[فاطمي انا]

كتبت من دروس ومحاضرات
لسماحة الأستاذ الشيخ محمد كاظم الخاقاني

وأشير هاهنا أيضا لمواطن أخرى تستدعي التأمل للإبتعاد عن الجزم والقطع بتبع اجتهادات الرجال بلا مستند من الكتاب المجيد إن لم يكن في كثير من المواطن القرأن المجيد مخالفاً لهذا القطع حيث يقول تعالى مثلاً بالنسبة إلى إبراهيم حينما جعل بعض ذريته في مكة المكرمة (ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون) حيث راح المفسرون ليقولوا ان ذلك لشجار حصل بين الزوجتين بدوافع الحسد فراح إبراهيم وهو من أعظم الأنبياء إرضاءا لإحدى زوجاته ليجعل إمراة وطفلا في هذا المكان وكلنا نعتبر ذلك من المسلمات وليس على صعيد المسلمين فقط بل على صعيد بقية الأديان السماوية ولم نلتفت حتى إلى القرآن نفسه قبل أن نتأمل في آمرٍ آخر يعود إلى مكانة إبراهيم ع هل يناسبه ذلك عقلا او عدلا أو رحمة بأن يجعل طفلا وامرأة في هذا المكان والف اشكال واشكال آخر لكن ماذا نصنع و حضارة تقديس الرجال بعيدا حتى عن القرأن المجيد نفسه حيث راح ليدفع بنا إلى الجزم بما نسمعُ أو نشاهدُ ولا ندري لعل ذلك من بعض الإسرائيليات او قصص حضارات وخرافات عجائز في حين أن القرآن المجيد صريح في بيان العلة بجعل هذه الذرية تسكن في هذا المكان حيث يقول تعالى بكل وضوح معللا هذا الأمر (ليقيموا الصلاة) أي أنه جعلهم هناك وهم كبار وليس هناك من طفل ولا زوجة بلا راعٍ يرعى أمرها فهو قيام بدعوة إلى التوحيد وتحقيق الصلات الإلهية التي أريد أن يقوم بها إسماعيل وأمه أو من كان معه فنترك حتى القرآن المجيد بمفاهيمه الواضحة لنأخذ بعض الروايات ولو خالفت القرآن نفسه ونسبت إلى الأنبياء الكرام ما يخالفُ جميع القيم الإنسانية التي لا يمكنُ أن تنسب إلى انسان عادي.
للمزيد:
https://m.facebook.com/story.php?sto...880981 865429
http://kazemalkhaghani.com
/