منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - أصول العقيدة (1)
الموضوع: أصول العقيدة (1)
عرض مشاركة واحدة

زائر الأربعين
عضو مجتهد

رقم العضوية : 8240
الإنتساب : Feb 2010
المشاركات : 94
بمعدل : 0.02 يوميا
النقاط : 176
المستوى : زائر الأربعين is on a distinguished road

زائر الأربعين غير متواجد حالياً عرض البوم صور زائر الأربعين



  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام
افتراضي أصول العقيدة (1)
قديم بتاريخ : 09-Jan-2013 الساعة : 01:37 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


-[ 2 ]-
حقوق الطبع محفوظة للناشر
الطبعة الثالثة
1431 هـ ـ 2010 م
-[ 3 ]-
أصول العقيدة

تأليف
السيد محمد سعيد الحكيم دام ظله
مؤسسة الحكمة للثقافة الإسلامية
-[ 5 ]-
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي شرع دينه، وأتم حجته، وأوضح سبيله.
والصلاة والسلام على سيدنا محمد، خاتم أنبيائه، وسيد رسله، الداعي إليه والدال عليه، وعلى آله الطيبين الطاهرين، مصابيح الظلام، وهداة الأنام. ولعنة الله على أعدائهم الظالمين الذين حرفوا دينه، وانتهكوا حدوده، وصدوا عن سبيله، وأضلوا العباد، وطغوا في البلاد، فأكثروا فيها الفساد.
وبعد فقد سبق مِن بعض إخواننا المؤمنين وفقهم الله تعالى أن طلبوا منّا أن نُصْدِر رسالتنا العملية في الفقه ببيان أصول الدين التي يجب الاعتقاد بها على الناس، وبها تكون نجاتهم، مع الاستدلال عليها، من أجل أن يكون المؤمن على بصيرة من دينه، وعذر عند ربه.
ولم يسعنا في وقته الاستجابة لهم، لضيق الوقت، وكثرة المشاغل الدينية والعلمية والاجتماعية، غيْر أنه كلما امتدّ بنا الزمن، ورأينا ما يطرح في الساحة من أفكار ودعوات، وما يَرِد على هذه الطائفة من ضغوط ومضايقات، تَجَلَّت لنا شدة الحاجة لذلك، وحكم الضرورة بها.
-[ 6 ]-
فإنا وإنْ كنّا على قناعة تامّة بأنّ الله عزّ وجلّ حين شرع دينه، وتعبَّد به عباده، وفرضه عليهم، ثم جعل الثواب العظيم لمن أقرّ به وتابعه، والعقاب العظيم لمَن أعرض عنه وجحده، فلابد أنْ يكون قد أكمل الحجة عليه وأوضحها، بحيث لا يُعْرِض عنها إلا مفرّط أو معاند،إلا أنّ تَحَزُّب فِرَق الكفر والضلال ضدّ هذا الدين العظيم، وتكالبهم عليه، وجهدهم في إطفاء نوره، وإنكار حقائقه، وتضييع معالمه، والتعتيم عليه، عناداً ومكابرة، من أجل المنافع المادية، أو بسبب التقليد والتعصب الأعمى، كلّ ذلك قد يثير بعض الشبهات حول الحقيقة تمنع مِن وضوحها، ويحيطها بضبابية تحول دون مصداقية الرؤية وجلائها لعامّة الناس، خصوصاً البعيدين عن مراكز المعرفة والثقافة الدينية، أو الذين تحول بينهم وبينها حواجز، من خوف، أو انشغال، أو تنفير، أو غيرها.
ولاسيما أنّ وضوح تلك الحقائق، واستيفاء الأدلة عليها، بجهود علمائنا الماضين (رضوان الله تعالى عليهم) قد جعلها من الأمور المفروغ عنها، بحيث كانت في مدة طويلة تُرْسَل إرسال المسلمات، ويُكْتَفَى بالإشارة إلى أدلتها إجمالاً بوجه عابر، مِن دون تركيز عليها ولا توضيح لها، فكانت الحاجة ماسة إلى تجديد عَرْض أدلتها بعد أن أُهْمِلَت تلك المدة الطويلة.
خصوصاً بعد حملة الإنكار والتشكيك، والتحريف، والتحوير، التي ظهرت هذه الأيام بوجه ملفت للنظر. حيث قد يصاب بعض المؤمنين بصدمة تربك عليهم وضعهم، وتجعلهم في حيرة من أمرهم، بل قد تضيع
-[ 7 ]-
عليهم حقائق دينهم ومعالمه.
ومن أجل ذلك وغيره رأينا لزاماً علينا أن نحاول القيام بذلك. وكان قد سبق منّا في فترة الاعتقال الطويلة أن ألقينا على بعض أقاربنا المعتقلين معنا بعض المحاضرات في ذلك بوجه موجز ومتقطع، مع تكتم وحذر شديدين فرضتهما علينا الأوضاع المعقدة التي تحيط بنا، والظروف القاسية التي كنّا نعيشها، وإن لم يكن معنا مصدر نرجع إليه، بل ولا قلم وقرطاس لنسجل ما ألقيناه من أفكار. فكانت تلك الأفكار نواة لمحاولتنا هذه حاولنا تطويرها وتوضيحها حسب ما تيسر لنا، متكلين على الله تعالى، مستعينين به، لاجئين إليه في التوفيق لإحقاق الحق وإيضاح معالمه، والتسديد في ذلك.
وقد رأينا أن نبعد في محاولتنا هذه عن الطرق المتكلفة والاستدلالات المعقدة - وإن كانت متينة - ما وجدنا إلى ذلك سبيلاً، وأن نتعمد إيصال الحقيقة وإيضاحها في نفس القارئ، وتحكيم وجدانه فيها. كما أنا لم نلتزم بمصطلحات علماء الكلام؛ لأن الغرض الأساسي هو إيصال هذه الحقائق إلى عموم الناس ومن دون كلفة.
وقد استعنا على ذلك بالإكثار من ذكر الآيات القرآنية الكريمة، والأحاديث الشريفة عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) والأئمة من آله (عليهم السلام). وكثيراً ما لا يكون ذلك من أجل الاستدلال بها، فإنّ الاستدلال بها إنما يصح بعد إثبات حقية القرآن المجيد، وحجية أحاديثهم (صلوات الله عليهم)، وهو
-[ 8 ]-
إنما يتم في مراحل لاحقة مِن هذه المحاولة، وإنما كان الغرض من ذلك هو الاستئناس بها، والتفاعل بمضامينها، لما تضمنته من روعة في البيان، ورصانة في المضمون، وتنبيه لمقتضى الفطرة، يؤكد حقيتها، وصدورها عن مصادر المعرفة ومنابعها الصافية. حيث يكون لذلك أعظم الأثر في إيضاح الحقيقة وجلائها، وتمكنها من القلوب وتركزها في النفوس.
ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يمنّ علينا بخلوص النية، وحسن الطويَّة، وأن يكلل محاولتنا هذه بالنجاح والفلاح، ويتقبلها بقبول حسن. إنه أرحم الراحمين، وولي المؤمنين، وهو حسبنا ونعم الوكيل.


رد مع اقتباس