[حيدر رضا]

قال الله تعالى في سورة ال عمران ( ام حسبتم ان تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جهدوا منكم ويعلم الصبرين 0 ولقد كنتم تمنون الموت من قبل ان تلقوه فقد رايتموه وانتم تنظرون 0 وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل افاين مات او قتل انقلبتم على اعقبكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشكرين ) ( ال عمران من الاية 142 الى 144 ) بحدود اربعين اية نزلت في معركة احد يوم افتضح الصحابة وهربوا بعضهم عدوا متسلقين جبل احد وبعضهم ركضا الى المدينة تاركين النبي صل الله عليه واله لسيوف قريش ورماحها ولم يثبت معه الا علي وابو دجانة الانصاري ونسيبة بنت كعب ثم اشتد الوطيس فاستشهد ابو دجانة رحمة الله عليه وجرحت نسيبة فلم يبق معه الا علي وحده وفي ذلك الوقت العصيب جاءت فاطمة من المدينة راكضة الى المعركة كالصقر المنقض تواسي رسول الله صل الله عليه واله بنفسها وتضمد جراحه 00 واغتنمت قريش فرصة قرار الصحابة فركزت حملاتها لقتل النبي صل الله عليه واله وعلي يردها الواحدة تلو الاخرى وقد قاتل النبي صل الله عليه واله في اول الامر قتالا شديدا رميا بالقوس وضربا بالسيف ثم عمل بامر ربه فانتهى الى صخرة فاستتر بها ليتقي بها من السهام سهام المشركين فلم يلبث ابو دجانة الا يسيرا حتى اثخن جراحة فتحامل حتى انتهى الى رسول الله صل الله عليه واله فجلس الى جنبه وهو مثخن لا حراك به وعلي لا يبارز فارسا ولا راجلا الا قتله الله على يديه حتى انقطع سيفه ( البحار الجزء 20 صفحة 104 عن تفسير فرات ) فاعطاه رسول الله ذا الفقار وكانت تاتي الحملة وامامها فوج الرماح او الفرسان فيحمل عليهم علي ويشق صفوفهم ويقتل قائدهم فينهزمون ثم تعود كتيبة اخرى بقائد جديد وطمع جديد ان يقتلوا محمدا وعليا

[حيدر رضا]

كان جيش المسلمين في معركة احد نحو الف مقاتل والمشركين نحو ثلاثة الاف وقد انتصر المسلمون اول الامر لكنهم عصوا النبي صل الله عليه واله وتركوا مواضعهم وركضوا ليجمعوا الغنائم فاغتنم الفرصة خالد بن الوليد وباغت المسلمين فالتف عليهم من خلفهم وحمل ابن قميئة على النبي صل الله عليه واله ووصل اليه بضربة خفيفة فتخيل انه قتله وصاح المشركون وابليسهم قتل محمد فانهزم الصحابة وصدقوا الخبر وظهر نفاق بعضهم فنادى الا ان محمدا قد قتل فارجعوا الى دينكم الاول واجتمع الفارون على الجبل عند صخرة وقرروا ان يوسطوا رئيس المنافقين في المدينة فياخذ لهم الامان من ابي سفيان وقد حاول علي ان يردهم قبل صعودهم الجبل لكن دون فائدة فوبخهم قال ابو واثلة يصف توبيخ علي للفارين كما في تفسير القمي ( فرايت عليا كالليث يتقي الدر واذ قد حمل كفا من حصى فرمى به في وجوخنا ثم قال شاهت الوجوه وقطت وبطت ولطت الى اين تفرون الى النار فلم نرجع ثم كر علينا الثانية وبيده صفيحة يقطر منها الموت فقال بايعتم ثم نكثتم فوالله لانتم اولى بالقتل فنظرت الى عينيه كانهما سليطان يتوقدان نارا او كالقدحتين المملوءين دما فما ظننت الا وياتي علينا كلنا فبادرت انا اليه من بين اصحابي فقلت ياابا الحسن الله الله فان العرب تكر وتفر وان الكرة تنفي الفرة فما زلت اسكن روعة فوءادي فوالله ما خرج ذلك الرعب من قلبي حتى الساعة ونظر رسول الله صل الله عليه واله الى رجل من كبار المهاجرين قد القى ترسه خلف ظهره وهو في الهزيمة فناداه ياصاحب الترس الق ترسك ومر الى النار فرمى بترسه فقال رسول الله صل الله عليه واله يانسيبة خذي الترس فاخذت الترس وكانت تقلتل المشركين وسمعوا مناديا ينادي من السماء لا سيف الا ذو الفقار ولا فتى الا علي فنزل جبرائيل على رسول الله صل الله عليه واله فقال هذه والله المواساة يامحمد فقال رسول الله صل الله عليه واله لاني منه وهو مني وقال جبرائيل وانا منكما

[حيدر رضا]

ونلاحظ في احاديث احد كثرة الكذب من رواة الخلافه للدفاع عمن يحبونهم من الهاربين وتعسفهم في اثبات مناقب مكذوبه لهم 0 من ذلك انهم ادعوا ان عمر هو الذي اجاب ابا سفيان بعد المعركة عندما افتخر ابو سفيان بهزيمة المسلمين وقال اعل هبل مع ان المعركة جرت في وادي احد وكان ابو سفيان في ادنى الجبل قرب المعركة اما عمر فكان باعترافه بعيدا يتسلق الجبل وينزو كالاروى او الاروية اي العنزة الجبليه ( المصدر 0 تاج العروس ) وقد وصفهم الله تعالى بقوله ( اذ تصعدون ولا تلون على احد والرسول يدعوكم في اخرئكم ) فاستعمل فعل اصعد الرباعي الذي يدل على الابعاد في الصعود فكيف سمع عمر كلام ابي سفيان وصار ناطقا باسم الاسلام والنبي صل الله عليه واله وقد كان فارا لا يلوي على شيء ولا يسمع كلام النبي صل الله عليه واله وهو يناديه ويامره بالرجوع وقد صحت عندهم الرواية انه كان من المصدقين بقتل النبي صل الله عليه واله وكان يتشاور مع طلحة وابي بكر وغيرهم من القرشيين كيف يقنعون ابا سفيان بتوبتهم من الاسلام ورجوعهم الى دينهم الاول 0 اما الذي اجاب ابا سفيان فكان عليا وليس عمر فقال ابو سفيان اعل هبل 0 فقال رسول الله صل الله عليه واله لامير المومنين قل له الله اعلى واجل 0 فقال ياعلي انه قد انعم علينا 0 فقال علي بل الله انعم علينا 0 ثم قال ابو سفيان ياعلي اسالك باللات والعزى هل قتل محمد 0 فقال له امير المومنين لعنك الله ولعن الله اللات والعزى معك والله ما قتل محمد صل الله عليه واله وهو يسمع كلامك فقال انت اصدق لعن الله ابن قميئة زعم انه قتل محمدا ( تفسير علي بن ابراهيم ) ويرد روايتهم ايضا ما رواه البخاري عن مداواة فاطمة لجرح النبي صل الله عليه واله وان عمر وحزبه كانوا غائبين عن مكان النبي صل الله عليه واله 0 ومن ذلك ما ادعته عائشة لابن عمها طلحة التيمي انه ثبت مع النبي صل الله عليه واله ودافع عنه ولم يهرب وانه اصيب ببضعة وستبن جراحه كما اصيب علي 0 راجع ابن كثير في النهاية مع ان طلحة كان في الفارين ولم يرجع لا هو ولا ابو بكر ولا عمر لانهم لم يحضروا صلاة النبي صل الله عليه واله على شهداء احد

[حيدر رضا]

وقد بلغ بهم الغلو في الدفاع عن الفارين انهم اتهموا رسول الله صل الله عليه واله بانه فر معهم ففي صحيح ابن حبان ( عن عبد الله بن الزبير عن ابيه قال 0 خرجنا مع رسول الله صل الله عليه واله مصعدين في احد فذهب رسول الله صل الله عليه واله على ظهره لينهض على صخرة فلم يستطع فبرك طلحة بن عبيد الله تحته فصعد رسول الله صل الله عليه واله على ظهره حتى جلس على الصخرة 0 قال الزبير فسمعت رسول الله صل الله عليه واله يقول اوجب طلحة ) اي استحق طلحة الجنة لانه ساعد النبي صل الله عليه واله في فراره معهم بزعمهم 0 وفي رواية البخاري في تاريخه ( وتبطنه طلحة يومئذ فحمله ) 0 وذكر المقريزي في امتاع الاسماع ان النبي صل الله عليه واله كان بدينا وقد لبس يومها درعين ( وقد حمله طلحة حين انتهى الى الصخرة حتى ارتفع عليها ) 0 وقال البخاري المجلد الرابع صفحه 212 ( رايت يد طلحة التي وقى بها النبي صل الله عليه واله قد شلت ) وبهذا اخترعت مصادر الخلافة قضية اسمها ( اوجب طلحة الجنة ) وللمزيد ( راجع من باب المثال مسند احمد 00 والترمذي 00 والحاكم ) وكل ذلك مناقض لما رووه انفسه وصححوه عن 00 انس بن النضر انه ( انتهى الى عمر وطلحة في رجال من المهاجرين قد القوا بايديهم فقال ما يحبسكم قالوا ( قتل النبي ) قال فما تصنعون بالحياة بعده ) النهاية الجزء الرابع صفحة 39 وغيرها 0 وما رووه في صمود النبي صل الله عليه واله في ساحة المعركة كما في سيرة ابن هشام الجزء الثالث صفحة 370 و 603 عن ابن عباس ( قال ان رسول الله صل الله عليه واله لم يبلغ الدرجة المبنية في الشعب ) والدرجة تقع في اخر الوادي للصاعد الى الجبل 00 فالنبي صل الله عليه واله لم يترك موضعه في ساحة المعركة في وادي احد قرب المهراس ولا صعد على صخرة ولا شجرة والصحابة هم الذين فروا مصعدين في الجبل كما وصفهم الله تعالى او هاربين الى المدينة 000 نسالكم الدعاء

[حيدر رضا]

قال الامام الصادق فلما دنت فاطمة من رسول الله صل الله عليه واله وراته قد شج في وجهه وادمي فوه ادماء صاحت وجعلت تمسح الدم وتقول اشتد غضب الله على من ادمى وجه رسول الله وكان رسول الله يتناول في يده ما يسيل من الدم فيرميه في الهواء فلا يتراجع منه شيء 0 قال الصادق والله لو سقط منه شيء على الارض لنزل العذاب 0 قال ابان بن عثمان حدثني بذلك عنه الصباح بن سيابه قال قلت كسرت رباعيته كما يقول هوءلاء 0 قال لا والله ما قبضه الله الا سليما ولكنه شج في وجهه قلت 0 فالغار في احد الذي يزعمون ان رسول الله صل الله عليه واله صار اليه 0 قال والله ما برح مكانه وقيل له الا تدعو عليهم 0 قال اللهم اهد قومي ( اعلام الورى الجزء الاول صفحة 179 وكذالك في البحار الجزء 20 صفحة 96 ) من جهه اخرى حاول رواة قريش طمس دور علي في احد فلم يشيدوا بمجيء فاطمة الزهراء الى المعركة ويظهر ذلك من تتبع نصوصهم ومقارنتها بما روته مصادر اهل البيت ( قال البخاري 00 لما كسرت بيضة النبي صل الله عليه واله على راسه وادمي وجهه وكسرت رباعيته كان علي ( انا اقول اما في الكتاب لا يوجد ) يختلف بالماء في المجن وكانت فاطمة تغسله فلما رات الدم يزيد على الماء كثرة عمدت الى حصير فاحرقتها والصقتها على جرحه ( يعني رمادها ) فرقا الدم ) فغاية ما ذكروه عن مجيء فاطمة كيف غسلت جرح النبي صل الله عليه واله في وجهه وداوته لكن في حدود ما يسمح به البخاري فقط 0 قال القمي في تفسيره الجزء الاول صفحة 124 ( وخرجت فاطمة بنت رسول الله صل الله عليه واله تعدو على قدميها حتى وافت رسول الله صل الله عليه واله وقعدت بين يديه فكان اذا بكى رسول الله صل الله عليه واله بكت لبكائه واذا انتحب انتحبت 0 وينبغي الاشارة الى ان بكاء النبي صل الله عليه واله انذاك كان حبا وشكرا لفاطمة وكان بكاؤها تاثيرا لوحدة النبي صل الله عليه واله وجراحه 0 00 ثلاث مسائل في تفسير اية الانقلاب 000 ( المسالة الاولى ) في اقسام المسلمين في الايات واهم صفاتهم 00 القسم الاول 00 الطيبون 0 المجاهدون 0 المقاتلون 0 الثابتون 0 المحسنون 0 الربيون 0 الذين هم الاعلون 0 لا يهنون ولا يحزنون 000القسم الثاني 000 المنافقون 0 الذين تخلفوا عن المعركة بقيادة عبد الله سلول ( الذين قالوا لاخونهم وقعدوا لو اطاعونا ما قتلوا ) 00 القسم الثالث 000 الموءمنون اصحاب الذنوب الذين استزلهم الشيطان ببعض ذنوبهم فهربوا وتركو النبي صل الله عليه واله لسيوف قريش ( ان الذين تولوا منكم يوم التقىالجمعان انما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا ولقد عفا الله عنهم ان الله غفور حليم ) 000000 نسالكم الدعاء

[حيدر رضا]

وهولاء قسمان 0 فطائفة منهم مؤمنون حقيقيون لكنهم ضعفوا وارتكبوا معصية الفرار بسبب ذنوبهم ثم وفق الله الكثير منهم للتوبة من قرارهم وهم الذين اصابهم الغم من عملهم وانزل الله عليهم ال رحمة بهم ( اذ تصعدون ولا تلون على احد والرسول يدعوكم في اخرئكم فاثبكم غما بغم لكيلا تحزنوا على ما فاتكم ولا ما اصبكم والله خبير بما تعملون 153 ثم انزل عليكم من بعد الغم امنة ا يغشى طائفة منكم وطائفة قد اهمتهم انفسهم ) 0 والقسم الرابع 0 طائفة الفارين المنافقين الذين لم يغتموا لفرارهم ولم ينزل الله عليهم ال ( وطائفة قد اهمتهم انفسهم يظنون بالله غير الحق ظن الجهلية يقولون هل لنا من الامر من شى قل ان الامر كله لله يخفون فى انفسهم ما لا يبدون لك يقولون لو كان لنا من الامر شىما قتلنا ههنا قل لو كنتم فى بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل الى مضاجعهم وليبتلى الله ما فى صدوركم وليمحص ما فى قلوبكم والله عليم بذات الصدور ) وهؤلاء هم المعنيون باية الانقلاب وقد ذكر الله تعالى لهم خمس صفات وهي غير الصفات السلبية التي تفهم من مقارنتهم بالمؤمنين 0اولا 0 انهم طائفة مستقلة في مقابل طائفة المؤمنين وان اشتركوا معهمفي الفرار 0 ثانيا 0 ان ظنهم بالله تعالى ظن جاهلي لان نظرتهم الى الله تعالى وعقيدتهم به ما زالت جاهلية او اقرب الى الجاهلية منخا الى الاسلام فهم يتعاملون مع الله تعالى بمعادلات النفع الدنيوي كما يتعامل المشركون مع اصنامهم وكما يتعامل اليهود مع معبودهم ولا يعتقدون بهيمنتة وقدرته وحكمته وادارته لرسوله صل الله عليه واله للوصول به الى الهدف الصحيح كما يعتقد الرسول صل الله عليه واله والمؤمنون 0 ثالثا 0 انهم يرون ان قيادتهم هم افضل من قيادة النبي صل الله عليه واله وقيادة الله تعالى فبمجرد ان راوا رجحان كفة المشركين في المعركة انحوا باللائمة على النبي صل الله عليه واله وعلى ربه سبحانه ( يقولون هل لنا من الامر من شى قل ان الامر كله لله يخفون فى انفسهم ما لا يبدون لك يقولون لو كان لنا من الامر شى ما قتلنا ههنا ) 0 رابعا 0 انهم منافقون يظهرون للنبي صل الله عليه واله انهم مؤمنون بالله وبرسوله صل الله عليه واله ولكنهم كذابون فهم لا يسلمون بالامر لله ورسوله بل يريدون ان يكون الامر لهم او تكون لهم شراكه فيه ( يخفون فى انفسهم ما لا يبدون لك يقولون لو كان لنا من الامر شى ما قتلنا ههنا ) وقصدخم بقولهم ما قتلنا ههنا اي ما قتل من قتل من المسلمين في احد فهم مع نفاقهم يتكلمون باسم المسلمين وكلامهم هذا قد يكون في الجبل او في طريق او بعد رجوعهم الى المدينة وفي غياب النبي صل الله عليه واله وهو محاولة خبيثة لتحريك المسلمين ضد النبي صل الله عليه واله وتحميله مسؤولية هزيمة احد وقتل من قتل فيها ومطلبهم ان يكون لهم من الامر شى فلا يتصرف النبي صل الله عليه واله في المواجهات القادمة بمفرده بل تكون القبادة جماعية وهم في منطقهم هذا يتناغمون مع منطق ابن سلول وحزبه الذين تخلفوا عن احد مما يشير الى ان لهم علاقة معهم 0 خامسا 0 ان مشكلتهم عبادة ذواتهم واهتمامهم بها وعدم الاهتمام بامر الاسلام والمسلمين وطائفة قد اهمتهم انفسهم يظنون بالله غير الحق 000 نسالكم الدعاء