عرض مشاركة واحدة

حسين نوح مشامع
عضو نشيط

رقم العضوية : 768
الإنتساب : Feb 2008
المشاركات : 459
بمعدل : 0.08 يوميا
النقاط : 214
المستوى : حسين نوح مشامع is on a distinguished road

حسين نوح مشامع غير متواجد حالياً عرض البوم صور حسين نوح مشامع



  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : ميزان مصباح الهدى وسفينة النجاة ( عاشوراء ) ميزان مصباح الهدى وسفينة النجاة ( عاشوراء )
افتراضي وقودالاصلاح الحسيني (60) الشهيد مؤذن الإمام الحسين
قديم بتاريخ : 23-Dec-2019 الساعة : 06:12 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


وقود الاصلاح الحسيني (60) الشهيد مؤذن الإمام الحسين

قال الله تعالى: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللهِ) 207 آل عمران. وقال سبحانه: (فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِر وما بدلوا تبديلا) 23 الحشر. ويقول الإمام الصادق(عليه السّلام) في الزيارة: ((السّلام عليكم يا أولياء الله وأحبّاءه، السّلام عليكم يا أصفياء الله وأودّاءه، السّلام عليكم يا أنصار دين الله، السّلام عليكم يا أنصار رسول الله، السّلام عليكم يا أنصار أمير المؤمنين، السّلام عليكم يا أنصار فاطمة سيدة نساء العالمين، السّلام عليكم يا أنصار أبي محمّد الحسن بن علي الزكي الناصح، السّلام عليكم يا أنصار أبي عبدالله، بأبي أنتم واُمّي طبتم وطابت الأرض التي فيها دُفنتم، وفزتم فوزاً عظيماً، فيا ليتني كنت معكم فأفوز معكم)) .

لا نعتقد بأن الصدف قد جمعت بين الإمام الحسين واصحابه، فهم صفوة المجتمع الذين كانت لديهم ضمائر حية غير ملوثة بالأطماع وحب الدنيا، وهم أصحاب مبادئ وقيم يعرفونها تماماً، ويعلمون من هو إمامهم، وأن الواجب يحتم عليهم الوقوف بصلابة وصمود لنصرته .. لذا فإن هؤلاء يشكلون النخبة والأعلام المضيئة في عالم الجهاد والشهادة، وهم مصابيح مضيئة في عالم الجهاد ومسيرة الأحرار، وهؤلاء خطّوا لنا الطريق عبر الأجيال المتعاقبة، فانتقلت خطاهم الى مسامعنا، ولم تزل دمائهم الطاهرة رطبة لم تجف بعد حتى يحكم الله وهو خير الحاكمين. (02)

بين أيدينا في هذه الحلقة الجوهرة الستين من خرزات هذه السلسلة، والتي التحقت بركب شهداء الإصلاح الحسيني في كربلاء، وهذه الجوهرة هي:
اسم الشهيد: الحجّاج بن مسروق الجحفي
شباك الشهيد: ضريح شهداء كربلاء
تاريخ الشهادة: يوم عاشوراء عام 61 هـ.
سبب الشهرة: التحاقه بالحسين(ع) في مكة وشهادته في واقعة الطف ومؤذنه في الطريق (01)

هوية الشهيد:
الحجاج بن مسروق بن مالك بن كثيف بن عتبة بن كلاع الجعفي من قبيلة مذحج. (01) والجعفي: نسبة إلى جعفي بن سعد العشيرة، من مذحج، من القحطانية، (يمن، عرب الجنوب). (02) وذكر الشیخ المفيد اسمه تحت عنوان: الحجاج بن مسرور، وقيل إن اسمه الحجاج بن مرزوق. وكان من شيعة الكوفة ومن أصحاب أمير المؤمنين علي . دلّ ما أُثِر عنه رغم قلة أخباره، على فائق احترامه لأهل البيت علیهم السلام، وعميق إيمانه بما يعود إلى الناس نفعه من الولاء. (01) وجاء أن اسمه هو الحجاج بن مسروق بن مالك بن كتيف بن عتبة بن معشر (الكداع) بن مالك بن معاوية بن كعب بن عوف بن حريم بن جعفي بن سعد العشيرة. (03) وكان في الاربعين من عمره حين استشهاده، فتكون ولادته سنة عشرين من الهجرة (641م). (05)

مؤذن الإمام الحسين:
كان الحجاج بن مسروق مؤذن الحسين في أوقات الصلاة طوال الطريق، وكان قد أذن لصلاة الظهر بأمر من الإمام عندما اصطدم ركب الحسين بالجيش الأموي وعلى رأسه الحر بن يزيد الرياحي يمنعه من المسیر إلى أوان وقت الظهيرة. (01)

التحاقه بالإمام الحسين(ع):
غادر الكوفة إلي مكة المكرمة، والتحق بالحسين(ع) حين بلغه مسيره إليها من المدينة المنورة، ثم صحِبه إلي كربلاء. (01)

خبره مع عُبيدالله بن الحُرّ:
وحين بلغ الحسين(ع) منزل قصر بني مقاتل رأى فسطاطاً مضروباً، فسأل عن صاحبه فقالوا: إنه لعبيدالله بن الحر الجعفي؛ فأرسل إليه الحجاج بن مسروق مع يزيد بن مغفل، يدعوه لنصرته، فكان مما قال له الحجاج - كما هو في رواية ابن أعثم: والله قد أهدى الله إليك كرامة إن قبلتها! قال: وما ذاك؟ فقال: هذا الحسين بن علي رضي الله عنهما يدعوك إلى نصرته، فإن قاتلت بين يديه أجرت، وإن مت فإنك استشهدت، فلم يقبل عبيدالله. (01) قال صاحب خزانة الأدب الكبرى: فأرسل إليه الحجاج بن مسروق الجعفي، ويزيد بن مغفل الجعفي فأتياه وقالا: إن أبا عبد الله يدعوك. فقال لهما: أبلغا الحسين() أنه إنما دعاني من الخروج إلى الكوفة حين بلغني أنك تريدها، فرار من دمك ودماء أهل بيتك، ولئلا أعين عليك، وقلت إن قاتلته كان علي كبيراً وعند الله عظيماً، وإن قاتلت معه ولم أقتل بين يديه كنت قد ضيعته، وإن قتلت فأنا رجل أحمى أنفاً من أن أمكن عدوي فيقتلني ضيعة، والحسين ليس له ناصر بالكوفة ولا شيعة يقاتل بهم. (02)
فأبلغ الحجاج وصاحبه قول عبيد الله إلى الحسين() فعظم عليه، ودعا بنعليه ثم أقبل يمشي حتى دخل على عبيدالله بن الحر فسطاطه. (01)

موقفه واستشهاده يوم كربلاء:
استأذن الحجّاجُ الحسينَ(ع) يوم عاشوراء للقتال، وقاتل بين يديه قتالاً بارزاً، حتى رجع مخضّبا بدمائه، وهو يرتجز أمامه:
فدتك نفسي هاديا مهديا اليوم ألقي جدّك النبيا
ثمّ أباك ذي الندي عليا ذاك الذي نعرفه الوصيا
فأجابه الإمام الحسين : «نعم، وأنا ألقاهُما على أثرك». فرجع الحجّاج يقاتل، فقتل منهم 25 رجلاً، حتّى قُتل. (01)
كما نُسبت إليه هذه الأرجوزة حين خرج إلى القوم ذابّاً عن إمامه الحسين ، يُخاطبهم فيقول:
أتاكمُ الداعي أجيبُوا الداعي بصارمٍ ماضي الشَّبا قَطّاعِ
فأبرزُوا نَحْوي بَني الرِّقاعِ نحوَ غلامٍ بَطلٍ مُطاعِ
وقيل: وخرج في أثره مولىً له يقال له (مبارك)، فحملا على القوم، والتقيا بجماعةٍ من أصحاب عمر بن سعد لعنه الله، فتفرّقوا عنهما وجفلوا من بين أيديهما، ثمّ اجتمع عليهم الأعداء من كلّ جانب. (04)

زيارة الشهيد:
وقع التسليم على الحجاج في زيارة الشهداء والرجبيّة بقول: (السَّلَامُ عَلَى الْحَجَّاجِ بْنِ مَسْرُوقٍ الْجُعْفِي)). (01) وذكره الشيخ المجلسيّ في (بحار الأنوار ج03 ـ في ضمن الزيارة التي خرجت من الناحية المقدّسة الشريفة)، ونزوره بزيارة الإمام المهديّ عجّل الله تعالى فرَجَه الشريف يومَ عاشوراء قائلين أيضاً: ((اَلسَّلامُ عَلَى الحجّاجِ بن مَسروقِ الجُعفيّ)). (04)
وهنا تنتهي حلقتنا هذه باستشهاد "الْحَجَّاجِ بْنِ مَسْرُوقٍ الْجُعْفِي" مناصراً لأبي الضيم وابو الحرار(ع) ومدافعاً عنه، بل مناصراً للحق الالهي. بعد انتقاله من معسكر الظلام والظلال، وانقاذ نفسه من نار سعرها جبارها لغضبه، والتحاقه بركب الشهداء، إلى جنة عرضها السماوات والارض، أعدها ربها لرحمته.
بقلم: حسين نوح المشامع
المصادر: (01)(ويكي شيعة) – (02)(اسلام تايم) – (03)(العتبة الحسينية المقدسة)
(04)(شبكة الامام الرضا) – (05)( أضواء على مدينة الحسين ج01 محمد صادق الكرباسي)

رد مع اقتباس