أفلا تذكّرون.. - الصفحة 4 - منتديات موقع الميزان
موقع الميزان السلام عليك أيتها الصدِّيقة الشهيدة يا زهراء السيد جعفر مرتضى العاملي
يا مُمْتَحَنَةُ امْتَحَنَكِ اللهُ الَّذي خَلَقَكِ قَبْلَ اَنْ يَخْلُقَكِ، فَوَجَدَكِ لِمَا امْتَحَنَكِ صابِرَةً، وَزَعَمْنا اَنّا لَكِ اَوْلِياءُ وَمُصَدِّقُونَ وَصابِرُونَ لِكُلِّ ما اَتانا بِهِ اَبُوكِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَاَتى بِهِ وَصِيُّهُ، فَاِنّا نَسْأَلُكِ اِنْ كُنّا صَدَّقْناكِ إلاّ اَلْحَقْتِنا بِتَصْديقِنا لَهُما لِنُبَشِّرَ اَنْفُسَنا بِاَنّا قَدْ طَهُرْنا بِوَلايَتِكِ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ * ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ * صَدَقَ اللّهُ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ – منتديات موقع الميزان للدفاع عن الصدِّيقة الشهيدة فاطمة الزهراء صلوات الله عليها – منهاجنا الحوار الهادف والهادئ بعيداً عن الشتم والذم والتجريح ولا نسمح لأحد بالتعرض للآخرين وخصوصاً سب الصحابة أو لعنهم وهذا منهاج مراجعنا العظام والعلماء الأعلام حفظ الله الأحياء منهم ورحم الماضين
 
اضغط هنا
اضغط هنا اضغط هنا اضغط هنا
اضغط هنا
عداد الزوار
العودة   منتديات موقع الميزان .: القرآن الكريم والعترة الطاهرة صلوات الله عليهم :. ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام
ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام

إضافة رد
كاتب الموضوع خادم الزهراء مشاركات 38 الزيارات 73887 انشر الموضوع
   
أدوات الموضوع ابحث في الموضوع

خادم الزهراء
الصورة الرمزية خادم الزهراء
.
رقم العضوية : 10
الإنتساب : Mar 2007
الدولة : رضا الزهراء صلوات الله عليها
المشاركات : 6,228
بمعدل : 1.00 يوميا
النقاط : 10
المستوى : خادم الزهراء تم تعطيل التقييم

خادم الزهراء غير متواجد حالياً عرض البوم صور خادم الزهراء



  مشاركة رقم : 31  
كاتب الموضوع : خادم الزهراء المنتدى : ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام
افتراضي
قديم بتاريخ : 21-Aug-2009 الساعة : 04:35 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


2 ـ رمتني بدائها وانسلت..
وكان الرد على المالكي كما يلي:

بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله، والصلاة والسلام على محمد وآله..
وبعد..

فقد اطلعنا على إجابة حسن بن فرحان المالكي على الأخ تكبيرة العرش، فوجدناه يطعن على الشيعة، وينسبهم إلى التحريف؛ ولكن مع الاعتذار!! ثم أمعنا النظر في إجابة المالكي على السؤال المطروح فوجدناها غير دقيقة، وتحمل التجني وذلك لما يلي:

إن السؤال والإجابة كانا حول المتعة في رواية عمران بن الحصين الواردة في البخاري. فادعى المالكي أن الرواية ناظرة لمتعة الحج، لذكر البخاري لها في ذلك المورد إلخ..

ونقول: إن لنا على كلامه ملاحظات هي:
1 ـ إن ذكر البخاري للرواية في كتاب الحج لا يجعل الرواية تتحدث عن خصوص متعة الحج، ولا يعد ذلك قرينة على المراد منها، لا متصلة ولا منفصلة، ففهم البخاري حجة على البخاري فقط وليس حجة على غيره.

إذن فلا بد أن ينظر في الرواية نفسها، فيؤخذ بدلالتها، من دون تأثر بما يريد البخاري أن يوحي به للناس..

2 ـ إن السائل لم يقل لك: إن الشيعة قد زادوا في الرواية كلمة (متعة النساء)، لتقول له: إن الشيعة يحرفون الكلام، بل ذكر لك النص المنقول عن البخاري بدقة، ومن دون زيادة ونقيصة، ثم ذكر لك أن العسقلاني قد ذكر أن عمر هو الذي منع نكاح المتعة، وهذا صحيح أيضاً..

وقد صرحت بهذا الأمر روايات كثيرة في كتب أهل السنة.. فلماذا وجهت الاتهام بالتحريف إلى كتابات الشيعة؟! حتى لو كان السائل قد فهم من كلام ابن الحصين أنه يقصد متعة النساء.

3 ـ إن السائل لم يقل لك: إن نهي عمر عن متعة النساء موجود في البخاري، فلماذا قلت له: نعم قد وردت عن السنة روايات أخرى بأن أول من نهى عن متعة النساء هو عمر لكن ليس هذا في البخاري.

4 ـ لماذا تحشر دائما اسم الزيدية في موضوع الحجاج والاحتجاج وماذا يقدم أو يؤخر رأيهم في ذلك فإن الميزان هو الدليل والبرهان ولا يصلح قول أحد لذلك إلا إذا كان معصوماً وإلا إذا كان يخبر عن الله.. ويستدل بآياته..

5 ـ ما معنى قولك: إن صح عن عمر شيء من النهي، فيكون غير عالم بدليل التحريم..

ونقول لك: إن هذا المنع موجود في مسلم ومسند أحمد وكثير من كتب الصحاح والمسانيد بأسانيد صحيحة حسب موازينكم.

6 ـ إذا كان عمر غير عالم بالنهي كما تقول، فلماذا يقدم على تحريم أمر في الشريعة ليس لديه دليل على تحريمه؟!

7 ـ إن إقدام عمر على تحريم متعة الحج، وهي ثابتة الجواز لا يعد عذراً له، بل هو يؤكد الإشكال عليه وعليك.

8 ـ في أخبار القضاة لوكيع ج2 ص124 رواية تشير إلى أن عمران إنما يتحدث عن متعة النساء.
9 ـ قد عد كثير من العلماء عمران بن الحصين في جملة القائلين بحلية متعة النساء، والظاهر: أن مستندهم في ذلك هو هذه الرواية بالذات[236].

فلماذا يرجح فهم البخاري وغيره على فهم أمثال هؤلاء؟

10 ـ إن هذا الإصرار من عمران، وهذا الكلام الجارح والقوي منه، إنما يناسب الإصرار على المتعة، إذ لا إصرار على متعة الحج. فقد اختار أهل الحديث التمتع بالعمرة إلى الحج، وهو قول الشافعي وأحمد واسحاق..

وكنا نحب أن نناقشك في هذا الموضوع ـ موضوع تشريع المتعة ـ بصورة تفصيلية، لأننا نملك أكثر من مئة رواية في كتب أهل السنة وصحاحهم ومسانيدهم المعتبرة تفيد بصورة أو بأخرى استمرار هذا التشريع بعد رسول الله (). ولسوف لن تتمكن من اتهامنا، لا بالتحريف، ولا بالافتراء، ولا بالتأويل..

بل ستجد نفسك مضطراً إلى اللجوء إلى التأويلات الباردة الكثيرة جداً، كما تعودناه في هذه الموارد، أو إلى محاولة التشكيك في النوايا بغير حق.
والحمد لله رب العالمين.

جواب المالكي:
ولم يجب حسن بن فرحان المالكي بشيء!!


[236] راجع: الجامع لأحكام القرآن ج5 ص133 والمحبر لابن حبيب ص289 وتفسير النيسابوري مطبوع بهامش جامع البيان ج5 ص17 وأوجز = = المسالك ج9 ص404 عن الثعلبي وغيرهم.

يتبع>>>

نسألكم الدعاء


توقيع خادم الزهراء

قال الرسول صلوات الله عليه وآله : ( إذا رأيتم أهل الريب والبدع من بعدي فأظهروا البراءة منهم وأكثروا من سبهم والقول فيهم والوقيعة ، وباهتوهم كيلا يطمعوا في الفساد في الإسلام ويحذرهم الناس ولا يتعلمون من بدعهم ، يكتب الله لكم بذلك الحسنات ويرفع لكم به الدرجات في الآخرة ) .

قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه : يا سلمان نزلونا عن الربوبية ، وادفعوا عنا حظوظ البشرية ، فانا عنها مبعدون ، وعما يجوز عليكم منزهون ، ثم قولوا فينا ما شئتم ، فان البحر لا ينزف ، وسر الغيب لا يعرف ، وكلمة الله لا توصف ، ومن قال هناك : لم ومم ، فقد كفر.
اللهم عرفني نفسك فإنك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف رسولك
اللهم عرفني رسولك فإنك إن لم تعرفني رسولك لم أعرف حجتك
اللهم عرفني حجتك فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني
قال إمامنا السجاد زين العابدين صلوات الله عليه:
إني لأكتم من علمي جواهره * كيلا يرى الحق ذو جهل فيفتتنا
وقد تقدم في هذا أبو حسن * إلى الحسين وأوصى قبله الحسنا
فرب جوهر علم لو أبوح به * لقيل لي : أنت ممن يعبد الوثنا
ولاستحل رجال مسلمون دمي * يرون أقبح ما يأتونه حسنا

للتواصل المباشر إضغط هنا لإضافتي على المسنجر




خادم الزهراء
الصورة الرمزية خادم الزهراء
.
رقم العضوية : 10
الإنتساب : Mar 2007
الدولة : رضا الزهراء صلوات الله عليها
المشاركات : 6,228
بمعدل : 1.00 يوميا
النقاط : 10
المستوى : خادم الزهراء تم تعطيل التقييم

خادم الزهراء غير متواجد حالياً عرض البوم صور خادم الزهراء



  مشاركة رقم : 32  
كاتب الموضوع : خادم الزهراء المنتدى : ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام
افتراضي
قديم بتاريخ : 21-Aug-2009 الساعة : 04:39 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


3 ـ الإصرار على الإبهام، والإيهام، والإتهام!!
السؤال رقم (16):

سأل الأخ تكبيرة العرش:
(والسؤال موجه لحسن بن فرحان المالكي)

انبهرت من ردكم لي بأن رواية نهي الخليفة عمر ليست موجودة في صحيح البخاري وأنها محرفة لذا ألتمس من جنابكم الموقر تنبيه المواقع السني التالي بأن الروايات قد وضعت بالخطأ فيه، وقال جنابكم الموقر:

(ولم يذكر ابن حجر ولا البخاري متعة النساء أصلاً).

أنا سؤالي كان محدداً ولا دخل لي لما يذكره ابن حجر أو الإمام البخاري، هل يحق للخليفة أن يحرم ما لم يحرمه رسول الله (ص) سواء أكان في المتعة أو غيره.

وقلت: (فواضح في الموضعين أن المراد متعة الحج لا متعة النساء، لذا آمل الدقة في النقل).

وما رأيكم في جواز المتعتين الحج والنساء..

(‏وحدثنا ‏قتيبة بن سعيد ‏حدثنا ‏جرير ‏عن ‏فضيل ‏عن ‏زبيد ‏عن ‏إبراهيم التيمي ‏عن ‏أبيه ‏قال: ‏قال ‏أبو ذر ‏رضي الله عنه ‏لا تصلح المتعتان إلا لنا خاصة ‏يعني متعة النساء ومتعة الحج).

وأخيراً: يقول إخواننا أهل السنة والجماعة بأن المتعة نسخت بآية أخرى هلا تفضل جنابكم الموقر بإرشادنا إلى الآية التي نسخت المتعة. والسلام.
أجاب المالكي:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

إنما أنكرت عليكم النقل الذي ذكرته وصرحت فيه بـ (متعة النساء) مع أن تلك المواضع ليست فيها وسبق أن قلت إن هناك روايات سنية أخرى في زواج المتعة أما إجابة على سؤالكم فلا يحق للخليفة ولا لغيره أن يحرم ما لم تحرمه النصوص الشرعية.

أما متعة الحج فصارت مشروعيتها محل إجماع، وأما متعة النساء فلا زال الخلاف فيها على ما ذكرنا سابقاً.

وكان الرد على المالكي ما يلي:
بسم الله الرحمن الرحيم
وله الحمد، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين..

تعليقاً على الإجابة على سؤال تكبيرة العرش.. نقول..

كنا قد ناقشنا سابقاً إجابتك الأولى على السؤال عن رواية عمران بن الحصين الواردة في المتعة..

وقد بينا أن تكبيرة العرش لم يدخل في رواية عمران بن الحصين شيئاً، فكلمة (متعة النساء) لم يدخلها في النص، وإنما هي تعبير له هو شخصياً عما فهمه من الرواية..

وها أنت عدت هنا، وأكدت إصرارك على اتهامه بالزيادة في النص المنقول..

فلماذا هذا الإصرار؟‍

ولماذا تحاول إيهام الآخرين، وحملهم على الاعتقاد بأن تكبيرة العرش قد حرف في النقل وزاد فيه؟‍

ولماذا لم تجبه على طلبه، بذكر الآية التي يقول أهل السنة إنها نسخت المتعة؟‍

وأخيراً.. نقول:
لماذا لم تجبنا على مداخلتنا السابقة المتعلقة برواية عمران بن الحصين، فإن كان ما قلناه حقاً، فلتكن لديك شجاعة الإقرار بالحق..

وإن كان باطلاً فأوضح لنا بطلانه، وسنكون لك من الشاكرين.

جواب المالكي:
ولم يجب حسن بن فرحان المالكي بشيء!!


توقيع خادم الزهراء

قال الرسول صلوات الله عليه وآله : ( إذا رأيتم أهل الريب والبدع من بعدي فأظهروا البراءة منهم وأكثروا من سبهم والقول فيهم والوقيعة ، وباهتوهم كيلا يطمعوا في الفساد في الإسلام ويحذرهم الناس ولا يتعلمون من بدعهم ، يكتب الله لكم بذلك الحسنات ويرفع لكم به الدرجات في الآخرة ) .

قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه : يا سلمان نزلونا عن الربوبية ، وادفعوا عنا حظوظ البشرية ، فانا عنها مبعدون ، وعما يجوز عليكم منزهون ، ثم قولوا فينا ما شئتم ، فان البحر لا ينزف ، وسر الغيب لا يعرف ، وكلمة الله لا توصف ، ومن قال هناك : لم ومم ، فقد كفر.
اللهم عرفني نفسك فإنك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف رسولك
اللهم عرفني رسولك فإنك إن لم تعرفني رسولك لم أعرف حجتك
اللهم عرفني حجتك فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني
قال إمامنا السجاد زين العابدين صلوات الله عليه:
إني لأكتم من علمي جواهره * كيلا يرى الحق ذو جهل فيفتتنا
وقد تقدم في هذا أبو حسن * إلى الحسين وأوصى قبله الحسنا
فرب جوهر علم لو أبوح به * لقيل لي : أنت ممن يعبد الوثنا
ولاستحل رجال مسلمون دمي * يرون أقبح ما يأتونه حسنا

للتواصل المباشر إضغط هنا لإضافتي على المسنجر




خادم الزهراء
الصورة الرمزية خادم الزهراء
.
رقم العضوية : 10
الإنتساب : Mar 2007
الدولة : رضا الزهراء صلوات الله عليها
المشاركات : 6,228
بمعدل : 1.00 يوميا
النقاط : 10
المستوى : خادم الزهراء تم تعطيل التقييم

خادم الزهراء غير متواجد حالياً عرض البوم صور خادم الزهراء



  مشاركة رقم : 33  
كاتب الموضوع : خادم الزهراء المنتدى : ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام
افتراضي
قديم بتاريخ : 24-Aug-2009 الساعة : 10:43 AM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


الفصل السابع: الهروب للتشكيك!!

بداية للتوضيح:
إن ما جاء في هذا الفصل ليس تفنيداً لأقاويل حسن بن فرحان المالكي، على النسق الذي تقدم في مختلف المسائل التي طرحت عليه، وأجاب عنها. بل هو مجرد تسجيل اعتراض على ممارسة النهج التشكيكي للناس في عقائدهم، والابتعاد عن بحث المسألة بصورة علمية وموضوعية..

وذلك بطريقة تمييع القضايا الأساسية، عبر طرح احتمالات، وأقاويل مختلفة، من دون أن يقدم تصوراً محدداً وحاسماً يمكن الوقوف عنده ومعالجته بالأدلة والبراهين..

ونعتقد أن الهدف من اتباع هذا الأسلوب هو الاستقطاب، وخداع الآخرين الذين لا يملكون حصانة عقائدية كافية. تمهيداً للانقضاض عليهم على انفراد، وحيث يكون أهل الشأن الفكري في غفلة عن حقيقة ما يجري..

وقد ظهر من سياق الإجابتين اللتين أوردناهما هنا كيف أنه يسعى إلى طرح الأمر العقيدي ـ خصوصاً في مسائل الإمامة ـ بصورة تبعده عن الأسس والمنطلقات التي يبتني عليها الخلاف في هذه المسألة الحساسة، والتي لو أمكن حلها بصورة صحيحة وسليمة، ووفق المناهج والمعايير والضوابط المعقولة والمقبولة.. لتحقق أعظم إنجاز ولكان تغير وجه التاريخ كله..

ولكن حسن بن فرحان المالكي قد اتبع كما قلنا اسلوباً يتسم بالسلبية.. الظاهرة، وهو يحاول تمييع هذه القضية، التي لا توجد قضية أشد خطورة وأعظم أهمية وأكثر حساسية منها.. حيث إنه بأسلوبه هذا يكون قد استبعد البحث حول كون أمر الإمامة هل يجب أن يكون منصوصاً عليه من الله؟! أم أن البت فيه قد ترك للناس أنفسهم..

كما أنه يستبعد بذلك أو ينهي البحث الدقيق حول دلالة النصوص على إمامة علي () بطريقة يتضاءل معها الإحساس بضرورة حسم هذا الموضوع بطريقة علمية وصحيحة..

كما أنه قد استبعد النصوص الدالة على العدوان الذي مورس ضد علي وفاطمة الزهراء ()، بهدف اغتصاب الخلافة..

مع أن هذا الأمر، هو الأكثر حساسية فيما يرتبط بأهلية أبي بكر للمقام الذي يسعى للحصول عليه، كما اتضح في القسم الأول من هذا الكتاب..

ونتيجة ذلك كله هو بقاء الخلاف، واستمرار المشكلة، وتفاقم الخطب فإنا لله، وإنا إليه راجعون..
فإلى ما يلي من صفحات..

يتبع>>>

نسألكم الدعاء


توقيع خادم الزهراء

قال الرسول صلوات الله عليه وآله : ( إذا رأيتم أهل الريب والبدع من بعدي فأظهروا البراءة منهم وأكثروا من سبهم والقول فيهم والوقيعة ، وباهتوهم كيلا يطمعوا في الفساد في الإسلام ويحذرهم الناس ولا يتعلمون من بدعهم ، يكتب الله لكم بذلك الحسنات ويرفع لكم به الدرجات في الآخرة ) .

قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه : يا سلمان نزلونا عن الربوبية ، وادفعوا عنا حظوظ البشرية ، فانا عنها مبعدون ، وعما يجوز عليكم منزهون ، ثم قولوا فينا ما شئتم ، فان البحر لا ينزف ، وسر الغيب لا يعرف ، وكلمة الله لا توصف ، ومن قال هناك : لم ومم ، فقد كفر.
اللهم عرفني نفسك فإنك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف رسولك
اللهم عرفني رسولك فإنك إن لم تعرفني رسولك لم أعرف حجتك
اللهم عرفني حجتك فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني
قال إمامنا السجاد زين العابدين صلوات الله عليه:
إني لأكتم من علمي جواهره * كيلا يرى الحق ذو جهل فيفتتنا
وقد تقدم في هذا أبو حسن * إلى الحسين وأوصى قبله الحسنا
فرب جوهر علم لو أبوح به * لقيل لي : أنت ممن يعبد الوثنا
ولاستحل رجال مسلمون دمي * يرون أقبح ما يأتونه حسنا

للتواصل المباشر إضغط هنا لإضافتي على المسنجر




خادم الزهراء
الصورة الرمزية خادم الزهراء
.
رقم العضوية : 10
الإنتساب : Mar 2007
الدولة : رضا الزهراء صلوات الله عليها
المشاركات : 6,228
بمعدل : 1.00 يوميا
النقاط : 10
المستوى : خادم الزهراء تم تعطيل التقييم

خادم الزهراء غير متواجد حالياً عرض البوم صور خادم الزهراء



  مشاركة رقم : 34  
كاتب الموضوع : خادم الزهراء المنتدى : ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام
افتراضي
قديم بتاريخ : 24-Aug-2009 الساعة : 10:50 AM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


1 ـ الهروب التشكيكي الأول..

السؤال رقم (17):
كان للأخ (عبيد) سؤال طرحه على حسن بن فرحان المالكي، فأجابه بما يلي:الأخ عبيد:
اختلف المسلمون في الأولى بالخلافة بعد الرسول (ص) وهذا الاختلاف قديم من أيام السقيفة واعتصام بني هاشم ومن معهم ببيت الزهراء.

فيجب أن نعترف أن هناك اختلافاً حصل بين المهاجرين والأنصار ثم بين المهاجرين أنفسهم.

من رأى أن الإمام علي أكفأ الناس بعد النبي (ص) فهو رأي إسلامي أصيل سبقه إليه عمار وسلمان والمقداد وجابر بن عبد الله وزيد بن أرقم والبراء بن عازب وغيرهم..

ومن رأى أن أبا بكر أولى بالخلافة فهذا رأي إسلامي أصيل كان عليه أكثرية المهاجرين وانضم إليهم أكثر الأنصار.

ومن رأى أن سعد بن عبادة أولى فهو رأي إسلامي أصيل وكان عليه أكثر الأنصار قبل رجوعهم.
فلا أرى الموضوع يحتاج لخصومة ومعرفة رأي فلان وفلان.

نعم قد يكون الإمام علي محل رضا أكثر الأنصار وقسم من المهاجرين وكل بني هاشم وقد تكون هذه النسبة أعلى من النسبة التي كان سيحققها أبو بكر بل كان الأنصار وحدهم أكثر من المهاجرين بنسبة (1ـ7) وكانوا يميلون إلى علي، ويفضلون ولايته على ولاية أبي بكر. وقد نص على هذا بعض علماء السنة كابن عبد البر.

والمشكلة ـ في ظني ليست في (الأولى) بعد حصول الخلاف، إنما المشكلة أن الصحابة لم يستطيعوا إدارة أول الخلاف بطريق الشورى ولم يؤسسوا (طريقة مقنعة) في اختيار الحاكم.

فلو أن الصحابة في السقيفة من المهاجرين والأنصار اتفقوا على اختيار ممثلين لهم وليكن عددهم أربعين أو ثلاثين أو نحو ذلك ثم يتم الاجتماع ـ بعد غسل الرسول (ص) ودفنه ـ ليختاروا الأنسب بطريق الترشيح لكان هذا أولى وأقطع للخلاف.

لكن التنازع والخلاف والتسرع في (الاختيار) دون حضور بعض كبار الصحابة الذين هم من كبار أهل الشورى كعلي وعمار ونحوهما أدى إلى (اختلال) في النظرية السياسية عند المسلمين فنحن اليوم لو مات ملك أو رئيس دولة لرأينا أن من الأنسب أن يجتمع عقلاء القوم اجتماعاً شوروياً لاختيار من يرونه الأكفأ، أما لو ذهب قسم منهم ليختلف مع قسم ثان وهناك قسم ثالث غائبون لما أدى هذا لاطمئنان الناس إلى صحة الاختيار.

ثم ليس الاجتماع الشوروي وتشكيل ممثلين للناس من أجل اختيار الحاكم فقط، بل لتيسير الأمور الأخرى كالموقف من تدوين العلم ونحو ذلك.

كلنا يتمنى لو قام الصحابة بعد النبي (ص) مباشرة ودوّنوا الأحاديث الصحيحة الجامعة والسير والمغازي والأحكام الفقهية.. الخ، لكن ما كل ما يتمناه المرء يدركه.

كلنا يتمنى لو اتفق المهاجرون والأنصار على تشكيل قوة لحماية المدينة على أن يتم الاتفاق على ترشيح أحد كبار الصحابة ـ وليكن أبا بكر أو عليا أو عمر أو سعد بن عبادة ـ لتولي الخلافة وتحديد المهام الموكلة إليه، وتحديد المهام الموكلة لأهل الشورى، وللأمة ولبعضهم في كتابة القرآن والأحاديث وإبداء الرأي الشرعي في مسألة مانعي الزكاة وتراث النبي (ص) والموقف من القبائل المسلمة حديثاً و.. الخ.

كثير من الأمور كنا نتمنى أن يتم فيها التأني والتروي حتى لا تصبح هناك ضبابية يدخل منها كل فرد برأي وتفسير ويخرج منه بطائفة وفرقة.

المسألة أهم من معرفة (الخليفة بعد النبي) كنا نريد من الصحابة والتابعين (تأسيس) لطريقة اختيار الحاكم وللشورى وبيت المال وحرية التعبير وتدوين العلم وتعيين الولاة و.. الخ.

لكن يجب أن نراعي ذلك الزمن ببساطته فلا نحاكمه بما استجد من الأحداث التي حدثت بعد ذلك، إضافة إلى أن الظلم الأموي لم يترك للتابعين فعل هذا وكذا استمر الظلم العباسي مع المنهج نفسه.

أنا شخصياً لا يهمني من يكون الخليفة بعد النبي (ص) بقدر ما يهمني (التأسيس) لطريقة الحكم وإدارة الدولة وشروط تحقيق العدالة.

وتكوين (ثقافة إدارية) تحول دون وصول الظالم إلى الحكم في المستقبل، وتثقيف المسلمين تلك الثقافة التي يحددون بها الموقف من الثقافات الأخرى والتي يتخلون بموجبها الجميع عن التعصبات القبلية وارتجالية الرأي والانفراد بالقرارات الصعبة التي تحتاج للشورى.

ربما لو حدث هذا لما سقطت الحضارة الإسلامية ولكانت رايات الإسلام تخفق في أرجاء أوروبا وآسيا.
لكن الخطأ اليسير يبني عليه الظالم الجور الكبير، مثلما الوصية لفرد (كوصية أبي بكر لعمر) حسن نية أبي بكر واستحقاق عمر إلا أن الوصية استغلها بنو أمية فأوصوا للأبناء الفسقة الذين كان لظلمهم أبلغ الأثر على طريقة الحكم والعدالة والعقل المسلم والنفس المسلمة.. الخ..

الكلام يطول لكنني أؤكد على بساطة ذلك العصر وتلقائيته، ربما لو عرف السابق أن انفراده بالقرار سيبني عليه اللاحق مظالم عديدة لما فعل ذلك.

لقد كان الاختلاف البريء بين الصحابة في الإمامة بعد وفاة النبي (ص) مدخلاً لظلمة بني أمية وبني العباس لاستيلاء الفاجر على إدارة المسلمين.

كانت خلافة الخلفاء الراشدين محل رضى من الأغلبية حتى لو كانت طريقة الاختيار محل نظر، لكن كيف تم استغلال هذا الخلل ممن بعدهم؟

الجميع يتذكر قول مروان إن أمير المؤمنين معاوية قد رأى في ابنه يزيد رأيا حسناً سنة أبي بكر وعمر!! والحديث في صحيح البخاري ـ كتاب التفسير، تفسير سورة الأحقاف.

فمعاوية بنى على مسألة (الوصية) التي لم يوص بها أبو بكر لأحد قرابته ولا عمر وإنما أوصوا بالخلافة لرجال من كبار الصالحين.. لكن مسألة الوصية ذاتها ـ بلا تشكيل مجلس شورى موسع يمثل الأمة ـ أدى إلى استغلال معاوية لهذا وزعم أن وصيته ليزيد السكير الفاسق كوصية أبي بكر لعمر أو عمر للستة!!

من هنا كان من المفترض أن يتنبه كبار الصحابة لعملية الاستغلال التي قد يقوم بها الظلمة في المستقبل بناءً على طريقة كان فيها نوع من الانفرادية وإن أصاب الخليفة في الاختيار وكان المختار صالحاً عادلاً.

ـ أما حديث الغدير فقد سبقت إجابات عن صحته والاختلاف في دلالته.

ـ أما قولك بأنه لم يسبق أن قال الرسول (ص) في أحد من الخلفاء قبل علي ما قاله في علي من حيث كم الأحاديث، فهذا صحيح وقد اعترف به أهل السنة فقال الإمام أحمد (لم يرو في فضل أحد من الصحابة بالأسانيد الجياد كما روي في فضل علي).

لكن من يعترف بهذا من أهل السنة كالإمام أحمد وغيره لا يرون الكثرة دالة على أنه الأفضل فيرجعون هذا لأسباب من أهمها أن الإمام علي انتقصه بنو أمية وسبوه على المنابر فكانت مسوغة لنشر فضله، لكن هذا السبب محل إشكال أيضاً فسب الخلفاء السابقين أو انتقاصهم وخاصة عثمان كان في الصدر الأول أيضاً ولم ينقل في فضلهم هذا الكم من الأحاديث.

المسألة الثانية: أن الأحاديث في فضل علي ليست (مسألة كم) فقط، بل أحاديث عظيمة الدلالة كحديث المنزلة والراية والغدير وحديث زر بن حبيش في مسلم وحديث الطير والمؤاخاة ونحوها من الأحاديث ذات المدلول العظيم في الفضل.

وكان الرد على المالكي كما يلي:
بسم الله الرحمن الرحيم
وله الحمد، والصلاة والسلام على محمد وآله..

إلى حسن فرحان المالكي..

تعليقاً على إجابتكم على عبيد، أقول:
إنه رغم أن لدي مناقشات كثيرة فيما ورد في إجابتك، لكنني أعرض عنها مؤقتاً، وأسجل تحفظي الشديد على الطريقة التشكيكية، والتي لا ينتهي قارؤها إلى نتيجة، فإن طريقة التشكيك ـ من شأنها زعزعة الشأن العقيدي بمختلف وجوهه، وهي غير مقبولة وغير مرضية من أي إنسان كان، فضلاً عمن يحمل همَّ الأمة، ويتصدى لمعالجة قضاياها، ولهداية الناس إلى الحق، والخير، والصلاح، وإلى الاعتقاد الصحيح.

إننا نسألك: ماذا تقول أنت وبماذا تدين الله؟! فإن أجبت بأنك شاك.. فإننا نطلب منك أن لا تنصب نفسك لمعالجة القضايا الفكرية التي تشك فيها.. إذ لا يحق لك أن تنقل شكوكك لغيرك من الناس العاديين..

وإن كان لك مذهب اعتقادي ثابت، فلماذا لا تفصح عنه، ليمكن النظر فيه؟! وفي أدلته، فإن كانت مقبولة ومعقولة.. فسنكون معك وإلى جانبك، وسندافع عنها إن شاء الله كما تدافع أنت..

وإن كانت بحاجة إلى التصويب والتسديد، فسنكون أيضاً معك، ساعين إلى حصحصة الحق، وتمحيصه، ودفع أي شبهة عنه.. نعم.. لقد كان الأجدر بك تقديم الحل الصحيح، بطريقة علمية، أو تقديم المنهج الذي يؤدي إلى الحل الصحيح.

وأما اعتماد طريقة عرض الاحتمالات المختلفة فهو يستبطن جر الناس إلى الشك. وزعزعة اعتقادهم.. وهذا الأمر لا يرضاه الله عز وجل، ولا يليق بأهل العلم الذين يحملون المسؤولية الشرعية والإنسانية.
جواب المالكي:
ولم يجب حسن بن فرحان المالكي بشيءٍ!!..

يتبع>>>

نسألكم الدعاء


توقيع خادم الزهراء

قال الرسول صلوات الله عليه وآله : ( إذا رأيتم أهل الريب والبدع من بعدي فأظهروا البراءة منهم وأكثروا من سبهم والقول فيهم والوقيعة ، وباهتوهم كيلا يطمعوا في الفساد في الإسلام ويحذرهم الناس ولا يتعلمون من بدعهم ، يكتب الله لكم بذلك الحسنات ويرفع لكم به الدرجات في الآخرة ) .

قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه : يا سلمان نزلونا عن الربوبية ، وادفعوا عنا حظوظ البشرية ، فانا عنها مبعدون ، وعما يجوز عليكم منزهون ، ثم قولوا فينا ما شئتم ، فان البحر لا ينزف ، وسر الغيب لا يعرف ، وكلمة الله لا توصف ، ومن قال هناك : لم ومم ، فقد كفر.
اللهم عرفني نفسك فإنك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف رسولك
اللهم عرفني رسولك فإنك إن لم تعرفني رسولك لم أعرف حجتك
اللهم عرفني حجتك فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني
قال إمامنا السجاد زين العابدين صلوات الله عليه:
إني لأكتم من علمي جواهره * كيلا يرى الحق ذو جهل فيفتتنا
وقد تقدم في هذا أبو حسن * إلى الحسين وأوصى قبله الحسنا
فرب جوهر علم لو أبوح به * لقيل لي : أنت ممن يعبد الوثنا
ولاستحل رجال مسلمون دمي * يرون أقبح ما يأتونه حسنا

للتواصل المباشر إضغط هنا لإضافتي على المسنجر




خادم الزهراء
الصورة الرمزية خادم الزهراء
.
رقم العضوية : 10
الإنتساب : Mar 2007
الدولة : رضا الزهراء صلوات الله عليها
المشاركات : 6,228
بمعدل : 1.00 يوميا
النقاط : 10
المستوى : خادم الزهراء تم تعطيل التقييم

خادم الزهراء غير متواجد حالياً عرض البوم صور خادم الزهراء



  مشاركة رقم : 35  
كاتب الموضوع : خادم الزهراء المنتدى : ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام
افتراضي
قديم بتاريخ : 24-Aug-2009 الساعة : 10:56 AM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


2 ـ الهروب التشكيكي الثاني.. والأعظم..
السؤال رقم (18):

سأل الأخ هارون الرشيد:
الأستاذ المالكي، أحييك لملازمتك العقلانية، والبعد عن التقليد (أفلا يتدبرون القرآن) إعمال العقل لا الحجر عليه.

س1: ماذا نفهم من حديث الموالاة لعلي؟

أنت أقدر مني على فهمه، أهو الخلافة لعلي، لأن هذا هو المعنى الظاهر، وإذا كان كذلك فهل يبقى مسلماً من لم يمتثل لأمره صلى الله عليه وسلم؟

س2: حديث العترة والتمسك بها ثم حديث السفينة والنجاة، حتى لو وجد من يضعف الأحاديث فهذا هو المالكي نفسه لا يسلم بكل ما في البخاري ومسلم، ـ أقول ألا تقرر هذه الأحاديث وجوب التمسك بالعترة، لأن ما كان مقبولاً منطقياً ولا يزال أن سنة المصطفى (ص) هي قرينة القرآن إلا إن كانت سنته (ص) سوف تصان حتماً لدى العترة.

ما هو المستفاد من هذه الأحاديث برأيكم هل أمور إيمانية أم تعبدية أم تعاملية لا تمثل ركيزة من ركائز الدين الحنيف، إذن الخمس إحدى ما نتعبد به الله في حقهم؟.

س3: أين ذهب علم العلماء من أهل البيت جعفر وزيد بل قبلهم الحسن والحسين،كنت قد اطلعت على تعليقات لكم تقول إن السلف هم من فرطوا في هذه التركة العظيمة، وأن تأثير بني أمية كان من ضمن العوامل، ما نجده عند الشيعة لا يمثل هذا العلم العظيم، أين العلماء الذين عاصروهم كأبي حنيفة وغيره، أهم أعلم منهم أم هل الصحابة كابن عمر وابن عباس أعلم من علي بن الحسين؟
أخيراً: تفتك برأسي أسئلة كثيرة أتنصحني أن أتابع هذه الرياضة الذهنية، أم أبقي على احترامي للتقليد الذي يمجد ويقدس التعليم بالتلقي تحت شعار (لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم) (لحوم العلماء مسمومة) ـ حتى لقد كادوا يخرجونك من عباءة الدين لأنك نقدت ابن تيمية أو الوهابية.

أرجو الإجابة بوضوح أبا مالك، وأكرر احترامي الشديد لشخصكم، متمنياً أن تتاح لي الفرصة للقائك..

أجاب المالكي:
الأخ هارون الرشيد..

1ـ حديث الموالاة (الغدير) سبق لي الكلام على ما أعرفه من اختلاف السنة والشيعة في دلالته، وسبق إن قلت أن استعراض أقوال المختلفين لا تكفي لا بد من بحث يقنع به الباحث نفسه (آمل قراءة إجابات سابقة تتعلق بالسؤال).

2ـ حديث العترة صحيح (كتاب الله وعترتي أهل بيتي) وأصله في صحيح مسلم بلفظ مقارب، وقد رواه أحمد والنسائي وابن ماجة والترمذي والحاكم والطبراني والبزار وغيرهم ولا يكاد يخلو منه مصدر سني إلا صحيح البخاري وليس عند أبي داود أيضاً.

لكن يبقى الخلاف في الدلالة، والخلاف ليس بين السنة والشيعة فقط بل بين الشيعة أنفسهم (الإمامية والزيدية) فهم مختلفون في دلالة حديث العترة (الذي هو جزء من حديث الغدير؛ لأن النبي (ص) يوم غدير خم خطبهم فأوصاهم بالثقلين (الكتاب والعترة) ثم رفع يد علي وذكر حديث الموالاة المعروف، فالفصل بين حديث الغدير وحديث الثقلين وحديث الموالاة غير سليم لأنها كلها كانت في مناسبة واحدة وهي يوم الغدير (وهذا في صحيح مسلم إلا الموالاة لم يروه مسلم).

لكن حديث العترة هل يدل على وجوب التمسك بأهل البيت وتقليدهم أم الوصية بهم؟

بعض الألفاظ (إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا أبداً كتاب الله) ثلاثاً ثم قال: (وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي..) فأهل السنة يرون أن الوصية بأهل البيت منفصلة عن الوصية بالكتاب، فالكتاب يجب التمسك به، وأهل البيت يجب حفظ حقوقهم ومحبتهم وموالاتهم.

وبعض الألفاظ (إني تركت فيكم ثقلين لن تضلوا ما تمسكتم بهما أبداً كتاب الله وعترتي أهل بيتي) فهذا اللفظ صريح في وجوب التمسك بأهل البيت وأنهم الثقل الثاني المفسر للكتاب.

لكن أيهما أصح اللفظ الأول الذي لا يحمل هذا التصريح أم اللفظ الثاني؟ محل بحث، فالحديث مروي بالمعنى في أحد اللفظين، ولو قلنا باللفظ الثاني الذي عليه الإمامية والزيدية فما معنى التمسك بالعترة؟ هل يعني أن إجماعهم حجة أم أن قول الواحد منهم حجة؟ على القول الأول بعض أهل السنة المتشيعة كالمقبلي.
والثاني عليه الإمامية في الاثني عشر وعليه الزيدية في الأربعة (علي وفاطمة والحسنان).

أما أهل السنة الذين هم على القول الأول في أن الوصية بالعترة يعني المحبة وحفظ الحقوق والتجاوز عن مسيئهم والإحسان إلى محسنهم فأهل البيت عندهم أوسع من الأربعة إذ يشملون عندهم أمهات المؤمنين وسائر بني هاشم الذين حرمت عليهم الصدقة مع اعترافهم أن الأربعة أخص أهل البيت.

وعلى هذا التفسير ـ إن كان صحيحاً ـ لا يصبح هناك معنى للتمسك بالعترة لاختلافهم.

بعض الزيدية يقول بالتمسك (مع الكتاب) بالصالحين من أهل البيت إلى يوم القيامة بدلالة لفظة الحديث (فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض).

لكن هنا نقع في إشكال آخر وهو (مقياس الصلاح) فمقياس الصلاح عند الزيدية غيره عند الإمامية غيره عند أهل السنة إذ نجد أن كل مذهب قد فصّل الصلاح حسب مقاسات المقولات المتأخرة التي امتازت بها كل فرقة.

فمن شروط الصلاح عند الزيدية القول بأصول المعتزلة ومن شروط الصلاح عند الإمامية القول بالعصمة والنص والإمامة...الخ ومن شروط الصلاح عند أهل السنة الثناء على كل الصحابة حتى على البغاة والإثبات الذي يوحي بالتشبيه وذم الفرق المخالفة.. الخ.

فإذا وجد الفرد الصالح من أهل البيت نظرت الفرق في آرائه وأفعاله فإن وجدته على قواعدها المتأخرة أطالت الثناء عليه والاحتجاج به، وإن وجدت فيه مخالفة لتلك القواعد قللت من شأنه أو ضعفت ما نسب إليه..

وإذا كان الشخص قوياً صعب أن توجه إليه التهمة كعلي والحسن والحسين وزين العابدين ادعته الفرق كلها، كل فرقة تزعم أنه على قواعدها، فأهل السنة يروون عن علي تفضيله الشيخين على نفسه والإمامية تروي عنه ذم الشيخين والزيدية تروي عنه تفضيل نفسه دون اتهام للشيخين ـ هذا على وجه الجملة ـ بل حتى الإباضية يرون أنه رجع عن قتال الخوارج وندم.

فيقف الشخص محتارا بين هذه التناقضات الطائفية فلا يعرف الموقف الصحيح لذلك الرجل من أهل البيت إلا بتقليد فرقة ومناهج الثبوت عندها، ومن هنا يجب على المسلم أن يبحث بهدوء وبعمق ليعرف الحقيقة.

يبدو أننا أطلنا في هذا الجواب وهذا على غير مرادنا لكن أريد أن أوصل مقدار الاستشكالات التي قد لا يعرفها بعض السنة والشيعة، فيظن الشيعة أن السنة يكابرون مع وجود حديث الغدير والمنزلة ويظن السنة أن الشيعة يكابرون مع تفضيل علي للشيخين على نفسه ثم إن اتفقوا على صحة حديث كحديث الغدير تبقى الاستشكالات في الدلالة داخل السنة وداخل الشيعة أيضاً.

وغالباً يحاول السلفية احتكار السنة وكأنه ليس في السنة من فضل علياً من الصحابة والتابعين كما يحاول الإمامية احتكار التشيع وكأن الزيدية الذين يقرون بفضل الصحابة ليسوا شيعة.

ثم تفرق الإمامية بين أصولية وإخبارية كل يريد احتكار الإمامية، وتفرق السنة إلى سلفية وأشاعرة كل يريد احتكار السنة.

ثم تفرق السلفية مثلاً إلى سلفيات كل منها تريد احتكار اسم السلفية وهكذا.. فالاشكالات تتواصل وكل متمسك بطرق من دليل يدندن حوله ويدور معه.

النية في الوصول إلى الحقيقة.

وكان الرد على المالكي بما يلي:
بسم الله الرحمن الرحيم
وله الحمد، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين..

تعليقاً على جوابكم على الأخ هارون الرشيد.. أقول..

إن في إجابتك هذه مواضع كثيرة جديرة بالنظر والنقاش..

ولكنني سأعرض عنها الآن لأشير، إلى أن هذه الإجابة من شأنها إيقاع السائلين والقراء في حيرة وضياع.. كما أنها قد تعطي انطباعاً عنك بأنك أنت أيضاً تعاني من هذا الضياع..

فمجرد طرح احتمالات وتساؤلات، وتفريعات هذا الطرف أو ذلك، ليخرج الجميع ـ في نهاية المطاف ـ غير خاسرين ولا رابحين، ليس أمراً مقبولاً، ولا هو يعفي الإنسان المسلم من مسؤولية حصحصة الحق.. وأن يصدع به..

وقد أوصيت في بعض أجوبتك بهذا الأمر، فلماذا لا تجهر هنا بما تعتقد أنه حق وصدق؟!

فإن كنت لا ترى مصلحة في ذلك، فقل لسائلك: إني لا أرى مصلحة في التصريح..

وأما طرح الاحتمالات والأقوال، والتفريعات الكثيرة، فذلك لا يجدي شيئاً.. وقد يكون سبباً في تشكيك الناس بعقائدهم ولا يجوز ذلك.. إلا في صورة تقديم ما هو صحيح وصريح..

وفي غير هذه الصورة، فاللازم بيان قواعدك، ومنطلقاتك الفكرية، القوية والحاسمة، لينظر فيها الآخرون، فإن ثبتت أمام النقد العلمي فإنهم يؤسسون عليها، ويحلون بها مشكلاتهم، وإن لم تكن قادرة على الصمود، فإنهم يصوبون ما يصح لهم بالدليل القاطع، وما يكون عذراً لهم عند الله.. وإلا، فإن خلخلة عقائد الناس، وتشكيكهم، وتضييعهم بالاحتمالات ليس بمرضي عند الله أبداً.

جواب المالكي:
لم يجب حسن بن فرحان المالكي بشيء!!

يتبع>>>

نسألكم الدعاء


توقيع خادم الزهراء

قال الرسول صلوات الله عليه وآله : ( إذا رأيتم أهل الريب والبدع من بعدي فأظهروا البراءة منهم وأكثروا من سبهم والقول فيهم والوقيعة ، وباهتوهم كيلا يطمعوا في الفساد في الإسلام ويحذرهم الناس ولا يتعلمون من بدعهم ، يكتب الله لكم بذلك الحسنات ويرفع لكم به الدرجات في الآخرة ) .

قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه : يا سلمان نزلونا عن الربوبية ، وادفعوا عنا حظوظ البشرية ، فانا عنها مبعدون ، وعما يجوز عليكم منزهون ، ثم قولوا فينا ما شئتم ، فان البحر لا ينزف ، وسر الغيب لا يعرف ، وكلمة الله لا توصف ، ومن قال هناك : لم ومم ، فقد كفر.
اللهم عرفني نفسك فإنك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف رسولك
اللهم عرفني رسولك فإنك إن لم تعرفني رسولك لم أعرف حجتك
اللهم عرفني حجتك فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني
قال إمامنا السجاد زين العابدين صلوات الله عليه:
إني لأكتم من علمي جواهره * كيلا يرى الحق ذو جهل فيفتتنا
وقد تقدم في هذا أبو حسن * إلى الحسين وأوصى قبله الحسنا
فرب جوهر علم لو أبوح به * لقيل لي : أنت ممن يعبد الوثنا
ولاستحل رجال مسلمون دمي * يرون أقبح ما يأتونه حسنا

للتواصل المباشر إضغط هنا لإضافتي على المسنجر




خادم الزهراء
الصورة الرمزية خادم الزهراء
.
رقم العضوية : 10
الإنتساب : Mar 2007
الدولة : رضا الزهراء صلوات الله عليها
المشاركات : 6,228
بمعدل : 1.00 يوميا
النقاط : 10
المستوى : خادم الزهراء تم تعطيل التقييم

خادم الزهراء غير متواجد حالياً عرض البوم صور خادم الزهراء



  مشاركة رقم : 36  
كاتب الموضوع : خادم الزهراء المنتدى : ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام
افتراضي
قديم بتاريخ : 24-Aug-2009 الساعة : 11:05 AM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


الفصل الثامن: نهاية المطاف..

1 ـ هروب.. وطعون.. وشتائم..

وبعد سكوت طويل.. يعلن (حسن بن فرحان المالكي).. انسحابه من الحوار.. ويعترف بعدم إجابته على الأسئلة والأدلة.. ثم يطلب منهم أن يعذروه.. ثم يبدأ بالطعن والاتهام..

ورسالة المالكي هي التالية:
الأخوة الكرام..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد..

فأشكر لشبكة الميزان الثقافية هذا اللقاء مع الإخوة الكرام من شيعة وسنة وسائر المسلمين.

وأحب أن أذكر للأخوة المتابعين أن الاتفاق بيني وبين الأستاذ علي آل سليس (الذي كان له الفضل في دعوتي لهذا اللقاء) كان الاتفاق بيننا على أن يكون اللقاء في شهر محرم وصفر فقط، فاستمر اللقاء إلى منتصف شهر ربيع الأول ثم إلى نهاية الشهر، لذا آمل أن يعذرني الأخوة الكرام في انقطاعي عن التواصل معهم فيما طرحوه من استشكالات آملا أن يكون لنا لقاء آخر.

الإخوة الكرام:
نصيحتي لنفسي أولاً ولكل مسلم ثانياً أن نحاول ما أمكن أن نتجاوز ضيق المذهبيات إلى سعة الإسلام.

الضيق المذهبي هو الأصل عند الشيعة والسنة، المعتدلون هم القلة من الطرفين.

وكثير من الشيعة يحتجون على قلتهم قياسا بالسنة بأن الله ذم الكثرة، وهذه حجتي في أن المعتدل من الطرفين قلة، مع الفارق بين غلو الشيعة وغلو السنة ـ فأنا للأمانة مع نفسي وحسب اجتهادي أرى غلو الشيعة أبلغ بكثير آملا ألا تغضب هذه المصارحة أخواننا الشيعة.

أنا أؤمن بالتعايش بين الطائفتين وسائر طوائف المسلمين وأن يكون للسني داخل الوسط الشيعي وللشيعي داخل الوسط السني كامل الحقوق، فلن يكون الشيعي عند السني ولا السني عند الشيعي بمرتبة المنافق الذي كان يتمتع في عهد النبي (ص) بسائر الحقوق التي ينالها المسلم الصادق.

كان للمنافقين حقوق في الحكم بالإسلام وحق النكاح والتوارث والدفن في مقابر المسلمين ورد الاسلام والاعانة.. الخ.

نحن بحاجة إلى تأكيد هذا الخط العام، أما أن نطمع في اعتدال أكثرية الطائفتين فهذا ضرب من الآمال المبالغ فيها.

من عادتي في اللقاءات السنية (في المواقع السنية) أن أنقد الغلو السني ومن حق السنة أنني عندما أتحدث مع الشيعة أن أنقد الغلو الشيعي، أما أن نجامل السنة في مواقعهم والشيعة في مواقعهم فهذا نوع من النفاق الاجتماعي يجب أن ينتهي في وجهة نظري.

لذا ليسمح لي الأخوة الشيعة بعتابهم والعتاب يقع على المعتدلين منهم والغلاة على حد سواء.

أما الغلاة فيكفي أن نذكرهم بأهمية قراءة القرآن الكريم وتدبر معانيه ومراقبة النفس وتجنب حضور الخصومات المذهبية عند قراءة القرآن الكريم ـ وهذا موجه لمن يؤمن من الغلاة بأن القرآن الكريم غير محرف وهم كثرة إن شاء الله ـ فلو قرأ الفرد منهم القرآن الكريم واتبع ما تطمئن إليه نفسه بعيدا عن التأويلات التي يرفضها العقل وقواطع النصوص لرأوا أن أكثر ما هم عليه من الغلو كان نتيجة ظروف تاريخية أدت بالطرف المضطهد (بفتح الطاء) إلى قبول الخرافات والمكذوبات، والظروف التاريخية ليست عذراً مقبولا في كل زمان ومكان، لأن المسلم مطالب بالسيطرة على مشاعره وفق ما يريد الله من المسلم الصابر، وكون النواصب وبعض السنة قد جفوا أهل البيت أو هضموا حقوقهم لا يبرر هذا أن نغلو فيهم ونعتقد فيهم ما لا يقبله شرع ولا عقل وأظن الأخوة من هذا الصنف من الشيعة قد قرأوا الأهوال مما سطره الغلاة المتقدمون والمتأخرون في الأئمة حتى أنه يخيل للقارئ أن الدنيا والآخرة والكون لم يخلقه الله إلا للأئمة بل هذا مصرح به في بعض روايات الغلاة.

فإذا قرأ الفرد من الغلاة القرآن الكريم بتجرد فسيرى كثيرا من الحقائق وكأنها تعرض عليه لأول مرة، أما إن قرأ وفي ذهنه تلك الموانع التي تحذر الشخص العادي من تدبر القرآن الكريم فلن ينتفع بالقرآن.

أما الأخوة المعتدلون من الشيعة ـ علما بأن بعض الأخوة السنة يرون أن الشيعة الإمامية كلهم غلاة وليس فيهم معتدل قط، وكذا رأي كثير من الشيعة في السنة يرون السنة غلاة كلهم.

أعود وأقول: الاعتدال مراتب والغلو مراتب، فما يكون اعتدالا عند بعض الإمامية قد يكون غلوا عند السنة، وكذا الحال في السنة.

فلا بد أن نعترف بأن هناك غلوا وغلوا، اعتدالا واعتدالا، فمراتب الغلو والاعتدال يدركها المتأمل، وأظن الشيعة يعرفون أن غلاتهم مراتب وكذا السنة.

على أية حال: أقول للأخوة المعتدلين من الشيعة اعتدالكم مشكور لكن نريد إنتاجاً، لا تكفي الاعترافات الخفية في المجالس واللقاءات الخاصة لا بد من إنتاج يبرهن به المعتدل على أن هذا ما يدين الله به.

لأننا إن تحدثنا مع أخوة من السنة وقلنا لهم (الشيعة ليسوا سواء) ففيهم فلان قال كذا وفلان قال كذا.. يجابهوننا بأن هذه منهم (تقية) ولو كانوا صادقين لأخرجوا النقد في إنتاج مثلما فعل بعض السنة من اخراج نقدهم للغلو السني في كتب أو مقالات أو أشرطة... الخ يحرجني بعض الأخوة السنة عندما يقول: (أذكر لنا أسماء المعتدلين من الشيعة)؟ فلا أذكر لهم إلا بعض ما علمته من بعضهم شفويا ولا أذكر إنتاجا شيعياً ينقد الغلو الشيعي إلا علمين أولاهما للأستاذ أحمد الكاتب والثاني للشيخ موسى الموسوي وهناك انتاجات أخرى مشكوك فيها..

صحيح أننا نعلم أن هناك معتدلين داخل الامامية كالسيد حسين فضل الله والشيخ محمد الخالصي لكن لا نعرف لهم انتاجا مطبوعا في هذا الجانب، ثم هم ومن قبلهم لقوا من الشيعة كل تضليل وذم مع قلة المدافع..

إذن فالدعوة مفتوحة لمعتدلي الامامية كما هي لمعتدلي السنة ألا يتركوا للغلاة التحدث باسم المذهب.

أعرف أن كل معتدل وربما كل مغال له من الاعتذارات ما يطول سردها فضلا عن مناقشتها لكن هذا لا يسوغ لنا ترك هذا الغلو متوسدا تراث الفريقين بلا نقد ولا بيان فالساكت عن الحق شيطان أخرس.

الأمر الآخر: الذي أريد معاتبة الامامية فيه هو (التواطؤ) على بعض الأمور الظاهرة البطلان.

وعلى سبيل المثال فبعض الأخوة قد أشار إلى اللقاء الذي كان معي في منتدى هجر.

تفاجأت أن كل المشاركات بلا استثناء لم تعتبر القول بأن (عليا هو الخالق الرازق) من الغلو!!

آلاف المشاركات لا تعترف بمثل هذا الأمر الظاهر الذي لا يمتري فيه عاقل.

فإذا كنتم بهذا (التواطؤ) فكيف ترجون من أهل السنة إنصافا؟!.

كلهم بلا استثناء حاول صرف عشرات الأمثلة (الظاهرة الدلالة على الغلو) بدعاوى التأويل أو أنها من الخطأ المجرد.. الخ.

بينما ندخل في المواقع السلفية وننقد غلوهم بأقل من هذا المثال بكثير ولا نجد فيهم هذا (التواطؤ) بل نجد من يوافق ومن يخالف ومن يتوقف.. الخ..

عدم الاعتراف بمثل هذا الغلو يعد غلوا، لكن المغالي كالمسحور لا يشعر أنه مسحور وإلا كيف يتم التهرب من الاعتراف بأن في كتب الامامية غلوا؟

فلذلك اعذروني إن قلت أن السنة أكثر اعتدالا في الجملة من الشيعة الامامية نحن بينهم ونقدنا غلو الحنابلة والوهابية وحاضرنا في ذلك وطبعنا الكتب ولم نجد منهم كل هذا التواطؤ، صحيح يجد الانسان بعض المضايقات والايذاءات الكلامية ونحوها.

لكن الشيعي الذي ينقد الغلو الشيعي داخل المجتمع الشيعي يجد التصفية الجسدية ربما بمباركة من بعض الكبار، هذه مسألة خطيرة يجب على معتدلي الشيعة أن يكون لهم موقف.

أنا أعرف أن البعض يدندن حول (تعريف الغلو) وأنني لم أستطع (تعريف الغلو) ولا تعريف الكذب.. الخ!!
ويقصد هؤلاء الأخوة أنني لا أرى الغلو كما يرون ولا أرى تسويغ الكذب كما يسوغون.

وإلا فليس وراء القول بأن (عليا هو الرب الخالق) و (أن الدنيا والآخرة هي للأئمة) و (لهم الجنة والنار) و (أنهم مخلوقون قبل آدم) و (أنهم يعلمون الغيب) و (أنهم ينزل عليهم الوحي) و (أنهم أفضل من الانبياء والمرسلين).. الخ..

ليس بعد هذا (الغلو) تعريف!!.

فهذه من بدهيات الغلو التي تعلم بالاضطرار ولا تحتاج إلى برهنة.

وهل يصح في الأذهان شيء..

إذا احتاج النهار إلى دليل..

عودوا لحواري مع الأخوة الشيعة في (هجر) وستجدون هذه الأمثلة وغيرها موثقا وهذا ليس غريبا إنما الغريب هو التهرب من وصفها بالغلو أو الكذب..

والأغرب من هذا أن الأخوة الشيعة يعدون من الغلو ما هو أدنى من هذا بكثير..

وهم يتشددون في حصر الغلو في اعتقاد الالوهية للبشر أو أن لله ابنا لكنهم إن كتبوا عن السنة أو الزيدية أو الصوفية يصفونهم بالغلو في أمور يسيرة..

فمثلاً نجد الشيخ جعفر سبحاني وهو عالم شيعي معروف يقول في كتابه (الزيدية في موكب التاريخ ص114 ـ 115) وهو يصف غلو الزيدية في الإمام زيد (الغلو هو الخروج عن الحد)..

وقال الإمام علي وهو يصف الغلو وخلافه (الثناء بأكثر من الاستحقاق ملق والتقصير عن الاستحقاق عي وحسد).

ثم يقول الشيخ جعفر (المغالاة في أي موضوع من الموضوعات تلازم الكذب أولاً والإغراء بالجهل ثانيا وبخس الحق ثالثا.. الخ)!!

وهذا ما ينكره عليَّ الشيعة!!

ثم عد من (غلو الزيدية) أنهم يرفعون زيد بن علي فوق جعفر الصادق والقول بأن زيدا كان أقرؤهم لكتاب الله وأفقههم في دين الله.. الخ..

فبالله عليكم كيف ترون أن القول بأن (زيد بن علي أعلم من جعفر الصادق) غلوا ولا تعدون القول بأن عليا هو الخالق الرازق غلواً؟!.

والكلام الذي ذكره الشيخ السبحاني هو الكلام نفسه الذي أوردته في منتدى هجر وزعم الاخوة يومها أنني خلطت بين (الغلو والكذب)!!.

وها هو الشيخ جعفر السبحاني يقول (الغلو يلازم الكذب) لكن السبب الذي يجعل الشيعة يقرون الشيخ السبحاني على قوله وينكرون القول نفسه عليَّ أنني سني والسبحاني شيعي هذا هو السبب الحقيقي فقط، وهذا مما يجب أن ننكره على غلاتنا من سنة وشيعة نريد أن نربيهم على الاعتراف بالحق وعلى تقبل الحق ممن أتى به.

أما أن نتقبل القول من الشيعي ونرفض القول نفسه من السني فهذا من التعصب المقيت الذي أوصل الأمة لهذا التفرق والتمزق.

والغريب أننا بعد هذا التعصب للمذهب ورجاله لا نعترف بالتعصب ولا الغلو ونرمي به الآخرين ثم نتساءل عن أسباب (تنازع المسلمين وننادي (بوحدتهم))؟.

كيف يا ترى الوحدة إن لم يكن هناك (ثقة متبادلة) و (اعترافات متبادلة) وخروج عن الضيق المذهبي؟.

هل يريد الغلاة من الشيعة أن يتوحد المسلمون على الغلو الشيعي؟.

أو هل يريد الغلاة من السنة أن يتوحد المسلمون على الغلو السلفي؟.

كلا سنبقى في الاتهامات المتبادلة والتكفير والتبديع ما دام الغلاة لهم الصدارة ومادام المعتدلون ساكتين ينتظرون لمن تكون الدائرة؟.

فهذه نصيحتي أقولها صادقا مع نفسي ومعكم.

فقبول بإحسان أو مفارقة بإحسان، أما أن ينتظر غلاة الفريقين أن أعير عقلي وضميري لهذا الفريق أو ذاك فهذا بعيد، لأن إرضاء الله أولى من إرضاء البشر والعقل مناط التكليف فمن تركه لفريق حرمه الله من هذه النعمة وحاسبه على اهماله ثم لن ينفعه يوم القيامة أن يقول: (إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا).

أخواني الكرام:
إنها فرصة تواصلت فيها معكم وأنا أعرف أن البعض منكم قد عتب لكونه قد تعود أن السني الذي يخرج قليلا من النقد فعنده كثير من التشيع المغالي بينما أنا أخبركم عن نفسي أن رأيي أخرجه كله سواء عن السنة أو الشيعة ولا أضمر إلا ما أظهره اللهم إلا أشياء تحت البحث لا أريد التعجل في تبني موقف فيها، لذا سيجد الأخوة الشيعة أنني في منتدياتهم أكثر نقدا للغلو الشيعي، وكذا سيجد السنة عكس ذلك في منتدياتهم، فهذا منهجي فإن كنت مصيبا فيه فالحمد لله، وإن أخطأت فلا أبرئ نفسي، وأذكر نفسي والجميع بتقوى الله في السر والعلن ومراقبته وترك مراقبة البشر، أو على الأقل جعل مراقبة الله أكثر حضورا في قلوبنا من مراقبة البشر حتى نستطيع الانعتاق من هذا الواقع العلمي المزري الذي خاض فيه الفريقان إلى الركب ولم يحلق منهم إلا القليل.

أسأل الله لي ولجميع المسلمين التسديد في القول والعمل..
حسن بن فرحان المالكي

يتبع>>>

نسألكم الدعاء


توقيع خادم الزهراء

قال الرسول صلوات الله عليه وآله : ( إذا رأيتم أهل الريب والبدع من بعدي فأظهروا البراءة منهم وأكثروا من سبهم والقول فيهم والوقيعة ، وباهتوهم كيلا يطمعوا في الفساد في الإسلام ويحذرهم الناس ولا يتعلمون من بدعهم ، يكتب الله لكم بذلك الحسنات ويرفع لكم به الدرجات في الآخرة ) .

قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه : يا سلمان نزلونا عن الربوبية ، وادفعوا عنا حظوظ البشرية ، فانا عنها مبعدون ، وعما يجوز عليكم منزهون ، ثم قولوا فينا ما شئتم ، فان البحر لا ينزف ، وسر الغيب لا يعرف ، وكلمة الله لا توصف ، ومن قال هناك : لم ومم ، فقد كفر.
اللهم عرفني نفسك فإنك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف رسولك
اللهم عرفني رسولك فإنك إن لم تعرفني رسولك لم أعرف حجتك
اللهم عرفني حجتك فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني
قال إمامنا السجاد زين العابدين صلوات الله عليه:
إني لأكتم من علمي جواهره * كيلا يرى الحق ذو جهل فيفتتنا
وقد تقدم في هذا أبو حسن * إلى الحسين وأوصى قبله الحسنا
فرب جوهر علم لو أبوح به * لقيل لي : أنت ممن يعبد الوثنا
ولاستحل رجال مسلمون دمي * يرون أقبح ما يأتونه حسنا

للتواصل المباشر إضغط هنا لإضافتي على المسنجر




خادم الزهراء
الصورة الرمزية خادم الزهراء
.
رقم العضوية : 10
الإنتساب : Mar 2007
الدولة : رضا الزهراء صلوات الله عليها
المشاركات : 6,228
بمعدل : 1.00 يوميا
النقاط : 10
المستوى : خادم الزهراء تم تعطيل التقييم

خادم الزهراء غير متواجد حالياً عرض البوم صور خادم الزهراء



  مشاركة رقم : 37  
كاتب الموضوع : خادم الزهراء المنتدى : ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام
افتراضي
قديم بتاريخ : 24-Aug-2009 الساعة : 11:15 AM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


2 ـ سـلامـاً.. سـلامـاً..

وحيث إن من واجبنا هو أن نضع النقاط على الحروف، لحسن بن فرحان المالكي وذلك لكي لا ينخدع بعض الناس بكلامه.

فقد سجلنا أجوبتنا الصارمة على مزاعمه في هذه الرسالة الأخيرة التي بعثنا بها إليه تماماً.. كما كان حالنا معه في سائر ما تصدينا للرد عليه فيه..

والذي يراجع طريقتنا معه يجد أننا لم نخرج عن طريقة الرد العلمي والموضوعي.. حتى حينما كنا نستعرض اتهاماته، وكلماته الجارحة..

وها نحن نودعه، بنفس روح الصفح، والنبل والإباء التي هيمنت على كل تعاملنا معه من البداية إلى النهاية غير عابئين بما واجهنا به من عدوانية وقسوة، لأن سبيل الصفح والإعراض عن الجاهلين هو سبيل المؤمنين..

ولتكن الكلمات التي نودعه بها هي:
سـلامـاً.. سـلامـاً..

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين..
ورسالة الوداع التي أرسلناها إليه هي التالية:
بسم الله الرحمن الرحيم
وله الحمد والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين..

الأخوة الكرام في (شبكة الميزان الثقافية) حفظكم الله تعالى..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

وبعد..
فقد استضفتم في شبكتكم المباركة شخصاً باسم (حسن بن فرحان المالكي) وذلك بهدف إجراء حوار علمي وثقافي بينه وبين الآخرين.

ومن المفروض أن للحوار آداباً، ويفرض التزامات. ومن أبسط هذه الالتزامات هو أدب الكلمة، واحترام المحاورين بعضهم بعضاً، وعدم التفريط بحقوقهم الأدبية..

وقد أظهر ضيفكم إصراراً بالغاً على إهانة محاوريه، والتعاطي معهم بفوقية ظاهرة، ومواجهتهم بالكلمة الجارحة، بلا مبرر ظاهر سوى الادعاء، وإطلاق التعميمات من دون أي مستند أو دليل، حتى ولو على مستوى الشكل والصورة..

وبعد أن صبر محاوروه على تعدياته الظاهرة حتى على المقدسات، حيث سجل موقفاً غريباً تجاه من يكفر فاطمة الزهراء()، ومن يقول إنها ماتت ميتة جاهلية.. بالإضافة إلى اتهامه الشيعة الإمامية بأنهم غلاة تارة وبأنهم أكذب الفرق أخرى.. إلى غير ذلك من أمور ظهرت في أجوبته المختلفة..

وبعد أن ظهر عجزه عن تسجيل أية إجابة علمية وموضوعية على الأسئلة والأدلة، حيث إن آخر إجابة له كانت قبل خمسة وعشرين يوماً من إعلانه انسحابه من الحوار..

نعم بعد ذلك كله يعلن انسحابه من الحوار بطريقة فيها الكثير من الجرأة على كرامات الآخرين، والكثير من الاستخفاف بهم..

حيث إنه رغم سكوته ما يقارب الشهر عن تسجيل أية إجابة لهم، لا يعلن خضوعه للحق، ولا يعترف لهم به.. بل هو يوجه لهم أقسى الكلمات، وأشدها أذى ويبالغ في الاتهام لهم..

ولأجل ذلك، فنحن نحتفظ بحقنا بالرد عليه، لأننا نحن المعنيين بكلماته الجارحة تلك، ونرى أن شبكة الميزان الثقافية المباركة ملزمة بنشر جوابنا هذا على هذا الرجل إلى جنب رسالته التي أعلن فيها انسحابه من الحوار، وضمنها ذلك السيل الهائل من الادعاءات، بهدف خداع السذج والبسطاء..
حفظكم الله وسدد في سبيله خطاكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الجواب على رسالة المالكي:
وجوابنا على هذا الرجل هو كما يلي:
1 ـ لقد قال في رسالته الهروبية:
(الضيق المذهبي هو الأصل عند الشيعة والسنة، والمعتدلون هم القلة من الطرفين).

ونقول له: لماذا تعتبر التزام الشيعة والسنة بمذاهبهم ضيقاً مذهبياً ولا تعتبره قناعة إيمانية.. فرضها عليهم حبهم الفوز برضا الله سبحانه، والنجاة من سخطه وعقابه؟!.. أم يعقل أن مليارات من البشر، ولدوا، وعاشوا، ومات الكثيرون منهم، كلهم ينطلقون في مواقفهم من ضيق المذهبية؟!

أو يعقل أن يكونوا جميعاً غافلين عن هذه الحقيقة، حتى جاء حسن بن فرحان ليكتشفها لهم، ويتحفهم بها..

2 ـ وتحدث هذا الرجل عن الاعتدال والغلو والضيق المذهبي، ونقول:
أولاً: من أين عرف حسن بن فرحان المعيار للاعتدال، والتطرف وكيف حدده؟!.. وما هي حقيقة هذا المعيار الذي يكشف له الضيق المذهبي..

ثانياً: إن الحق واحد بلا شك، يصيبه من يصيبه، ويخطئه من يخطئه، ولا شك أن الجميع يجب أن يسعى لأن يصيب الحق ويصل إليه. ولكن لا يمكن أن نرمي هذه الأمة الكبيرة التي تعد بالمليارات أنهم جميعاً قد انقادوا وينقادون إلى عصبياتهم، ويتركون الحق الصراح..

نعم يمكن أن يضلوا عن الحق بسبب شبهة تعرض لهم، والشبهة سميت شبهة لأنها تشبه الحق..
إن من يرمي الناس بالتعصب المذهبي إنما يقول لهم: إنهم لا ينطلقون في مواقفهم من دين والتزام، بل من عصبياتهم الجاهلية..

فهو يتهم الجميع بأنهم يرون الحق ويصدون عنه لأجل عصبياتهم، هل هذا إلا التكفير ولكن بصورة مبطنة؟! وقد يحلو له أن يعتبره تكفيراً تجديدياً وحضارياً؟!.

3 ـ ما معنى الاعتدال الذي يتحدث عنه هذا الرجل هل يريد به الأخذ من هؤلاء ومن هؤلاء والوقوف في منتصف الطريق.. وكيف يستطيع أن يحدد لنا ما يأخذه الإنسان المعتدل من كل فريق، ويميزه عما لا يأخذه..

ثم هل الاعتدال عنده هو الوقوف في حد وسط بين التسنن والتشيع؟ أم هو وسطية بين الوهابية وبين غيرها من المذاهب؟!..

ولماذا لا تكون الوسطية هي بين الحنابلة، والأحباش؟ أو بين الشوافع والأحناف. أو المالكية، أو بين الزيدية والإسماعيلية.. وما إلى ذلك.

ويبقى السؤال ما هي معايير الاعتدال الذي يدعو إليه من يرفع هذا الشعار؟!..

4 ـ وحول غلو الشيعة الذي يجتهد فيه المدعو حسن بن فرحان، على حد تعبيره.. نقول:
أولاً: كيف يستطيع أن يثبت لنا أنه مجتهد؟!

ثانياً: هل قد حصحص جميع حقائق الدين. وحددها ثم قاس عليها ما عند الشيعة، فوجدهم قد تجاوزوا تلك الحقائق، ثم قاس عليها ما عند السنة فوجد أنهم أيضاً قد تجاوزوا تلك الحقائق، وبالغوا فيها وارتفعوا عنها؟!!

ثم قام بعد ذلك بإحصائية ومقارنة بين تجاوزات وارتفاعات هؤلاء وأولئك، فزاد ما عند هؤلاء على ما عند أولئك؟! ومتى فعل ذلك؟ وكيف؟..

ثالثاً: إننا نطلب من حسن بن فرحان أن يظهر لنا هذا الدين الجديد الذي اكتشفه وعرفه، وأن يعرفنا المعايير التي عرف بها الحق وميزه عن غيره.. لكي ننظر فيها، علنا نهتدي إلى ما اهتدى إليه ونسير على النهج الذي يسير عليه..

إن الواجب الشرعي والإنساني يفرض عليه أن يكشف للناس كلهم عن جميع ذلك.. ولا يكفي مجرد الادعاء والظهور بمظهر التقي الناصح. وإلا، فإن أئمة الضلال أيضاً، ودعاة الأديان الأخرى غير الإسلامية يتظاهرون بالتقوى والصلاح، ويرفعون شعار الاعتدال، ويدّعون أنهم منسجمون مع أحكام العقل والفطرة، وأن غيرهم منحرف ومتعصب، ويعاني من ضيق المذهبية والجهل، وما إلى ذلك..

رابعاً: إن العاجزين عن تقديم الدليل العلمي على دعاواهم هم الذين يلجأون أكثر من غيرهم إلى رفع مثل هذه الشعارات، التي هي محض ادعاء كاذب، وانتفاخات طاووسية، لا تلبث أن تتلاشى أمام البرهان والحجة..

وهذا بالذات هو ما حصل بالفعل مع حسن بن فرحان المالكي الذي ظهر في بداية الأمر، وكأنه طاووس معجب بنفسه، يوزع الأوسمة والاتهامات في كل اتجاه، وقد أجاب من يوم 21/1/1423 للهجرة حتى يوم 22/2/1423 للهجرة، أي خلال شهر على سبعة وأربعين سؤالاً ومداخلة..
ثم سكت أسبوعين، ثم أجاب بتاريخ 8/4/1423 للهجرة على أربعة فقط..

فلماذا كان هذا السكوت الطويل، حتى جاء هذا الجواب القليل.. يا ترى؟!

ثم إنه عاد فسكت حوالي شهر، ولم يجب أحداً بشيء، ثم بعث بهذه الرسالة المؤذية، لأنه واجه الردود العلمية الحاسمة، والأسئلة القوية والمحرجة، وهي تعد بالعشرات ـ فاضطر إلى أن يستقيل من الحوار وإعلان انسحابه الذليل، ولكنه نفث بعض ما يعتلج في صدره في هذه الرسالة التي هي مجرد ادعاءات ومحض اتهامات وإهانات ومساس بكرامات طائفة كريمة من المسلمين.

5 ـ وأما ما ذكره من أن كثيراً من الشيعة يحتجون على قلتهم بأن الله قد ذم الكثرة، ومدح القلة.
فإننا نقول في جوابه: إن الاحتجاج المذكور إن صح أنه صدر عن أحد الشيعة على سبيل الاستدلال إنما يأتي.. رداً على زعم أهل السنة أن الحق مع الكثرة، ويراد بذلك إثبات كون الحق مع السنة.
فيأتي الرد المنطقي الذي يقول: إن الميزان هو الحق الثابت بالدليل. حتى لو لم يلتزم به إلا أفراد قليلون.. وأن الكثرة ليست ميزاناً للحق والباطل..

وهذا استدلال صحيح.. ولا غبار عليه، وقد جاء رداً على من استدل بالكثرة لإبطال الحق.. وإلا، فليس ذلك من أدلة الشيعة على حقانية مسلكهم في التمسك بأهل البيت ()، إذ من الواضح: أن هناك من الفرق والأديان من هو أقل عدداً من الشيعة، فهل يكون الحق معها أيضاً؟!..

فما لكم كيف تحكمون؟!..

ونحن نربأ بأي إنسان يحترم نفسه أن ينسب إلى الشيعة، أو إلى كثير منهم أو إلى غيرهم ما لم يقولوه أو أن يحرف الكلم عن مواضعه..

6 ـ وأما الحديث عن الحقوق التي يتمتع بها السني داخل الوسط الشيعي.. والشيعي داخل الوسط السني. فنقول فيه:

إن الشيعة هم الذين كانوا وما زالوا يدعون إلى نفس هذه المقولة، حيث يؤكدون على أن السني مسلم له حقوقه الكاملة. وتترتب عليه أحكام الإسلام.. ولكنهم لا يقولون: إنه محق في كل معتقداته، وقضاياه الدينية، بل هم يخطئونه في كثير مما يلتزم به..

وهذه التخطئة لا تعني الحكم عليه بالنفاق..

كما أن أكثر السنة يعتقدون في الشيعي نفس هذا الاعتقاد: أي أنه مسلم، وله ما للمسلمين وعليه ما عليهم، ولكنهم يخطئونه في بعض ما يذهب إليه.. وذلك لا يعني: أنهم يحكمون عليه بالنفاق..

وإنما يُحْكَم على شخص مّا بأنه منافق، إذا عُلِم أنه عارف بالحق ويتظاهر بالإصرار على خلافه مدعياً أن ذلك الخلاف هو ما توصل إليه في بحثه العلمي وأنكر ذلك الحق الذي ظهر له بالأدلة القاطعة، والحجج الدامغة، ولكنه أصرّ على رفضها، وعدم الالتزام بها، وجحودها..

7 ـ وأما قوله: أما أن نطمع في اعتدال أكثرية الطائفتين فهذا ضرب من الآمال المبالغ فيها..

فإننا نقول فيه:
أولاً: إذا كان هذا هو اعتقاد هذا الرجل فلماذا يتعب نفسه إذن؟!..

ثانياً: لماذا يبث اليأس في النفوس بهذه الطريقة، ولم لا يقول: إنه إذا استطاع كبار علماء الأمة أن يتلاقوا بنفوس راضية، وقلوب واعية، وعقول منفتحة، وبحثوا الأمور بصورة علمية صحيحة، وظهرت الحقائق لهم. فإنه سيكون لهم أعظم الأثر في بث هذه الحقائق بين الناس، وإقناعهم بقبولها.. فإن الناس ينقادون إلى علمائهم، وأهل الدين والأمانة فيهم.

8 ـ وتحدث عن نفسه بأنه ينتقد الغلو الشيعي والسني، وأنه لا يرضى بالمجاملة، لأنها نوع من النفاق..

ونقول:
حبذا لو نقد الغلو بطريقة علمية وموضوعية. ولكن الذي رأيناه منه في هذا اللقاء هو توزيع التهم والشتائم يميناً وشمالاً، دون أن يتجرأ على مناقشة مفردة واحدة.. وحين واجه النقاش العلمي والموضوعي، وقدمت له الحجج الظاهرة، والبراهين القاطعة، سكت شهراً، ثم أرسل هذه الرسالة لتكون هي الجواب على أكثر من عشرين مناقشة علمية في موضوعات إسلامية متنوعة حافلة بالأدلة والبراهين الكثيرة، وهي رسالة كما يراها القارئ الكريم تنضح بالكلمات المسمومة والحاقدة، التي تريد أن تلقي في روع قارئها: أن في الشيعة غلواً فاحشاً، وتعصباً مقيتاً، دون أن تقدم أي دليل، ودون أن تجيب على أي سؤال..

إذا كان هو الذي تحدث عن النفاق، فإن من حقنا أن نقول:
وأي نفاق أعظم من التظاهر بغير الحق، وإظهار الإنسان نفسه بصورة الواعظ والملتزم بالنهج العلمي في مناقشة القضايا،، لكي يتهرب بنفس هذا الكلام من تقديم أية حجة، أو إيراد أي برهان. بل هو يواجه الأدلة والحجج بالسكوت شهراً، ثم يجيب عنها بهذا السيل العارم من الاتهامات الباطلة، والكلمات الجارحة، والشتائم القبيحة..

9 ـ ويقول حسن بن فرحان: إنه يذّكر الغلاة من الشيعة بقراءة القرآن، وتدبر معانيه، ومراقبة النفس إلخ..

ونقول له:
أولاً: ماذا تقصد بالغلاة من الشيعة؟!


هل تقصد فرقة العلويين؟ أم تقصد طائفة من الشيعة الإمامية. أو الزيدية، أو الإسماعيلية، أو.. إلخ..
فإذا كنت تقصد فرقة العلويين، فلماذا تلقي الكلام بصفة التعميم، فتجعل الشيعة عنواناً عاماً، ثم تلقي الكلام بهذا النحو من الغموض والإبهام؟!..

وإن كنت تقصد طائفة بعينها كالإمامية أو الإسماعيلية أو.. أو.. إلخ.. فالمطلوب هو التحديد أيضاً..
وإن كنت تقصد فريقاً بعينه من طائفة الإمامية مثلاً.. فلا بد من ذكر ميزات هذا الفريق وأوصافه، وبماذا أصبح الغالي فيه غالياً. وبماذا أصبح المعتدل معتدلاً..

ثانياً: ماذا تقصد بالغلاة؟!.. وما هي حدود الغلو؟! وكيف نميز بينه وبين الاعتدال؟! فإن كان الحق هو الاعتدال، فلا بد من الأخذ به، حتى ولو غضب البشر كلهم، وإن كان الاعتدال هو الحلول الوسط، بمعنى أن يؤخذ من هذا ضغث ومن ذاك ضغث، فإن هذا يجر إلى التزام الباطل. وهو ما لا يرضى به الله ولا يرضاه أهل الشرف والكرامة من الناس..

ثالثاً: لقد نصحت الغلاة ـ بزعمك ـ بنصائح، حبذا لو أخذت بها أنت، فإنك لو التزمت جانب التقوى، وأخذت بتوجيهات القرآن، لمنعك ذلك من إلقاء الكلام على عواهنه، ولألزمك ذلك بالإجابة على أسئلة واستدلالات محاوريك، ولم تلجأ إلى كتابة هذه الرسالة الهروبية، المليئة بقواذع القول، وبالتعريضات المؤذية، وبالاتهامات التي لم تأت عليها ببرهان، فأدلتك هي نفس دعاويك وهو مصادرة على المطلوب.

رابعاً: لقد عرضت للشيعة بأن فيهم من يقول بتحريف القرآن، وقد أثبتنا لك في أجوبتنا على الدعاوى التي أطلقتها في الحوار على شبكة الميزان، أن غير الشيعة هم القائلون بالتحريف والمصرون عليه.

وهذا هو أحد الموارد التي عجزت عن معالجتها فالتجأت إلى كتابة هذه الرسالة التي تنضح بالأذى وتضج بالتجني، ولا نريد أن نقول أكثر من ذلك.

10 ـ قد تحدثت عن الخرافات والمكذوبات لدى الشيعة، وزعمت أن الظروف التاريخية، والاضطهاد كان هو السبب..

ونحن وإن كنا قد تحدثنا عن هذا الأمر في حوارنا معك على شبكة الميزان بما نعتقد أنه يكفي لبيان الحق.. لكننا نعود هنا فنطلب منك أن تقرأ لائحة المكذوبات التي تعد بمئات الألوف من الأحاديث..

وهي من نتاج أفراد قليلين جداً، ذكرهم علماء الرجال عندك!!.. فلا ندري إن كان الموجود من الأحاديث الآن هل يبلغ عُشْر ما وضعه هؤلاء فقط، فضلاً عما وضعه، عشرات أو مئات غيرهم.

فإذا لم تكن قرأت هذه القائمة، فنطلب منك أن تقرأها من جديد، ولك بعد ذلك أن تتحدث بما شئت..

ونعود إلى تذكيرك بالمثل القائل من كان بيته من زجاج، فلماذا يقذف الناس بالحجارة، وبيوتهم أثبت، وأقوى، وأشد رسوخاً..

11 ـ وقال: إن المسلم مطالب بالسيطرة على مشاعره..

ونقول له: ليته سيطر على مشاعره، وهو يسطر هذه المواعظ الظاهرية التي تستبطن أعظم الادعاءات، وأشد أنواع الأذى والتجريح، من دون دليل، ولا برهان..

12 ـ وزعم: أن الشيعة يعتقدون بأئمتهم ما لا يقبله شرع، ولا عقل، ولا دين. وأن يد الغلاة قد سطرت الأهوال من ذلك، حتى ليخيل للقارئ: أن الدنيا والآخرة، والكون لم يخلق إلا للأئمة. بل هذا مصرح به في بعض روايات الغلاة..

ونقول:
أولاً: حبذا لو ذكر لنا هذه الأمور التي لا يقبلها شرع ولا دين، وبين لنا كيف ذلك..

ثانياً: إن هناك روايات في أبي بكر وعمر، وروايات في بعض الصحابة الآخرين.. وروايات في أولياء، وأتقياء، وزهاد. ما هو أعظم بكثير جداً مما يرويه غلاة الشيعة ـ بزعمه ـ في أئمتهم. فإن أراد الوقوف على شطر من ذلك، فليراجع كتاب الغدير للعلامة الأميني(رحمه الله)، فإن فيه ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت..

وليقرأ مثلاً حديث رد الشمس لإسماعيل الحضرمي، وختم القرآن في اليوم الواحد خمس عشرة مرة، أو سبعين ألف مرة, وأن الله يزور أحمد بن حنبل في كل عام، وحديث: يا سارية الجبل، وحديث أن معاوية كاد أن يبعث نبياً، وغير ذلك مما ذكر في كتاب الغدير خصوصاً ج5 وج11 عن كثير من المصادر، وذلك كثير لا مجال لحصره وعده لكثرته..

ثالثاً: إن المسلمين يعتقدون: أن النبي () أفضل الخلق، وأنه هو مظهر الكمال الإنساني، وأنه الإنسان الإلهي في أعلى مراتبه، وأنه قد بلغ أعلى منازل القرب والزلفى.. وأن كل ما في هذا الوجود يعاني من النقص والفساد، ويميل إلى التلاشي والسقوط، ورسول الله ()، وحده وأهل بيته، وكذلك أنبياء الله هم الأكمل، والأفضل، والأمثل.

وبعدما تقدم نقول: من يستحق أن يخلق الخلق لأجل إظهار كماله، ليس إلا محمد ()، والكمّل من أهل بيته، أما الناقص فلا يستحق الخلق، إذا لم يكن من أجل إظهار كمال الكامل، وذلك كرامة من الله لذلك الكامل، وليكون أسوة وقدوة ومثلاً أعلى..

فما المانع إذن من أن يقال: إن الله خلق الخلق لأجل النبي الأعظم () والأئمة الطاهرين ()؟!..
13 ـ وقول حسن بن فرحان: إن بعض السنة يرون أن الشيعة الإمامية كلهم غلاة، وليس فيهم معتدل قط.. وأن رأي كثير من الشيعة أن جميع السنة غلاة..

نقول فيه:
أولاً: إن هذه الشهادات التبرعية بغلو هذا واعتدال ذاك، لا تجدي نفعاً، بل هي تزيد الطين بلة، والخرق اتساعاً، لأنها تسهم في تكريس الفرقة، وتثير لدى الناس حساسيات، لا حاجة إلى إثارتها، بل اللازم تركها في حالة الاسترخاء والركود، ليمكن للجميع أن يتخاطبوا بعيداً عن النظرة السلبية من كل طرف تجاه الآخر.. ومن دون عقد، ومن دون اتهامات مسبقة..

ثانياً: إن المنهج القرآني في الحوار والخطاب بين المختلفين هو: الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة على قاعدة، وإنا وإياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين..

أما مواجهة الطرف الآخر بالتهم وبالتوصيفات الجارحة، ففي ذلك صد عن سبيل الله، وهو جريمة كبيرة، لا يرتكبها إلا من هو مكلف بتكريس الانقسام بين أهل الدين الواحد..

ثالثاً: ليت حسن بن فرحان المالكي يذكر لنا بعض أسماء الشيعة الذين يقولون: بأن السنة غلاة كلهم!!

إن الشيعة يقولون: إن السنة مخطئون في استدلالاتهم على بعض القضايا، ولا بد لهم من إعادة النظر فيها، والتسليم بما يؤدي إليه الدليل القاطع.

أما اتهامهم بالغلو جميعاً فذلك ما نطلب من حسن بن فرحان المالكي أن يقدم لنا الدليل عليه..

كما أن السنة ـ عموماً ـ يقولون في الشيعة نفس هذا القول.. فلماذا إثارة هذا الجو من التحريض المتشنج؟!

14 ـ وأما حديثه عن مراتب الاعتدال والغلو.. فهو يدينه، ويسقط كل خطابياته وشعاراته عن الاعتبار، ويفرض عليه تحديد الاعتدال الذي يدعو إليه، وتحديد الغلو الذي يدعو الناس إلى تركه..

15 ـ وأما خطابه للمعتدلين من الشيعة بأن اعتدالهم مشكور، فنحب أن نسأله: أي اعتدال يقصد، والذين يخاطبهم في أي مرتبة هم من الاعتدال..

16 ـ ماذا يقصد بالاعترافات الخفية للمعتدلين من الشيعة؟!

فإن الذي نعرفه: أن كل ما اعترف به الشيعة قد أعلنوه، وقد ظهر: أن الذي اعترف به بعضهم وأعلنه، لم يستطع الصمود أمام الأدلة العلمية، بل أسقطته الاستدلالات والبراهين القاطعة، ولذلك لم يجد هؤلاء الأشخاص لهم مكاناً حتى بين عوام الشيعة، فرفضوهم، لظهور فساد أدلتهم، ووضوح سقوطها..

وأما الذين اعترفوا بالحق ودانوا، سواء أكانوا من الشيعة أو من غير الشيعة. فقد ثبتت أقدامهم، وكثر المتابعون لهم، وذلك لقوة حجتهم، وسطوع براهينهم..

17 ـ وأما الحديث عن التقية عند الشيعة..

فقد ذكرنا له في حوارنا معه:
أولاً: إن التقية عند أهل السنة وغيرهم هي الأقوى والأشد ظهوراً لأدنى سبب، وقد أوردنا من الشواهد والأدلة على ذلك ما يعد بالعشرات، فلماذا يعود إلى التلويح بالطعن على الشيعة بهذه الطريقة..

ثانياً: إن الشيعة لم يستعملوا التقية أبداً في بيان ما يعتقدونه، وهذا هو الذي عرّضهم لمختلف أنواع الأذى والاضطهاد. فكل ما عند الشيعة الإمامية مطبوع ومنشور، ولهم قواعدهم، وطريقتهم المعروفة للجميع في الأخذ والرد والاستدلال..

فإن كان ثمة من تقية لبعض الأفراد أحياناً، فإنما هي تقية على الجسد، لكي لا يتعرض ذلك الفرد للقتل من قبل حاقد أو جاهل، تماماً كتقية عمار بن ياسر..

ثالثاً: إن قوله: لو كان الشيعة صادقين لأخرجوا النقد في إنتاج..

نقول فيه: إن هذا إنما يصح لو ثبت له أنه يوجد نقد يلائم مذهبه، وينسجم مع أهوائه.. ثم هم يتسترون عليه.. وكيف يمكنه أن يثبت لنا ذلك..

وقد قلنا: إن جميع الشيعة يظهرون عقائدهم، ويكتبونها، وينشرونها، وقد شذ منهم أحمد الكاتب وغيره ممن ذكر أسماءهم وخرجوا عن طريقتهم.. وقد نشروا ما ذهبوا إليه ولم يخفوه، وقد ناقشهم العلماء بما أسقط حججهم، وأفقدهم المبرر للإصرار على تلك الآراء.. وإن من يراجع الكتب والمنشورات والمؤلفات يجد أن ما يظهر من نقد في كتب الشيعة لهو أكثر بكثير مما يظهر لدى أهل السنة..

رابعاً: وأما من ذكر هذا الرجل أسماءهم على أنهم قد انتقدوا الغلو الشيعي، فقد قلنا: إن الشيعة قد أسقطوا مقولاتهم بالدليل القاطع، والبرهان الساطع..

وإنما حكم عليهم علماء الشيعة بالضلال بعد أن أظهروا لهم بطريقة علمية عدم صحة ما ذهبوا إليه، وبينوا لهم فساد ما عولوا عليه؛ فأصروا عليها.. فلم يعد ثمة من وسيلة إلا تحذير الناس منهم، وإعلان رأي الإسلام فيهم، فإن من يتعمد الباطل ولا يخضع للحق.. لا بد أن يفضح أمره حتى لا ينخدع به الناس الطيبون.

خامساً: وإنه قد ذكر: أن المدافعين عن أولئك المعتدلين كانوا قلة قليلة..

ونقول: هذا طبيعي جداً، فإن الناس بعد أن يظهر لهم بطلان كلام هؤلاء، لا بد أن يبتعدوا عنهم، ويتركوهم، لأن علاقتهم بهم ليست لأجل أشخاصهم، أو لموقعهم الدنيوي، أو لنفوذ كلمتهم، أو لقدرتهم المالية، وما إلى ذلك. بل هو لأجل الدين، فإذا ظهر لهم أنهم غير صادقين في هذا الأمر، فإنهم سيتركونهم، لعدم وجود أي مبرر للارتباط بهم في هذه الحالة بل يصبح المبرر للانفصال عنهم هو الأقوى.

سادساً: قد ذكر أنه لا يوجد إنتاج مطبوع للسيد محمد حسين فضل الله فيما يرتبط بآرائه التي اختلف فيها مع الشيعة الإمامية..

ونقول: إن للسيد محمد حسين فضل الله كتباً كثيرة قد تضمنت آراءه في كثير من القضايا. وقد اعتمد علماء الشيعة على تلك المؤلفات في تفنيد كلامه، والرد على مقولاته..

إلا إن كان حسن بن فرحان يعلم أن لديه آراء أخرى لم يسجلها بعد. ويخالف فيها مذهب شيعة أهل البيت ()، فهذا أمر آخر، لا يمكننا تأكيده أو نفيه، بل عهدته على مدعيه..

18 ـ وأما دعوته معتدلي الشيعة إلى أن لا يتركوا للغلاة التحدث باسم المذهب.. فهي دعوى تحريضية، وسعي إلى تكريس الانقسامات، أو افتعالها داخل البيت الشيعي الواحد.

ونحن على يقين من أن الشيعة سيلتفتون إلى الأهداف الكامنة وراء هذا النوع من الخطاب، ونستطيع أن نطمئن هذا الرجل إلى أن هذه الدعوة لن يكون لها تأثير في بث الفرقة والنزاع بين الشيعة، وذلك لأن الشأن العقائدي والديني ليس بأيدي الساسة، ولا يباع في سوق النخاسة. بل هو في أيدي مراجع الدين، وعلماء الأمة، الأمناء والحريصين عليه وهو أعز عليهم من أي شيء في هذا الوجود، حتى من أنفسهم..

19 ـ وقد قال: إنه لا يجوز له السكوت عن هذا الغلو، لأن الساكت عن الحق شيطان أخرس.

ونقول:
لماذا إذن سكت سكوتاً مذهلاً عن الإجابة على المناقشات العلمية وعن الأسئلة التي وجهت إليه؟ فلما أعياه السكوت ظهر علينا بمواعظه هذه التي ضمنها الكثير من الاتهامات، والكلمات المؤذية والجارحة، والساعية لتكريس الفرقة بين المسلمين، وها هو يسعى لتحريض الناس على ذلك عبر افتعال حالة غلو في داخل الشيعة، ومثلها في داخل السنة، فإنا لله وإنا إليه راجعون..

نعم، لماذا سكت، ولم يجب على أي سؤال، ولم يناقش أية حجة. بل ترك عشرات الأسئلة والحجج، وتجاهلها، ولم يكترث لها، ولم يبين ما هو حق وباطل فيها، إن كان فيها باطل..

20 ـ ثم تحدث حسن بن فرحان عن لقائه في منتدى هجر. وقال: إنه تفاجأ بأن جميع المشاركات لم تعتبر القول بأن علياً هو الخالق الرازق من الغلو. ثم اعتبر هذا تواطؤاً على أمر ظاهر البطلان..

ونقول له:
أولاً: إن هذا يمثل هروباً من الجواب على عشرات الأسئلة المطروحة عليه في شبكة الميزان الثقافية، وفيها عشرات الأدلة.

وها هو يشتم الناس، ويتهمهم، ويؤذيهم كما ترى..

ثانياً: إن الحقائق التي طرحت عليه في (شبكة الميزان) ليس فيها أي شيء من هذا الغلو المزعوم، فلماذا يتهرب من الاعتراف بها؟! أو إبطالها بالدليل إن كان يستطيع ذلك؟!

ثالثاً: إنه لو صح ما ذكره من مفردات غلو عند الشيعة، قد تواطؤوا عليها وقبلوها وإذا كانوا يعلنونها بهذه الصراحة، والوضوح، والقوة..

فأين هي التقية التي زعم أنهم يمارسونها.. ويتذرع بها للتشكيك في صدق صحة كلامهم؟!

رابعاً: لقد حدد حسن بن فرحان هوية المشاركين، وأنهم شيعة، ونقول له:
كيف يستطيع تحديد هوية المشاركين الذين تواطؤوا على تلك المقولات، وأنهم شيعة إمامية، أو زيدية, أو إسماعيلية، أو من العلويين أو من غيرهم؟!..

نعم كيف استطاع معرفة مذاهب الذين يتصلون معه عبر الإنترنت بأسماء غير حقيقية في أغلب الأحيان؟

ولماذا لا يكون أكثرهم من الوهابية، أو من غيرهم ممن يريدون التشنيع على الشيعة بأمور يرون أنها تنفر الناس منهم؟!

21 ـ ثم ما معنى قول ابن فرحان: (أنا أعرف البعض يدندن حول تعريف الغلو، وأنني لم أستطع تعريف الغلو)؟.

ونقول:
أولاً: لماذا التعبير بـ (يدندن) ولماذا توجيه الإهانات للناس بهذه الطريقة؟!

ثانياً: إن هذا السؤال عن الغلو، وتعريفه، سؤال أساسي في كل ما يبني عليه خطابه العام، فإذا لم يجب على هذا السؤال، فلا معنى لكل هذا الحديث الطويل، وتسقط كل تلكم الشعارات التي أطلقها..

ثالثاً: إنه حين يعترف بأنه لم يستطع تعريف الغلو. فلا بد أن يجيب على سؤال لماذا كل هذا الضجيج والعجيج إذن؟! إنه يصبح بلا مبرر.

22 ـ إنه قد ذكر مفردات قال: إنها من بديهيات الغلو، وأنها تعلم بالاضطرار..

ونقول له:
أولاً: إننا إذا استثنينا المقولة الأولى، وهي مما لا يقول بها أي شيعي إمامي على الإطلاق، وهي القول بأن علياً هو الرب الخالق.. ومقولة: إن الأئمة () ينزل عليهم الوحي.. فإن سائر المفردات التي ذكرها.. قد رويت بل روي ما هو أشد منها لأبي بكر وعمر، بل لبعض الأولياء والصلحاء منهم!! فراجع الغدير ج11 وج5 تجد العجب العجاب.

ثانياً: إن عدداً من تلك المفردات التي ذكرها قد وردت أدلتها في كتب أهل السنة أنفسهم، فكيف يهاجم الشيعة في أمر رواه لهم أهل السنة أنفسهم، فلماذا يرى الشعرة في عين غيره، ولا يرى الخشبة في عينه، بل حتى لو رآها فإنه يقلل من خطرها، ويصغر من شأنها حتى وكأنها لم تكن.

23 ـ ويقول حسن بن فرحان: (يقصد هؤلاء الإخوة: أنني لا أرى الغلو كما يرون، ولا أرى تسويغ الكذب كما يسوغون..).

ونقول:
انظر إلى هذا الرجل كيف يفسر كلام الآخرين، وبأية لغة يخاطبهم، وبأي شيء يتهمهم. ولا نريد أن نقول أكثر من ذلك..

24 ـ ثم ذكر هذا الرجل أن الشيعة يعدون من الغلو ما هو أدنى من الأمثلة التي ذكرها.. ولكنهم يتشددون في حصر الغلو في اعتقاد الألوهية للبشر، وأن لله سبحانه وتعالى أبناء، لكنهم إن كتبوا عن الزيدية، أو الصوفية، أو السنة، فإنهم يصفونهم بالغلو في أمور يسيرة.
ثم استشهد بكلام السبحاني عن الغلو، وأنه الخروج عن الحد..

ونقول:
أولاً: إن كلام السبحاني في تعريف الغلو هو القاعدة التي ينطلق الشيعة منها في حكمهم بالغلو على الآخرين، فإن كل تجاوز للحد غلو.. ولابد من التصدي له ورفضه.. فإذا كان هذا التجاوز في أمر صغير، فهو مرفوض، تماماً كما هو مرفوض في المسائل الأساسية الكبرى، فإن الملاك في الرفض فيهما واحد..

ثانياً: إن المهم في إثبات الغلو ونفيه هو معرفة الحد الذي يجب الوقوف عنده، ولا يجوز تجاوزه.. فقد يكون هناك أمور حساسة وخطيرة جداً قد ورد عن الشارع ثبوتها، فلا يجوز إنكارها بأية حجة كانت، ولا يجوز ولا يصح وصف من يثبتها، تسليماً لما ورد عن الشرع بأنه مغالٍ فيها..

ومجرد عدم ثبوتها عند شخص، لا يبرر وصف من ثبتت عنده بالغلو، ولا سيما مع كونها من الممكنات لا من المحالات..

وإنما يصح وصفه بذلك لو أثبت الدليل عدمها، وكثير من الأمثلة التي يسوقها حسن بن فرحان هي من الممكنات لا من المحالات، فهي إذن من قبيل ما لم يثبت فإن كان عنده دليل على النفي القاطع سوى الاستبعاد والتهريج فليظهره.. أما أن يشنع على من ثبتت عنده بطريقة تهريجية دون أن يقدم البرهان النافي سوى الدعوى المشفوعة بخطابيات وتشنيعات واستبعادات.

فذلك غير مقبول حتى عند من يوافقه في الرأي والمذهب.

ثالثاً: دعواه أن الشيعة يحصرون الغلو في اعتقاد الألوهية للبشر، أو اعتقاد أن لله أبناء، غير صحيح.

وكلماتهم تشهد بذلك، وقد عرف السبحاني الغلو الذي تعتقد به الشيعة بأنه تجاوز الحد الثابت بالدليل. ولا ينحصر ذلك في ألوهية البشر، واعتقاد البنوة لله تعالى.

25 ـ وتحدث حسن بن فرحان عن: أن الشيعة ينكرون عليه، في حوار له معهم في منتدى هجر، قوله: إن الغلو ملازم للكذب، مع أن السبحاني يقول ذلك.

ثم قال: إن السبب فقط في قبولهم ذلك من السبحاني، ورفضهم له منه، هو أن السبحاني شيعي، وهو سني. وهذا تعصب مقيت، هو الذي أوصل الأمة لهذا التفرق والتمزق..

ونقول له:
أولاً: إن ما يعنينا هو حوارنا معه على شبكة الميزان، حيث تهرب من الإجابة على عشرات الأدلة والأسئلة التي وجهت إليه، ثم أرسل هذه الرسالة التي حملت لنا هذه الروح، التي تأنس بالأذى للآخرين، ولا تخضع للحق الصراح، ولا تستجيب لنداء الدليل والبرهان..

ثانياً: قد بتنا نشك في صحة ما ينقله هذا الرجل لنا، فإن من يستنكف عن الاعتراف بالحق.. والتسليم للأدلة القاطعة التي واجهها على شبكة الميزان، ثم يواجه محاوريه بهذا الأسلوب الهروبي الذي يسعى من خلاله لصرف الناس عن التفكير بأجوبة الأسئلة، والاستدلالات المطروحة عليه، ثم يثير جواً اتهامياً تتجلى فيه مظاهر السعي لتكريس انقسامات، وخلافات، وترسيخ مفاهيم خاطئة، وبث شكوك وأوهام لدى كل فريق تجاه الفريق الآخر..

نعم إن من يفعل ذلك، لا يمكن الاعتماد على ما ينقله من أمور تحمل في طياتها مبررات للطعن في نزاهة من يعتبرهم خصوماً له..

ثالثاً: لو صدقنا حسن بن فرحان فيما ادعاه على الشيعة، وقبولهم من السبحاني، وعدم قبولهم منه، فكيف حصل له اليقين بأن سبب ذلك هو تشيع السبحاني، وتسنن المالكي؟!

ولم لا يكون السبب هو تبدل رأي محاوريه عن الرأي السابق إلى رأي لاحق؟!..

أو لماذا لا يكون الذين قبلوا من السبحاني هم غير الذين رفضوا رأي المالكي؟!

فيرى أولئك أن الكذب ملازم للغلو، ويرى هؤلاء أنه لا يلازمه، وأنه لا يصح الخلط بين الغلو والكذب..

ويبقى سؤال: كيف حصل له اليقين بأن السبب في القبول والرفض هو التعصب المذهبي..

26ـ وأما سؤال حسن بن فرحان الشيعة: كيف يرون القول بأن زيد بن علي أعلم من جعفر الصادق غلواً ولا تعدون القول بأن علياً هو الخالق الرازق غلواً..

وجوابه:
أولاً: إنه إذا ثبت أن جعفر الصادق () أعلم من زيد، فإن من يدعي عكس ذلك يكون مغالياً في زيد، لأنه يتجاوز فيه الحد الذي هو له..

ثانياً: ما هو الدليل على أن الشيعة الإمامية يقولون بأن علياً () هو الخالق والرازق؟!..
إن الشيعة الإمامية إنما يقولون: إن الخلق والرزق هو بيد الله سبحانه ومنه، وله تعالى أن يفوض ذلك إلى من شاء من خلقه على نحو يبقى هو تعالى مصدر الفيض، كما فوض أمر قبض الأرواح إلى ملك الموت، وفوض أمر الريح لملك الريح، وأمر القطر إلى ملك القطر والمطر.

وكما أعطى (آصف بن برخيا) القدرة على الإتيان بعرش (بلقيس) من اليمن إلى بيت المقدس.
ولكن المهم في البحث هو أنه هل يوجد دليل قاطع على أن الله تعالى قد فوض هذا الأمر أو ذاك لأحد من خلقه، سواء أكان ملكاً، أو غير ملك.. فإن وجد فبها ونعمت، وإن لم يوجد، فلا مجال للاعتقاد بما لا دليل عليه..

فهم إذن، لا يقولون: إن علياً () هو الخالق الرازق فعلاً. فلماذا ينسب إليهم هذا الأمر بصورة قاطعة.

27 ـ ثم عاد حسن بن فرحان ليتحدث عن التعصب، والغلو، ورمي الآخرين بهما، وتساءل: هل يريد الشيعة أن يتوحد المسلمون على الغلو الشيعي إلخ..

وقد قلنا: إنه لا يوجد غلو في الشيعة ولا في التشيع. وإنما يريد الشيعة الإمامية التوحد على حقائق الدين الثابتة بالدليل والبرهان.. كما أن أهل السنة لا يعتبرون أنفسهم غلاة، بل هم منسجمون مع قناعاتهم، ويرون أن الذي ظهر لهم من خلال ما يملكونه من أدلة هو ما يريده الله منهم..

28 ـ ويقول حسن بن فرحان المالكي: سنبقى في الاتهامات المتبادلة، والتكفير، والتبديع، ما دام الغلاة لهم الصدارة، وما دام المعتدلون ساكتين، ينتظرون لمن تكون الدائرة..

ولنا أن نسأل هذا الرجل، ما معنى قوله: (لمن تكون الدائرة)، فهل هناك حروب طاحنة تدور بين أعداء؟!..

وهل يستطيع أن يظهر لنا فتاوى مراجع الشيعة في تكفير أهل السنة؟

ولماذا يحرض من يسميهم بالمعتدلين على التحرك ضد من يسميهم بالغلاة؟..

ولماذا يسعى لشق عصا المسلمين، وإثارة بعضهم ضد بعض؟!

ولماذا يصر على الإلقاء في أذهان الناس: أن ثمة غلواً واعتدالاً في داخل كل مذهب؟!

وكيف يمكنه تحديد الغلو والاعتدال؟! وتمييز هذا عن ذاك؟!..

إلى غير ذلك من الأسئلة الكثيرة التي تنتظر الإجابات الصحيحة والصريحة..

29 ـ وقد ذكر حسن بن فرحان: أن من البعيد أن يعير عقله وضميره، فعلى الفريقين الغلاة من السنة والشيعة، أن لا ينتظروا ذلك، لأن إرضاء الله أولى من إرضاء البشر..

ونقول له:
لا يوجد أحد طلب منه أن يعير عقله، إن كلا الفريقين يطلب منه أن يأخذ الأمور عن دليل وبرهان. وأن يكون منصفاً، ومنسجماً مع عقله وضميره..

وهل يستطيع أن يذكر لنا اسم واحد من الناس قال له: أحب أن تترك دينك لأجلي.. ولا أرضى منك أن تنظر في الأدلة، ولا أن تراجع النصوص.. وعليك أن تترك ما يحكم به عقلك، وما فرضه الله عليك؟!
30 ـ وقد ادعى أنه لا يضمر إلا ما يظهره، وأنه يخرج رأيه كله..

ونقول له:
فلماذا إذن لم تخرج رأيك على (شبكة الميزان الثقافية)، ولم تجب على الأسئلة الكثيرة التي وجهت إليك، وهي تعد بالعشرات، رغم أن الحوار كان معك، وقد أجبت على سبعة وأربعين سؤالاً خلال شهر، ثم سكت خمسة عشر يوماً، ثم أجبت عن أربعة.. ثم سكت حوالي شهر آخر، فلم تجب بشيء رغم أن الأسئلة والمداخلات التي تنتظر الإجابة تعد بالعشرات كما قلنا..

فإن تخرج رأيك كله فلماذا لم تعترف بما هو صحيح من تلك الأسئلة والأدلة التي عجزت عن مواجهتها؟! نبئونا بعلم، إن كنتم صادقين.

وأخيراً نقول:
إننا لا نحب للإنسان أن يعلن بذم واتهام وأذى الآخرين، ثم يطلق الادعاءات، ويزجي المديح تلو المديح لنفسه بطريقة استعراضية، ليغطي بذلك على هزائمه الكبيرة، أمام الأقلام الحرة والصريحة، وفي منتديات الفكر، وقد أسفر الصبح لذي عينين..

والحمد لله، والصلاة والسلام على عباده الذي اصطفى محمد وآله الطاهرين..

يتبع>>>

نسألكم الدعاء


توقيع خادم الزهراء

قال الرسول صلوات الله عليه وآله : ( إذا رأيتم أهل الريب والبدع من بعدي فأظهروا البراءة منهم وأكثروا من سبهم والقول فيهم والوقيعة ، وباهتوهم كيلا يطمعوا في الفساد في الإسلام ويحذرهم الناس ولا يتعلمون من بدعهم ، يكتب الله لكم بذلك الحسنات ويرفع لكم به الدرجات في الآخرة ) .

قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه : يا سلمان نزلونا عن الربوبية ، وادفعوا عنا حظوظ البشرية ، فانا عنها مبعدون ، وعما يجوز عليكم منزهون ، ثم قولوا فينا ما شئتم ، فان البحر لا ينزف ، وسر الغيب لا يعرف ، وكلمة الله لا توصف ، ومن قال هناك : لم ومم ، فقد كفر.
اللهم عرفني نفسك فإنك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف رسولك
اللهم عرفني رسولك فإنك إن لم تعرفني رسولك لم أعرف حجتك
اللهم عرفني حجتك فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني
قال إمامنا السجاد زين العابدين صلوات الله عليه:
إني لأكتم من علمي جواهره * كيلا يرى الحق ذو جهل فيفتتنا
وقد تقدم في هذا أبو حسن * إلى الحسين وأوصى قبله الحسنا
فرب جوهر علم لو أبوح به * لقيل لي : أنت ممن يعبد الوثنا
ولاستحل رجال مسلمون دمي * يرون أقبح ما يأتونه حسنا

للتواصل المباشر إضغط هنا لإضافتي على المسنجر




خادم الزهراء
الصورة الرمزية خادم الزهراء
.
رقم العضوية : 10
الإنتساب : Mar 2007
الدولة : رضا الزهراء صلوات الله عليها
المشاركات : 6,228
بمعدل : 1.00 يوميا
النقاط : 10
المستوى : خادم الزهراء تم تعطيل التقييم

خادم الزهراء غير متواجد حالياً عرض البوم صور خادم الزهراء



  مشاركة رقم : 38  
كاتب الموضوع : خادم الزهراء المنتدى : ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام
افتراضي كلمة أخيرة
قديم بتاريخ : 24-Aug-2009 الساعة : 11:19 AM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


كلمة أخيرة:
إلى هنا، وينتهي هذا الحوار، حيث لم يوافق (الشيخ حسن بن فرحان المالكي) على الاستمرار فيه..


وذلك بالتوقف عن الإجابة على عشرات الأسئلة والأدلة المطروحة عليه، والموجهة إليه..

ثم أعلن توقفه عن الاستمرار في الحوار.. مكتفياً بكلمة: (آمل أن يعذروني الإخوة الكرام في انقطاعي عن التواصل معهم فيما يطرحونه من استشكالات آملاً أن يكون لنا لقاء آخر).

والاعتذار بهذه الطريقة لا يمكن أن يكون مقبولاً أو مرضياً لدى الكثيرين.

أما نحن فلا نريد أن ندخل في موضوع تصويب هذا الاعتذار أو تخطئته، غير أننا نرى: أن من حقنا أن نحتفظ ببعض التصورات التحليلية، فيما يرتبط بحقيقة السبب الذي دعا المالكي إلى ذلك. خصوصاً مع الاتهامات والتعريضات الجارحة التي وردت في رسالته. وللقارئ الكريم الحق في ذلك أيضاً.

كما أننا لا نملك منع أحد من الاحتفاظ ببعض الاحتمالات ـ قوية كانت ضعيفة ـ لتراود ذهنه، وتعبث بأحلامه، لأن الأمر أصبح بعد هذا مرتبطاً بالأشخاص وبنواياهم، وبأساليبهم.

وفيما عدا ذلك، فإن لنا ثقة كبيرة في القارئ الكريم بأن لا يفسح المجال لأي احتمال، يرتبط بقضايا الدين والإيمان، إلا بعد تمحيصه بصورة علمية دقيقة وعميقة.

ولا شك في أنه سيكون دائماً إلى جانب ما يحكم به ضميره، ووجدانه العلمي، ومع إيمانه القائم على البرهان. وسيبقى وفياً للحق وللدين، ملتزماً بقضاياه، وفقاً لأحكام الفطرة, والعقل، والفكر الصريح والصحيح.

وسيفرض عليه ذلك أن يبقى في موقع الحَكَم الذي يعطي الحق لأهله.. ويسقط الباطل من أي حساب..

ولن يجد الأشخاص الذين يجانبون الحق، ويعاندونه، ويجادلون بالباطل ليدحضوا به الحق، لن يجدوا لأنفسهم مكاناً، لا في عقله، ولا في قلبه، ولا في وجدانه، كما أنه لن يعطيهم فرصة للتلاعب بإيمانه ويقينه..

وفقنا الله جميعاً لالتزام الهدى، والجهاد في سبيله.

والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، محمد وآله الطاهرين..

جعفر مرتضى العاملي


تم

نسألكم الدعاء


توقيع خادم الزهراء

قال الرسول صلوات الله عليه وآله : ( إذا رأيتم أهل الريب والبدع من بعدي فأظهروا البراءة منهم وأكثروا من سبهم والقول فيهم والوقيعة ، وباهتوهم كيلا يطمعوا في الفساد في الإسلام ويحذرهم الناس ولا يتعلمون من بدعهم ، يكتب الله لكم بذلك الحسنات ويرفع لكم به الدرجات في الآخرة ) .

قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه : يا سلمان نزلونا عن الربوبية ، وادفعوا عنا حظوظ البشرية ، فانا عنها مبعدون ، وعما يجوز عليكم منزهون ، ثم قولوا فينا ما شئتم ، فان البحر لا ينزف ، وسر الغيب لا يعرف ، وكلمة الله لا توصف ، ومن قال هناك : لم ومم ، فقد كفر.
اللهم عرفني نفسك فإنك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف رسولك
اللهم عرفني رسولك فإنك إن لم تعرفني رسولك لم أعرف حجتك
اللهم عرفني حجتك فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني
قال إمامنا السجاد زين العابدين صلوات الله عليه:
إني لأكتم من علمي جواهره * كيلا يرى الحق ذو جهل فيفتتنا
وقد تقدم في هذا أبو حسن * إلى الحسين وأوصى قبله الحسنا
فرب جوهر علم لو أبوح به * لقيل لي : أنت ممن يعبد الوثنا
ولاستحل رجال مسلمون دمي * يرون أقبح ما يأتونه حسنا

للتواصل المباشر إضغط هنا لإضافتي على المسنجر



آخر تعديل بواسطة طاهر العاملي ، 08-Apr-2010 الساعة 07:50 AM.


إنسان بسيط
عضو
رقم العضوية : 11284
الإنتساب : Feb 2011
المشاركات : 107
بمعدل : 0.02 يوميا
النقاط : 0
المستوى : إنسان بسيط is on a distinguished road

إنسان بسيط غير متواجد حالياً عرض البوم صور إنسان بسيط



  مشاركة رقم : 39  
كاتب الموضوع : خادم الزهراء المنتدى : ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام
افتراضي
قديم بتاريخ : 13-Mar-2011 الساعة : 11:59 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم



اللهم صل على محمد و آل محمد و عجل فرجهم و إلعن أعدائهم



غفر الله لكم

نسألكم الدعاء


اللهم صل على محمد و آل محمد و عجل فرجهم و إلعن أعدائهم


إضافة رد


أدوات الموضوع ابحث في الموضوع
ابحث في الموضوع:

بحث متقدم

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


 

 


المواضيع والمشاركات التي تطرح في منتديات موقع الميزان لا تعبر عن رأي المنتدى وإنما تعبر عن رأي كاتبيها فقط
إدارة موقع الميزان
Powered by vBulletin Copyright © 2017 vBulletin Solutions, Inc