزان الكتب والمكتبات والأبحاث الدينية والعلمية
افتراضي سلسلةالعدل في الميزان الالهي (05) إشكالات العدل الالهي
قديم بتاريخ : 04-Mar-2020 الساعة : 04:29 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


سلسلة العدل في الميزان الالهي (05) إشكالات على العدل الالهي

بسم الله الرحمن الرحيم: ((ربنا الذي اعطى كل شيء خلقه ثم هدى)) طه 50.

ها نحن نعود من جديد لنبدأ حلقة مساء الثلاثاء، الموافق الثاني من شهر جمادى الآخر، للعام واحد وأربعين وأربعمئة والألف من الهجرة النبوية، على صاحبها واله أفضل الصلاة والتسليم.

وكالمعتاد كان لقائنا في مجلس حسيني في بيت أحد الاصدقاء، في الحي الذي نسكن فيه، ونقابل ذات الاشخاص في كل اسبوع، يزيد واحد أو ينقص واحد كل أسبوع.

وبعد المجلس الحسيني، وبعد أخذ البركة المعهودة، يغادر الحضور كل إلى وجهته وسبيله، ونحن نغادر ليوم جديد من النقاش والحوار.

- بدأ صاحبي سؤال الانطلاق المعتاد: ما هو محور نقاش هذه الحلقة؟!

- محور هذه الحلقة يدور حول الشبهات والإشكالات على العدل الالهي؟!

- وما هو الاشكال الأول؟!

- الاشكال الأول هو: لماذا يوجد الترجيح والاختلاف في العالم؟!

- وماذا يعني المؤلف بهذا السؤال؟!

- المؤلف يقصد، لماذا يكون أحدنا أبيض والآخر أسود، ولماذا يكون أحدنا قبيحاً والآخر جميلاً، أو لماذا أحدنا معافى والآخر عليلاً؟!

- وما هو السؤال الثاني؟!

- السؤال الثاني يختص بعدم الأشياء وفنائها: لماذا يجيء الإنسان إلى الدنيا، ثم بعد أن يذوق لذة الحياة، وينغرس في نفسه أمل الخلود يرسل فجأة إلى ديار العدم؟!

- وبماذا يرتبط هذا السؤال؟!

- هذا السؤال يرتبط بموضوع الظلم والعدل الالهي.

- عن طريق أي رأي؟!

- عن طريق الرأي القائل: أن العدم المحض خير من الوجود الناقص.

- وعلى ماذا يبني هذا القول؟!

- هذا يبنى هذا القول: على أن كل شيء لم يوجد فليس له حق في البقاء، أما إذا وجد فإنه يملك حق البقاء. والأشياء التي لم توجد أصلاً تنعم بالسعادة والهناء أكثر من الأشياء التي وجدت، ثم تدفع إلى الحرمان من آمالها ومطامحها.

- وإلى ما انتهى اصحاب هذا الرأي؟!

- انتهوا إلى أن الإيجاد بحد ذاته ظلم.

- وما هو السؤال الثالث؟!

- السؤال الثالث هو: لأي شيء كان الجهل والعجز والضعف والفقر؟!

- وكيف يرتبط هذا السؤال بموضوع العدل والظلم؟!

- يرتبط هذا السؤال بموضوع العدل والظلم عن طريق تصور أن إمساك فيض العلم والقوة والثروة عن أي موجود هو بحاجة إليه هو ظلم عينه.

- وأصحاب هذا الإشكال ماذا فرضوا؟!

- أصحاب هذا الإشكال فرضوا: أن الذي لم يأتي إلى الوجود لم يملك حقاً، أما الذي قد أوجد فإنه قد ملك حقاً، وهو توفير لوازم الحياة له.

- فماذا يكون الجهل والعجز والضعف والفقر والجوع وغيرها، حسب زعم هؤلاء؟!

- يكونوا من أنواع الحرمان من الحق.

- وما هو السؤال الاخير؟!

- السؤال الاخير هو: لماذا وجدت الآفات والبلايا والمصائب التي تعترض الوجود في منتصف الطريق، فإما تذهب به إلى ديار الفناء، وإما أن تجعل وجوده مقروناً بالعذاب والمعاناة؟!

- وما هو السبيل لحل هذه الاشكالات؟!

- هناك عدة من السبل لحل هذه الإشكالات.

- وهل واحدة من هذه السبل هو سبيل هل الايمان؟!

- نعم إنه سبيل أهل الإيمان، فهم يقنعون أنفسهم بجواب عام ملخصه: إن الادلة اليقينية قد قامت على اثبات وجود الله القادر العليم الحكيم، ولا يوجد دليل واحد على أنه قد ظلم أو يظلم أحداً، لأنه لا يعادي أحداً حتى يأكل حقه بباعث العداوة، وليس محتاج حتى يغمط حق أحد.

- وإذا اعترضتهم أمور لا يستطيعون توجيهها توجيهاً صحيحاً، فماذا يعتبرونها؟

- إنهم يعتبرونها لوناً من الحكمة والمصلحة يختص الله بعلم سرها، فيطلقون عليها ((سر القدر)).

- وما هو السبيل الآخر للاستدلال؟!

- السبيل الآخر، هو سبيل الذين يجعلون الكون أساس معرفتهم.

- وكيف هو هذا السبيل؟!

- إنهم ينظرون إلى الله وعدله وغناه وكماله في مرآة الكون فقط.

- وما هو الضرر في هذه النظرة؟!

- الضرر فيها هو: أن أي مجهول يصادفهم في هذا الكون فإنه يشوش رؤيتهم، ولا يترك المرآة تعكس الصورة واضحة.

- وما هو الحل لهذا الإشكال؟

- أن ينظروا إلى الكون في مرآة الله.

- وما هي مرآة الله جلا وعلى؟!

- هي النظر إلى الكون من أعلى، فهناك تتلاشى كل القبائح التي يلاحظها الناظر من أسفل، ولتبين أنها من أخطاء النظرة المحدودة.

- هكذا إذاً، ولكن هناك سؤال يساورني كثيراً وهو: أيوجد معنى لمفهومي ((المصلحة، والحكمة)) في حق الله تعالى؟!

- لا يمكن تفسير أعمال الله سبحانه بالحكمة والمصلحة، لأنه سبحانه قادر على إيجاد فوائد الاشياء دون أن توجد هذه الوسائل المعكرة لصفو المخلوق والمكدرة لحياته.

- لدي سؤال آخر، هل نظام الكون من ذاتيته، أي هل أن الله قد خلق مجموعة من الحوادث والاشياء التي ليس بينها أية رابطة واقعية ذاتية، ثم جعلها في صف واحد ورتبها بحيث يكون أحدها بعد الآخر، ومن هذا الترتيب نشأ النظام فتكونت المقدمة والنتيجة والمغيا والغاية؟

- إن ارادة الله سبحانه تتعلق بأي شيء عن طريق إرادة وجود سببه، وإرادة السبب عن طريق إرادة سبب السبب، فالنظام الطولي ينتهي إلى سبب تتعلق به إرادة الله مباشرة، فإرادة الله وجود ذلك هي عين إرادته وجود جميع الأشياء وجميع الأنظمة.

- على هذا فإن الحكمة والمصلحة صادقة أيضاً في حق الله تعالى، وحكمته أن يوصل الأشياء إلى غايتها وكمالاتها الوجودية.

- هذا حق، والجواب الإجمالي لأشكال ((الترجيحات والشرور)) يتلخص في: أن هناك سلسلة من المصالح، ولوجود منافع تترتب عليها فإن وجودها ليس شراً محضاً، وإنما هو شر ممزوج بالخير، ولما كان جانب الخير يرجح جانب الشر فالمجموع إذن خير وليس شر.

- إذاً أن نظام الأسباب والمسببات نظاماً قطعياً ذاتياً وليس اعتبارياً.

- وسؤال أخير ننهي به حلقتنا: هل الموجود في الكون اختلافاً أم ترجيحاً؟!

- هذا سوف يكون مدخل حلقتنا القادمة، لأننا قد أنهينا مشوارنا، وأنهينا رياضتنا، وعلينا العودة إلى بيوتنا، على أمل اللقاء في حديث قادم.
بقلم: حسين نوح المشامع
المصادر: العدل الإلهي - الشهيد مرتضى مطهري

رد مع اقتباس