[براق العروج]

بسم الله الرحمن الرحيم

إشارات حول آية { سَلَامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ }

إخوتي وأخواتي أرجو أولا ممن رام بلوغ هذه المعاني العظيمة - التي وردت في كتاب الله العظيم وعلى لسان تراجمة الوحي - أن يعطوا القليل من وقتهم لقراءة هذه الكلمات العجيبة والتي ليست كلها من بنات أفكاري بل هي ايضا إستفادات من كلمات كبار العلماء كآية الله العظمى الشيخ الوحيد الخراساني دام ظله الوارف وما ادراك ما الشيخ الوحيد ؟!
فإن فهم المطالب الشريفة يحتاج إلى مزيد تأمل والله الموفق.

ثانيا: أرجو أيضا من كل المحترمين الذين لا يؤمنون بعلم الحروف أن يتأملوا هذه المعاني وهذا الحجم الكبير من التوافق ويحكموا في النهاية وان لم يقتنعوا فالأمر أخيرا عائد إليهم...
وبعد فلقد ورد لفظ " يس " مرة في بداية سورة ياسين حيث قال تعالى { يس (1) وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ (2) إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (3) }
وورد لفظ " ياسين " في سورة الصافات { سَلَامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ (130) إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (131) إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (132) }

فإذا جئنا وسألنا عن تفسير لفظ " يس " أجاب العلماء أن معناها " يا سين " أي يا حرف السين وهو اسم من أسماء النبي محمد ولكن ما هي خصوصية هذا الحرف بالذات لكي يجعل اسما من أسمائه صلوات الله وسلامه عليه ؟!

[براق العروج]

وهنا لا بد من وقفة قصيرة مع علم الحروف حيث يقول علماؤه أن لكل حرف من الحروف قيمة رقمية تبدأ من الواحد إلى الألف على الشكل التالي:

أ = 1 ، ب= 2 ، ج = 3 ، د = 4 ، ه = 5 ، و = 6 ، ز = 7 ،
ح = 8 ، ط = 9 ، ي = 10 ، ك = 20 ، ل = 30 ، م = 40 ،
ن = 50 ، س = 60، ع = 70 ، ف = 80 ، ص = 90 ، ق = 100 ،
ر = 200 ، ش = 300 ، ت = 400 ، ث = 500 ، خ = 600 ،
ذ = 700 ، ض = 800 ، ظ = 900 ، غ = 1000

ويقولون ايضا أن لكل حرف من الحروف " زبر وبينات "
ف الزبر: هو أول الحرف وظاهره وبمعنى آخر هو الملفوظ من الحرف
و البينات: هي الأحرف الأخرى التي تكتب مع الحرف أي هي باطنه
ولتوضيح ذلك فحرف العين له زبر وبينات:
فهو يكتب على الشكل التالي: ( عين: ع + ي + ن ) ويلفظ ( ع )
إذن ( ع ) هو الزبر والظاهر من الحرف والياء والنون هي بينات الحرف وباطنه
إذن ( ع ) هو الزبر والياء والنون هي البينات
بينما في حرف الجيم: ( ج ) هو الظاهر والزبر و ( ي + م ) هي البينات والباطن
وفي حرف دال: ( د ) هو الزبر والظاهر و( ا + ل ) هي البينات والباطن وهكذا...
والحرف الوحيد من الحروف الذي يتساوى زبره مع بيناته أي ظاهره مع باطنه هو حرف السين
· زبر السين = 60 كما هو موضح في الأعلى
· بينات السين = ي + ن = 10 + 50 = 60

وأمّا باقي الحروف فبيناتها إما أزيد من زبرها كالذَّال أو أقلّ كالعين...

وأما معنى ذلك من الناحية المعنوية فهو عظيم جدا فالله تعالى يقول أن محمد صلوات الله عليه وآله هو إنسان لا يختلف ظاهره عن باطنه وهو دليل على كماله الوجودي وكونه على خلق عظيم إذ أن أغلب الآفات الأخلاقية ناتجة عن عدم التطابق بينهما فالنفاق والرياء والكذب والعجب والتكبر والخداع والتملق والخيانة والغدر وإخلاف الوعد إلى غيرها من المساوئ كلها ناتجة عن عدم التطابق بين الظاهر والباطن ولذا كان على خلق عظيم { وإنك لعلى خلق عظيم } فتأمّل

فأول الكلام أن السين هو محمد صلوات الله عليه وآله وقد ورد هذا المعنى في كثير من الكتب وعلى لسان عدة من العلماء منهم:
السيد محمد الموسوي الشيرازي رض في كتاب ليالي بيشاور
الملا هادي السبزواري رض في كتاب شرح الاسماء الحسنى
الشيخ الوحيد الخراساني دام ظله الوارف في كتاب مقتطفات ولائية

[براق العروج]

واذا اتينا الى سورة الصافات نجد التالي { سَلَامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ (130) إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (131) إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (132) }

فالآية الكريمة تبتدئ بحرف السين وتنتهي بحرف السين، فما معنى هذا وما تفسيره ؟!
وبالطبع لن نجد تفسيره إلا عند أهل البيت فانظروا ماذا يقولون ...

عن الشيخ الجليل أحمد بن أبي طالب الطبرسي في كتاب الاحتجاج أنه خرج من الناحية المقدسة إلى محمد الحميري بعد الجواب عن المسائل التي سألها:
بسم الله الرَّحمن الرَّحيم لا لأمره تعقلون ولا من أوليائه تقبلون حكمةٌ بالغةٌ فما تغني النُّذُرُ عن قوم لا يؤمنون: السَّلام علينا وعلى عباد الله الصَّالحين. إذا أردتم التَّوجُّه بنا إلى الله تعالى وإلينا فقولوا كما قال الله تعالى: سلامٌ على آلِ يس !!!!!
السَّلام عليكَ يا داعي الله وربَّانيَّ آياتهِ السَّلام عليكَ يا باب الله وديَّان دينه...."

اخواني تأملوا في كلام الإمام إن يقول بعد البسملة مباشرة:
" لا لأمره تعقلون ولا من أوليائه تقبلون "
فهو يشير الى طريقين:
الاول بلوغ مرتبة تعقل الأوامر الإلهية وهو مقام لا يبلغه أي أحد
والثاني القبول من أوليائه وهو الطريق الممكن والمطلوب

وبعد أن صرّح أنهم عليهم الصلاة والسلام هم الأولياء الموصلون إلى الله تعالى
" السَّلام علينا وعلى عباد الله الصَّالحين "
قال مباشرة:
" إذا أردتم التَّوجُّه بنا إلى الله تعالى وإلينا فقولوا كما قال الله تعالى: سلامٌ على آلِ يس "

إخواني تدبروا في الكلام تجدو العجب العجاب !!!!
فهناك " بنا " مرة و" إلى " مرتين وبمعنى آخر: بنا ثم إلى ثم إلينا

طبعا إن شرح معنى التوجه بالأئمة ( بنا ) إلى الله تعالى واضح
ولكن الأصعب هو شرح معنى التوجه بالأئمة ( بنا ) إلى الأئمة ( وإلينا ) !!!
ونحن هاهنا لن نشرحه معنويا ولكنّا نريد أن نستفيد من هذا الترتيب الصادر عن الإمام حيث ابتدأ بهم وانتهى إليهم !!!
طيب كيف نتوجه بهم إلى الله تعالى وإليهم ؟!
وبمعنى آخر كيف نبتدئ بهم وننتهي إليهم ؟!
يقول الإمام : " فقولوا كما قال الله تعالى: سلامٌ على آلِ يس "
هل التفتم اخواني الى هذا الامر والى ما ذكرناه سابقا الابتداء بالسين والانتهاء بالسين !!
وهي من قبيل الابتداء بالله والانتهاء به في الأذان " الله أكبر .... لا إله إله الله "

[براق العروج]

فهل هي محض صدفة أم ماذا ؟!
تعالوا اخوتي الى بعض الحسابات في الآية الكريمة :

{ سَلَامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ (130) }

· سلام = س + ل + ا + م = 60 + 30 + 1 + 40 = 131
· ياسين = ي + ا + س + ي + ن = 10 + 1 + 60 + 10 + 50 = 131

فإذن أولها سلام = 131 وآخرها ياسين = 131

طيب وإليكم الأمر الآخر:
· مؤمن= م + ؤ + م + ن = 40 + 1 + 40 + 50 = 131
فهل التفتم الى أمر ما ؟!
{ سَلَامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ (130) إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (131) إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (132) }
الآيات تقول أن ياسين من عباد الله المؤمنين يعني هو مؤمن، فياسين هو مؤمن
ياسين = مؤمن = 131

وكذلك أيضا في سورة يس هناك مؤمن آخر هو حبيب النجار وهو أيضا من عباده المؤمنين ... { وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ (20) }

وربما تكون ايضا محض صدفة فدعونا نحسب الكلمات التي بين كلمة سلام وكلمة ياسين في الآية { سَلَامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ (130) }

· على ال = ع + ل + ى + ا + ل = 70 + 30 + 1 + 1 + 30 = 132
وهو رقم مشهور في علم الحروف لأنه يساوي اسم من ؟!
إنه يساوي اسم محمّد لفظا لا كتابة اي بحساب الميم المشددة ميمين:
· محمّد = م + ح + م + م + د = 40 + 8 + 40 + 40 + 4 = 132
وهو يساوي ايضا لفظ " الأمين " فهو الصادق الأمين:
· الامين= ا + ل + ا + م + ي + ن = 1 + 30 + 1 + 40 + 10 + 50 = 132
ويساوي في الوقت نفسه أيضا إسلام
· اسلام= ا + س + ل + ا + م = 1 + 60 + 30 + 1 + 40 = 132
فمحمد صلوات الله عليه هو الأمين وهو الإسلام فهل يوجد هناك شيء بعد ؟!
اجل ف قلب أيضا تساوي 132
· قلب= ق + ل + ب = 100 + 30 + 2 = 132
لحظة اذا كانت قلب تساوي 132 فما علاقة ذلك ببحثنا ؟!
والجواب أن سورة يس هي كما في الروايات قلب القرآن !!!!!
" ان لكل شيء قلبا وقلب القرآن يس " النبي الأكرم صلوات الله عليه وآله
إذن فمن هو قلب القرآن ؟! إنه محمد صلوات الله عليه وآله
وأما من هو قلب القلب أي قلب محمد صلوات الله عليه وآله ؟!
فهو علي كما هو مثبت في محله في علم الحروف ...

[براق العروج]

وأما قلب سورة يس فهو آية { سَلَامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ (58) } يس
وهي ابتدأت ايضا ب سلام وانتهت ب رحيم
وأما السلام فقد اتضح وأما الرحيم فلن أقول أكثر من قوله تعالى: { لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (128) } التوبة

وقد قالت الآية { سَلَامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ (58) } يس
وفي حديث الإمام: " إذا أردتم التَّوجُّه بنا إلى الله تعالى وإلينا فقولوا كما قال الله تعالى: سلامٌ على آلِ يس "
ففي الآية الشريفة قال الرب الرحيم سلام
وفي الحديث الشريف قال الله أيضا سلام
فإذا حسبنا قال ماذا ستكون ؟!
قال = ق + ا + ل = 100 + 1 + 30 = 131 فتدبّر

وهناك سين أيضا كسين سلام وياسين وكسين حسين والطواسين في قوله تعالى:
{ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍسَلِيمٍ (89) } الشعراء
ففي ذلك اليوم يوم ظهور الحقائق لن ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بماذا ؟!
ب قلب سليم !!!!
جعلنا الله تعالى من أصحاب القلب السليم بحق ذلك القلب السليم الذي لم يوجد فيه إلا الله تعالى " لم تسعني أرضي ولا سمائي وإنما وسعني قلب عبدي المؤمن "
{ سَلَامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ (130) إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (131) إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (132) }

وانظر أخي في ختام البحث إلى الأرقام التي تكلمنا عنها في هذه المشاركة تجدها واضحة في أرقام الآيات 131 و 132 فسبحان الله عما يصفون إلا عباد الله المخلصين

والحمد لله رب العالمين

البراق خادم طلاب الحقيقة

[صوت العمر]

اللهم صلي على محمد وعلى قلبه علي وعلى كبديه الحسن وال حسين
وعلى روحه فاطمه وعلى عترتة النجباء التسعة المعصومين من ذرية كبده
حياك الله وبياك وجازاك ووفقك وشافاك بمعرفة محمد وال محمد

اخيك صوت العمر