منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - في ذكر شهيد الإسلام الثائر مسلم بن عقيل عليه السلام
عرض مشاركة واحدة

عادل الكاظمي
شاعر موالي من العراق
رقم العضوية : 14248
الإنتساب : Mar 2013
المشاركات : 25
بمعدل : 0.01 يوميا
النقاط : 137
المستوى : عادل الكاظمي is on a distinguished road

عادل الكاظمي غير متواجد حالياً عرض البوم صور عادل الكاظمي



  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : ميزان شعراء أهل البيت صلوات الله عليهم
افتراضي في ذكر شهيد الإسلام الثائر مسلم بن عقيل عليه السلام
قديم بتاريخ : 02-Mar-2014 الساعة : 03:26 AM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


أُخادِعُ نفسي بالأماني الكَــــواذِبِ ** و أُنفِقُ عُمْري في اتّقــــــــاءِ النّوائِب

و لا وَطَـــنٌ عندي و لا ذو مُـــروءَةٍ ** يُنافِــحُ عنّي في قِــراعِ المَصـائب

جَزى اللهُ إخــــواناً تَمادَوا بِجهلِهِم ** و قَوْمــاً وَفَوا للغَــدْرِ أوفى المَطـالِب

و قد كان لي صَحْبٌ عَبيـداً كأنّهُمْ ** و ها أنا أشكو اليَوْمَ مِن جَوْرِ صاحِـب

بَذَلْتُ و كان الوَفْـــرُ جَمّـاً نَميــرُهُ ** و قد صِــرْتُ لا مالاً ولا قَصْـدَ راغِـــبِ

و لو كان لي عَتْـــبٌ يُرجّى قَبولُهُ ** عَتِبْتُ و ما أُلزِمْتُ صَمْـتَ المــوارِبِ

فقد يورِثُ العَتْـــبُ الجميــلُ عَداوَةً ** و تلك سَجايا النّــاسِ عند التّعــاتُبِ

و من يَدّخِرْ للدّهْـــرِ ناساً خَبُرْتُهُمْ ** رمتْهُ قِسِيُّ الجّهْلِ سَهْمَ المَعاطِــبِ

دَعِ الشمسَ تجري وِفْقَ ما أحكَمَ القَضا ** تواصِلُ بالإشراقِ هَجْرَ المَغارِبِ

و كُنْ أنتَ للأفــلاكِ قُطْباً مَــدارُهُ ** يُـزانُ بأحْداقِ النّجـــومِ الثّواقِـبِ

حَزِنْتُ و هل أبقى ليعقـــوبَ حُزْنُــهُ ** على يوسفٍ غيرَ العيـونِ الذّواهِبِ

و ما كان حُزْني مِن خُطوبٍ سَئِمْتُها ** فَمَنْ لم يُقـاسِ الدّهرَ غِــرُّ التَجاربِ

و لكنّ جَوْرَ النّاسِ أدمى مَحاجِـري ** بِغَـدْرِ فتىً يُنْمى إلى آلِ غالـبِ

نَمــــاهُ إلى العَليـــاءِ و الفَخْرِ مَحْتِدٌ ** و مَجْدُ تَسامى في سماءِ المَناقِــبِ

إذا افتخرَ الإسلامُ فالفَخْـرِ مُسْلِمٌ ** رسولُ الحسينِ السّبْطِ و ابنِ الأطائِبِ

و مَنْ عَمُّــهُ عند المُلِمّـــاتِ حيدرٌ ** تَناهَــتْ إليهِ ساميـاتُ المَـراتِبِ

و مَنْ عَمُّهُ في الحَزْمِ و العَزْمِ جعفرٌ ** يَؤوبُ و قد وافى بأغلى المَكاسِـبِ

و عبدُ مُنــــــافٍ جَدُّهُ ناصَـــرَ الهُدى ** و آوى و حـامى جاهِداً غيرَ ناكِــبِ

أبو طالــبٍ أكــرِمْ بهِ مِنْ مُجاهِـدِ ** يَــذُبُّ عن المختـارِ دونَ الأَقــارِبِ

و مِنْ بعدِهِ أوصى عَقيــلاً و جعفراً ** على نَصْرِ طاها خَيْرِ فَرْضٍ و واجِـبِ

كفى مُسلِماً ما أسبَغَ المَجْدُ ضافِياً ** مِنَ الجْودِ ما جادى سَخاءَ السَّحائِبِ

لَهُ والـدٌ أوفى لِطاها عُهودَهُ ** و قد أقبلَتْ بالمَـــوتِ أُسْدُ الكتائِـــبِ

غَداةَ حُنَيْنٍ (والقَنـا تَقْــرَعُ القَنا) ** و سودُ المنايـا تحتَ بيضِ القَواضِبِ

سرى ابنُ عقيلِ الخَيْرِ ذو الفَضْلِ مُسْلِمٌ ** رسولَ هُدىً يجلو ظلامَ الغَياهِبِ

رسولَ هُدىً عن سِبْطِ طاها مُجَلِّياً ** حَقائقَ نَهْجِ الحَـقِّ عن كُلِّ رائِــبِ

إلى الكوفةِ الحمـراءَ مِنْ أرضِ مكّـةٍ ** فسبحانَ مَن أسْــرى بخيرِ الرَّكائِبِ

ليأخُذَ منها العَهْدَ في نَصْــرِ دينِهِ ** و إرجاعَ حَــقِّ اللهِ مِنْ كُلِّ غاصِــــبِ

و إصلاحَ ما شاء المُضِلّونَ صَدْعَـــهُ ** و تَقْويضَ ما شــــادَتْهُ أيْدي المَعـائِبِ

و كَمْ أوفَدوا أو كاتَبـوا سِبْطَ أحَمَدٍ** أنْ اقْدِمْ إلينا تَلْـــقَ مُخْضَــرَّ جانِـبِ

و ما خادَعـوهُ إنّما نَحْسُ جَدِّهِـمْ ** رماهُـمْ بأدناهُـنَّ سوءَ العَواقِــبِ

أتى مُسْلِمٌ و الرّشْــدُ حادٍ رِكابَـهُ ** إلى مَجْمَعٍ ظامٍ إلى الرُّشْدِ ساغِبِ

و ما جــاء للدّنيا الذي عاشَ ثائِراً ** يرى الموتَ دونَ الحَقِّ أسمى الرَّغائِبِ

و لكنَّما الشَيطـانُ أوحى لِجُنْـدِهِ ** مَكائِدَ لا تبدو لِعَيْـنِ المُراقِــبِ

تُفرِّقُ شَمْلَ الناسِ مِنْ بعدِ جَمْعِهِمْ ** و قد حَكّمتْ فيهِمْ شُــرورَ المَـآرِبِ

دعا ابنُ زِيادِ الوَغْدُ جَيْشاً مُجَرَّبـاً ** إلى حَرْبِ ليثٍ غالِـبٍ للغَـوالِبِ

و قد صالَ فَرْدَاً شَدّ بالجَّمْعِ بأسُــــهُ ** فما بينَ مَنحــــورٍ و ما بينَ هـــارِبِ

و لمّا دعاهُ المــوتُ نَصْراً لِدينِــهِ ** أراهُمْ مِنَ الإقـدامِ إحْـدى العَجائِبِ

لهُ صـارِمٌ لا يألَفُ الغِمْـدَ حَــدُّهُ ** و ليس لهُ مِنْ نَبْـوَةٍ في المَضــارِبِ

فألقَـوْا إليه السِّلْمَ و العَهْدُ بينَهُــمْ ** رُجوعــاً لأمْرِ اللهِ بينَ المَطــــالِبِ

و لكنّهــمْ للغَــدْرِ ألْقَــوْا قِيادَهُـمْ ** فخانوهُ أبنــاءُ السّـــفاحِ النَّواصِبِ

بنفسي غَريباً مُبْعَـــدَاً عن دِيــــــــارِهِ ** أحاطَتْ بهِ الذُّؤبانُ مِنْ كُلِّ جانِبِ

و قد ضاقَ في عَيْنَيْهِ ما أوسَعَ الفَضا ** و جارَتْ عليهِ مُردِياتُ المَصــائِبِ

فقادوهُ نحوَ المـــوتِ للهِ ما دَجـــا ** مِنَ الخَطْبِ ما أبكى عيـونَ النَّوائِبِ

و قد ذاقَ حَرَّ السّــيفِ صَبْراً مُكَبَّـلاً** و جَرّوهُ في الأسواقِ دامي الجَّوانِبِ

و قد مُزِّقَتْ أشْــلاؤُهُ مُذْ رَمَــوا بهِ ** مِنَ القَصْرِ إطفاءَ الضُّغُــونِ اللّواهِـبِ

لِمُسلِمَ فَلْيَبْكِ أولـــوا الدّينِ و التُّقى ** دَماً و لْيَــزِدْ بالنّــوْحِ نَدْبُ النّوادِبِ

ألا يا رســـولَ اللهِ منّي ثَواكِـــلٌ ** تُعزّيكَ في نَظْــمِ الدّموعِ السَّواكِبِ

أسَلْتُ بهـــا قلبي رَجــاءً لِقُرْبِكُـمْ ** و قُرْبِ إمـامِ العَصْرِ مِن آلِ طالِبِ

إمامٍ هُدىً أدعــــو مِنَ اللهِ نَصْــــرَهُ ** فحَتى متى أبكي على فَقْدِ غــــــائِبِ

عليكمْ صــلاةُ اللهِ تَتْــرى نَدِيَّــةً ** و للعِتْـــرَةِ الآلِ الكِـرامِ الأطـائِب

شعر: عادل الكاظمي


رد مع اقتباس