الصفحة 197
الرقم: [85].

47 ـ ابن كثير الدمشقي (المتوفى 774)

تقدّمت له الروايات المرقّمة: [2]، [10]، [35].

48 ـ أبو الوليد محمّد بن شحنة (المتوفّى 817)

[59] قال ـ بعد ذكر تخلّف بني هاشم وجماعة من الصحابة عن البيعة ـ: ثمّ إنّ عمر جاء إلى بيت عليّ ليحرقه على من فيه فلقيته فاطمة (عليها السلام). فقال: ادخلوا فيما دخلت فيه الأُمّة(1)..

[60] وقال في حوادث سنة 592: وكتب الأفضل إلى الخليفة الإمام الناصر ـ يشكو من عمّه أبي بكر العادل ومن أخيه عثمان ـ:

مولاي إنّ أبا بكر وصاحبه عثمان قد أخذا بالظلم حقّ عليّ
فانظر إلى حظّ هذا الإسم كيف لقي من الأواخر ما لاقى من الأول
(فأجابه الناصر العباسي):

غصبوا عليّاً حقّه إذ لم يكن بعد النبي له بيثرب ناصر
فاصبر فإنّ غداً عليه حسابهم وأبشر فناصرك الإمام الناصر(2)

49 ـ القلقشندي (المتوفى 821)

تقدّمت له الروايتان المرقّمتان: [6] و[7].

____________

1. روضة المناظر في أخبار الأوائل والأواخر (هامش الكامل لابن الأثير): 11/113 (ط الحلبي، الأفندي سنة 1301).

2. المصدر: 106 ـ 107.


الصفحة 198

50 ـ المقريزي (المتوفى 845)

تقدّمت له الرواية المرقّمة: [37].

51 ـ ابن حجر العسقلاني (المتوفّى 852)

تقدّمت له الرواية المرقّمة: [58]. وله كلام يأتي في الرقم: [85].

52 ـ الباعوني الشافعي (المتوفى 871)

تقدّمت له الرواية المرقّمتان: [6] و[7].

53 ـ في حاشية شرح التجريد للقوشچي (المتوفى 879)

[61] بيان الكشف: إنه روي أن لفاطمة (عليها السلام) كان بيتاً ولها باب إلى المسجد، وقال أبو بكر: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: " لا يجوز الباب على المسجد "، فأمر بقلع باب بيتها حتى يتركوا البيت أو سدّوا تلك الباب. م ن(1).

ورواه المحققّ الخواجوئي(2) (المتوفى 1173)

أقول: كأنّه غفل عن الحديث المتّفق عليه بين الفريقين الّذي دلّ على أنّه (صلى الله عليه وآله وسلم) أمر بسدّ الأبواب إلاّ باب أمير المؤمنين عليّ (عليه السلام) بأمر الله تعالى لا من قِبَل نفسه(3).

____________

1. شرح القوشچي: 407.

2. طريق الرشاد المطبوع في ضمن الرسائل الاعتقادية: 1/470.

3. رواه كثير من أهل السنة وحكموا بصحّتها. راجع الغدير: 3/202 ـ 212.


الصفحة 199

54 ـ الميرخواند (القرن التاسع)

تقدّمت له الرواية المرقّمة: [12].

55 ـ السيوطي (المتوفى 911)

تقدّمت له الروايات المرقّمة: [2]، [10]، [11]، [35].

56 ـ الصالحي الشامي (المتوفى 942)

تقدّمت له الرواية المرقّمة: [1].

57 ـ خواندمير (المتوفى 942)

تقدّمت له الرواية المرقّمة: [12].

58 ـ المتقي الهندي (المتوفى 975)

تقدّمت له الروايات المرقّمة: [2]، [10]، [11]، [35].

59 ـ الدياربكري (المتوفى 982)

تقدّمت له الرواية المرقّمة: [1].

60 ـ إبراهيم بن عبد الله اليمني (القرن العاشر)

تقدّمت له الرواية المرقّمة: [11].

61 ـ العصامي المكّي (المتوفّي 1111)

تقدّمت له الروايتان المرقّمتان: [1] و[10] ويأتي كلامه في رقم: [86].


الصفحة 200

62 ـ الشاه ولي الله الدهلوي (المتوفى 1176)

[62] قال ـ ما ترجمته ـ ومن أهمّ ما وقع في تلك الأيّام اجتماع الزبير وجمع من بني هاشم في بيت فاطمة الزهراء (عليها السلام) للتشاور في كيفية نقض خلافة أبي بكر.. وواجه الشيخان هذه المحاوله بشكل فني صحيح.. وسعوا لتدارك ما حصل لعلي (عليه السلام) من الانقباض. والذين دوّنوا هذه القضايا ذكروا أموراً وتغافلوا عن غيرها، وأنا أذكر عدة روايات كي ينقح به المقام.. ثم ذكر ما رواه ابن أبي شيبة عن أسلم وقد تقدّم في الرقم: [11].

وأورد هذه الرواية أيضاً في مآثر عمر، وقال: بإسناد صحيح على شرط الشيخين(1).

63 ـ الشاه عبد العزيز الدهلوي (المتوفى 1239)

[63] قال في الرد على الطعن الثاني من مطاعن عمر: إنما هدّد عمر من التجأ إلى بيت فاطمة (عليها السلام) بزعم أنه ملجأ وملاذ للخائنين، فجعلوه مثل حرم مكة المكرمة، وكان اجتماعهم لغرض الفتنة والفساد، وللتشاوروا في نقض خلافة أبي بكر.. والحقّ أن فاطمة (عليها السلام) كانت تكره اجتماعهم في بيتها، ولكنّها لحسن خُلقها لم تمنعهم من دارها وجمعهم صريحاً.. فلما تبيّن ذلك لعمر هدّد الجماعة بإحراق البيت عليهم(2)..!!

64 ـ الدكتور محمّد بيّومي مهران

____________

1. إزالة الخفا: 2/29، 179، عنه تشييد المطاعن: 1/337.

2. تحفة اثنى عشرية: 464 ـ 465، الباب العاشر، عنه تشييد المطاعن، 1/139.


الصفحة 201
[64] قال:.. عندما علمت الزهراء (عليها السلام) بما حدث في اجتماع سقيفة بني ساعدة ـ وأبوها سيّد المرسلين لم يدفن بعد ـ بكت بكاءً حارّاً حتى أنه لما جاءها بعض الصحابة وفيهم أبو بكر وعمر وأبو عبيدة معزّين(1)!!! قالت: " تركتم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) جنازة بين أيدينا، وقطعتم أمركم بينكم ولم تستأمرونا... وقد كانت الزهراء (عليها السلام) ترى أنّ زوجها الإمام علي ـ كرّم الله وجهه في الجنّة ـ أحقّ الناس بالخلافة... كما كان بنو هاشم جميعاً وجمهرة من أهل المدينة يرون أن الإمام علي أحق الناس بخلافة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، ومن ثَمّ فقد خرج الإمام يحمل فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) على دابة ليلاً في مجالس الأنصار، تسألهم النصرة..(2).

65 ـ الدكتور طه حسين

[65] قال: فأنت تعلم كيف بويع أبو بكر.. وكيف رأى عمر أن بيعته كانت فلتة وقى الله المسلمين شرّها... على أنّه (أمير المؤمنين علي (عليه السلام)) لم يسرع إلى بيعة أبي بكر وإنما تلبث وقتاً غير قصير، ولعلّه وجد على أبي بكر كما وجدت عليه فاطمة (عليها السلام)..(3).

____________

1. قد عرفت فيما سبق أنهم ما أتوها معزيّن، بل مهدّدين بإحراق بيتها على من فيها، وآذوها ايذاءاً لم يسمع بمثله، فليته سكت عن وجه إتيانهم، نعم: حب الشيء يعمي ويصمّ.

2. السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) للدكتور بيومي: 136 ـ 137 (ط بيروت).

3. الفتنة الكبرى: 2/6، 18.


الصفحة 202

66 ـ الدكتور عبد العزيز سالم

[66] قال: وحاول الصحابة إكراه علي (عليه السلام) على مبايعة أبي بكر، فبكت فاطمة (عليها السلام) وزجرت أبا بكر وأعلنت سخطها عليه وعلى عمر، ولم بيايع علي (عليه السلام)أبا بكر بالخلافة إلاّ بعد أن توفّيت(1).

[67] وقال: إنّ عليّ بن أبي طالب وقومه والزبير بن العوام وطلحة بن عبيد الله قد اعتزلوا في بيت فاطمة وامتنعوا عن مبايعة أبي بكر، فخرج إليهم عمر بن الخطاب في جماعة من الصحابة وأرغموا بني هاشم والزبير على مبايعة أبي بكر..(2).

تقدّمت له الرواية المرقّمة: [12].

67 ـ الأُستاذ توفيق أبو علم

[68] قال: وفي رواية أُخرى: إن عمر قال لعلي (عليه السلام): إن لم تبايع أبا بكر لأحرقنّ دارك.

قال علي (عليه السلام): " أو تحرقها.. وفيها ابنة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)؟ " قال: أحرقها وفيها ابنة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم). (ثم ذكر اشعار محمّد حافظ إبراهيم)(3).

68 ـ الأُستاذ عبد الفتاح عبد المقصود

[69] قال: واجتمعت جموعهم ـ آونةً في الخفاء وأُخرى على ملأ ـ

____________

1. التاريخ السياسي والحضاري: 177، (وراجع تاريخ الدولة العربية له: 161).

2. تاريخ الدولة العربية: 151 ـ 163، عنه كتاب استخلاف أبو بكر: 29.

3. أهل البيت (عليهم السلام): 238.


الصفحة 203
يدعون إلى ابن أبي طالب لأنّهم رأوه أولى الناس بأن يلي أُمور الناس، ثمّ تألّبوا حول داره يهتفون باسمه ويدعونه أن يخرج إليهم ليردّوا عليه تراثه المسلوب.. فإذا المسلمون أمام هذا الحدث مخالف أو نصير. وإذا بالمدينة حزبان، وإذا بالوحدة المرجوّة شقّان أوشكا على انفصال، ثمّ لا يعرف غير الله ما سوف تؤول إليه بعد هذا الحال.. فهلاّ كان عليّ ـ كابن عبادة ـ حريّاً في نظر ابن الخطّاب بالقتل حتّى لا تكون فتنة ولا يكون انقسام؟!

كان هذا أولى بعنف عمر إلى جانب غيرته على وحدة الإسلام! وبه تحدّث الناس ولهجت الألسن كاشفةً عن خلجات خواطر جرت فيها الظنون مجرى اليقين، فما كان لرجل أن يجزم أو يعلم سريرة ابن الخطّاب، ولكنّهم جميعاً ساروا وراء الخيال، ولهم سند ممّا عرف عن الرجل دائماً من عنف ومن دفعات، ولعلّ فيهم من سبق بذهنه الحوادث على متن الاستقراء فرأى بعين الخيال ـ قبل رأي العيون ـ ثبات عليّ أمام وعيد عمر لو تقدَّم هذا منه يطلب رضاءه وإقراره لأبي بكر بحقّه في الخلافة، ولعلّه تمادى قليلاً في تصوّر نتائج هذا الموقف وتخيّل عقباه، فعاد بنتيجة لازمة لا معدى عنها، هي خروج عمر عن الجادّة، وأخذه هذا المخالف العنيد بالعنف والشدّة!

وكذلك سبقت الشائعات خطوات ابن الخطّاب ذلك النهار، وهو يسير في جمع من صحبه ومعاونيه إلى دار فاطمة، وفي باله أن يحمل ابن عمّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إن طوعاً وإن كرهاً على إقرار ما أباه حتّى الآن، وتحدّث أُناس بأنّ السيف سيكون وحده متن الطاعة!.. وتحدّث آخرون بأنّ السيف سوف يلقى السيف!.. ثمّ تحدّث غير هؤلاء وهؤلاء بأنّ النّار هي الوسيلة المثلى إلى حفظ الوحدة وإلى الرضا والإقرار!.. وهل على ألسنة الناس عقال يمنعها أن تروي قصّة حطب أمر به ابن الخطّاب فأحاط بدار فاطمة، وفيها عليّ وصحبه، ليكون عدة الإقناع أو عدة الايقاع؟..


الصفحة 204
على أنّ هذه الأحاديث جميعها ومعها الخطط المدبَّرة أو المرتجلة كانت كمثل الزبد، أسرع إلى ذهاب ومعها دفعة ابن الخطّاب!.. أقبل الرجل، محنقاً مندلع الثورة على دار عليّ وقد ظاهره معاونوه ومن جاء بهم فاقتحموها أو أوشكوا على اقتحام، فإذا وجه كوجه رسول الله يبدو بالباب حائلاً من حزن، على قسماته خطوط آلام، وفي عينيه لمعات دمع، وفوق جبينه عبسة غضب فائر.. وحنق ثائر..

وتوقّف عمر من خشية.. وراحت دفعته شعاعاً. وتوقف خلفه ـ أمام الباب ـ صحبه الذين جاء بهم، إذ رأوا حيالهم صورة الرسول تطالعهم من خلال وجه حبيبته الزهراء، وغضّوا الأبصار من خزي أو من استحياء، ثم ولّت عنهم عزمات القلوب وهم يشهدون فاطمة تتحرّك كالخيال، وئيداً وئيداً بخطوات المحزونة الثكلى، فتقترب من ناحية قبر أبيها... وشخصت منهم الأنظار وأرهفت الأسماع إليها، وهي ترفع صوتها الرقيق الحزين النبرات تهتف بمحمّد الثاوي بقربها، تناديه باكية مريرة البكاء:

" يا أبت رسول الله!.. يا أبت رسول الله!.. " فكأنّما زلزلت الأرض تحت هذا الجمع الباغي، من رهبة النداء...

وراحت الزهراء، وهي تستقبل المثوى الطاهر، تستنجد بهذا الغائب الحاضر:

" يا أبت رسول الله!.. ماذا لقينا بعدك من ابن الخطّاب، وابن أبي قحافة!؟ ".

فما تركت كلماتها إلا قلوباً صدعها الحزن، وعيوناً جرت دمعاً، ورجالاً ودّوا لو استطاعوا أن يشقّوا مواطئ أقدامهم ليذهبوا في طوايا الثرى

الصفحة 205
مغيَّبين...(1).

[70] وقال في موضع آخر:.. ثم من بني هاشم الذين سلبوا حقّهم في تراث الرسول، وودّ حقد قومهم لو تخطفتهم المصارع، ووطئتهم الأقدام وهم نثائر وأشلاء!.. من خلال كل هذه السنين السوالف تشقّ أحداثه اطباق الزمن إلى الخواطر، كالقبس في الظلمة. كألسنة النار التي أوشكت أن تندلع حول البيت تهمّ بحصده وتدميره. كالصرخة المدويّة التي أطلقتها حينذاك فاطمة تجار فيها بشكواها إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)!..

ولم يكن محمّد، وهم يعدون هذه العدوة على دار زهرائه، قد عزب ذكره من الأذهان. قبره ندى بدمعهم.. جسمه رطيب كأنّما لم تفارقه كل الحياة.. شبحه حاضر يملأ عليهم الفضاء، كالشذا العاطر، يغب الطيب وهو مائل لا يغيب!.. ومع ذلك فلم يكادوا يشيعونه إلى الجدث، حتى استرقهم مس، وملكهم هوس، فانطلقوا إلى دار ابنته كمردة الشياطين!.. معهم الشعل، في أيديهم الحطب والحراب، ظلالهم دمار ونار...

الموجدة على علي، والحسد لقدره، والخشية أن يفسد اعتزاله هذه البيعة التي أدلوا بها إلى أبي بكر بغرة من آل بيت الرسول، قد حركتهم جميعاً على حرد نهاية المطاف فيه احتلاب صفى محمد تراث ابن عمه، وإخراج الأمر من يمينه، فلا تجتمع الرسالة والخلافة في هذه الدار من هاشم، التي نبت قريش كلها بشرفها وسؤددها وعزّها إبان حقبة الجاهلية وبعد مولد الإسلام.. كرهوا لها أن تطولهم بالأمرة بعد سموها بالنبوة، وان يقوم منها سيد بعد موت سيد، وأن يستأثر رجالها بالحكم، ويستأسروا بأقدارهم ومزاياهم هذه الجزيرة الفسيحة التي تعجّ بالقبائل كأنما عقمت عن إنجاب أمثالهم سائر البطون!..

____________

1. الإمام علي (عليه السلام): 1 / 192 ط مصر ; عنه الغدير: 3 / 103 ـ 104.


الصفحة 206
وعلى ضياء شعلة مما طوق الدار، ولون الأُفق، وأشاع في الجوهرة، لاح عمر وقد تغيّر وجهه بحنقه، وتبلّل بعرقه، وتخلّل الدخان لحيته، ولمع حسامه في يمينه كجذوة النار.. إنه أحمس شديد في دينه! أحمس شديد في عدله! ولكنه اللحظة أحمس شديد في عنفه!! اندفاعه وهو يمّم الباب.. إنّه ليثير الجمهور، ويهيج الفتنة، ويهيّئ الحطب ليؤرث الحريق..

واستأسد وتنمّر، وتصايح وزأر، ثم اندفع من خلال الجموع كالشرر، يدق البيت على ساكنيه.. ليس هذا بعمر!.. ما هو بابن الخطاب!.. الذي جرى بقدميه أعصار.. الذي انفجر بصدره بركان.. الذي استوى على لبه مارد!.. إنّه الآن مخمور الامس، عاد سيرته الاولى كحاله من بضع سنين، حين أعماه شركه، وأضله هواه، وختله عن الهدى غروره، فسلّ حسامه وانطلق على دروب مكّة ينشد النبي، ولسانه إذا ذاك يجري بكفره وخمره: لأقتلنّ محمّداً بسيفي هذا!(1) هذا الصابئ الذي فرّق أمر قريش، وعاب دينها، وسفّه أحلامها، وشتّت مجالسها، وضيّع بهارجها..!

واليوم أيضاً ختله اندفاعه، وبقية بنفسه لا تزال راسبة من حسد الجدود، وبغضاء الأجيال... هوى كهوى يمضي به، ويحيد بخطو الثابت، فيغدو ويروح على لهيب المشاعل، يوسوس لنفسه، ويهتف بالعصبة التي تؤازره على هجم الدار:

والذي نفس عمر بيده، ليخرجنّ أو لأحرقّنها على من فيها..!

قالت له طائفة خافت الله، ورعت الرسول في عقبه:

يا أبا حفص! إنّ فيها فاطمة..!

____________

1. سيرة ابن هشام: 1/344 ; تاريخ عمر بن الخطاب، لابن الجوزي: 10 ; الكامل، لأبن الأثير 1/602 ; الرحيق المختوم، للمباركفوري: 100 ; مختصر سيرة الرسول، للنجدي: 103، عنهم: إحراق بيت فاطمة (عليها السلام): 170.


الصفحة 207
فصاح لا يبالي: وإن..!

واقترب وقرع الباب، ثم ضربه واقتحمه.. وبدا له عليّ.. ورنّ حينذاك صوت الزهراء (عليها السلام) عند مدخل الدار..

فإن هي إلاّ رنّة استغاثة أطلقتها " يا أبت رسول الله!.. " تستعدي بها الراقد بقربها في رضوان ربّه على عسف صاحبه، حتى تبدّل العاتي المدل غير إهابه، فتبدد على الاثر جبروته، وذات عنفه وعنفواته، وودّ من خزي لو يخرّ صعقاً تبتلعه مواطئ قدميه ارتداد هدبه إليه..

وعندما نكص الجمع، وراح يفرّ كنوافر الضباء المفزوعة أمام صيحة الزهراء (عليها السلام)، كان علي (عليه السلام) يقلّب عينيه من حسرة وقد غاض حلمه، وثقل همّه، وتقبضت أصابع يمينه على مقبض سيفه تهمّ من غيظه أن تغوض فيه..(1).

[71] وقال في كتابه الآخر: ثم تطالعنا صحائف ما أورده المؤرخون بالكثير من أشباه هذه الأخبار المضطربة التي لا نعدم أن نجد من بينها من عنف عمر ما يصل به إلى الشروع في قتل علي أو إحراق بيته على من فيه..

فلقد ذُكر أنّ أبا بكر أرسل عمر بن الخطّاب ومعه جماعة بالنار والحطب إلى دار علي وفاطمة والحسن والحسين ليحرقوه بسبب الامتناع عن بيعته.

فلما راجع عمر بعض الناس قائلين: إن في البيت فاطمة! قال:

وإن(2)!!

69 ـ الدكتورة عائشة بنت الشاطئ

[72] قالت ـ بعد ذكر الاستنصار ليلاً واعتذار الناس، وجواب فاطمة

____________

1. الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام): 4/170 ـ 172.

2. السقيفة والخلافة: 14.


الصفحة 208
الزهراء (عليها السلام): ـ.. ورجعت إلى بيتها فلزمته، فما راعها حين أصبحت إلا ضجّة قد علت قريباً من الباب وتناهى إليها صوت عمر، يحاول أن يدخل وهو يقسم منذراً: أن سوف يحمل علياً على البيعة، اتقاء الفتنة! وخوفاً من تفرق كلمة المسلمين! وانتثار قواهم!

فصاحت الزهراء بملء لوعتها: " با أبت! يا رسول الله! ماذا لقينا بعدك من ابن الخطّاب وابن أبي قحافة؟.. " فضجّ الناس بالبكاء(1).

[73] وقالت ـ عند ذكر السيّدة زينب الكبرى (عليها السلام) ـ:.. وما أحسبها نسيت مع الأيام، مشهداً أليماً طالعته في صباها حينذاك، يوم حاول عمر بن الخطاب أن يقتحم بيت الزهراء كي يحمل علياً على البيعة لأبي بكر خشية تفرّق الكلمة! وتمزّق الشمل!!

فلما سمعت فاطمة أصوات القوم تقترب نادت بأعلى صوتها:

" يا أبت رسول الله!.. ".. وذكرت نحو ما مرّ(2).

70 ـ عباس محمود العقّاد

[74] قال: ولم يكن بالزهراء من سقم كامن يُعرف من وصفه، فإن العرب لوصّافون ـ وإن كان حولها من آل بيتها لمن أقدر العرب على وصف الصحّة والسقم ـ، فما وقفنا من كلامهم ـ وهم يصفونها في أحوال شكواها ـ على شيء يشبه أغراض الأمراض التي تذهب بالناس في مقتبل الشباب، وكل ما يتبيّن من كلامهم:

انه الجهد، والضعف، والحزن، وربما اجتمع إليها أعياء الولادة في غير

____________

1. موسوعة آل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) (ط الاولى): 614.

2. المصدر: 642. وراجع تراجم سيّدات بيت النبوّة: 614.


الصفحة 209
موعدها ـ إن صحّ أنّها أسقطت محسناً بعد وفاة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كما جاء في بعض الأخبار(1)!

71 ـ محمد حافظ إبراهيم شاعر النيل

[75] قال:

وقولة لعليّ قالها عمر أكرم بسامعها أعظم بملقيها
حرقت دارك لا أبقى عليك بها إن لم تبايع وبنت المصطفى فيها
ما كان غير أبي حفص يفوه بها أمام فارس عدنان وحاميها(2)
[76] قال الدمياطي عند شرح البيت الثاني:

المراد: إن علياً (عليه السلام) لا يعصمه من عمر سكنى بنت المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم) في هذه الدار(3)!!

72 ـ عبد الوهاب النجّار

[77] قال: لم يكن المانع لعلي (عليه السلام) عدم حضور السقيفة فحسب، أو اشتغاله بتجهيز رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، ولكنه يرى أنه أحق بهذا الأمر من سواه لما له من صهر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وقرابته وسابقته وحسن بلائه في الإسلام، وأن القوم قد غصبوه حقه، وغلبوه على تراث رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم). ويريد أن يبقى على إبائه حتى لا يكون للناس عليه حجة بأنه نزل عن حقه لغيره ثم يترقب فرصة يعيد فيها الحق إلى نصابه(4).

____________

1. فاطمة الزهراء والفاطميون (الطبعة الثانية): 68.

2. نقل عن ديوانه: 1/75، في حياة الخليفة عمر بن الخطاب: 183 ; سيرة عمر بن الخطاب: 311. وكثير من مؤلّفاتنا.

3. الغدير: 7/86.

4. الخلفاء الراشدون، ص 33، (ط دار التراث، القاهرة).


الصفحة 210

73 ـ محمد حسين هيكل

[78] قال: أفكانت بيعة العامة هذه [إشارة إلى بيعة يوم الثلاثاء] بيعة إجماع من المسلمين لم يتخلف عنها أحد ما تخلّف سعد بن عبادة عن بيعة الخاصة بالسقيفة؟ المشهور أن طائفة من كبار المهاجرين تخلّفوا عنها، وأن علي ابن أبي طالب (عليه السلام) والعباس بن عبد المطلب من بني هاشم كانا من المتخلفين...

وفي رواية ذكرها اليعقوبي وذكرها غيره من المؤرخين، ولا يزال لها الشهرة: إنّ جماعة من المهاجرين والأنصار اجتمعوا مع علي بن أبي طالب (عليه السلام)في دار فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يدعون إلى مبايعته، وبينهم خالد بن سعيد يقول: فوالله ما في الناس أحد أولى بمقام محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم) منك. وبلغ أبا بكر وعمر اجتماعهم بدار فاطمة (عليها السلام) فأتيا في جماعة حتى هجموا الدار، وخرج علي (عليه السلام)ومعه السيف فلقيه عمر فصارعه فصرعه..! وكسر سيفه! ودخلوا الدار. فخرجت فاطمة (عليها السلام) وقالت: " والله لتخرجنّ أو لأكشفنّ شعري، ولاعجّنّ إلى الله " فخرجوا وخرج من كان في الدار، وأقام القوم أياماً، ثم جعل الواحد بعد الواحد يبايع ولم يبايع علي (عليه السلام) إلاّ بعد وفاة فاطمة (عليها السلام): أي بعد ستّة أشهر.

ويروي: أن عمر بن الخطاب جمع الحطب حول دار فاطمة (عليها السلام) وأراد أن يحرقها أو يبايع علي (عليه السلام) أبا بكر. ثم قال ـ بعد ذكر رواية ابن قتيبة الماضية ـ: هذا هو المشهور عن موقف علي بن أبي طالب (عليه السلام) وأصحابه من بيعة أبي بكر(1).

وتقدّمت له الروايتان المرقّمتان: [10]، [12].

____________

1. الصديق أبو بكر: 63 ـ 65.


الصفحة 211

74 ـ جلال السيّد

[79] قال: وروى المؤرخون أن نزوة ظهرت على لسان عمر فطلب حرق الدار التي يقيم علي (عليه السلام) بمن فيها(1).

75 ـ عمر أبو النصر

[80] قال: ولقد حدث بعد ذلك أن خشي الفاروق الفتنة!!... فكان لذلك من أشد الناس رغبة في توحيد كلمة المسلمين! واكتساب بني هاشم إلى مبايعة الخليفة الأول، وقد حاول فعلاً اقتحام بيت فاطمة (عليها السلام)، يحاول بذلك أن يحمل علياً على البيعة، فلما سمعت فاطمة (عليها السلام) أصوات الناس، نادت بأعلى صوتها: " يا أبت! رسول الله! ماذا لقينا بعدك من ابن الخطاب وابن أبي قحافة ".. ثم ذكر أن عمر أحزنه ذلك فطلب من أبي بكر أن يذهبا لعيادتها(2).

76 ـ عبدالرحمن أحمد البكري

تقدّمت له الروايتان المرقّمتان: [30]، [37].

77 ـ محمّد رضا

تقدّمت له الروايات المرقّمة: [18]، [19]، [40].

78 ـ محمّد فريد وجدي

تقدّمت له الرواية المرقّمة: [12].

____________

1. علي بن أبي طالب (عليه السلام): 138.

2. فاطمة بنت محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم): 118.


الصفحة 212

79 ـ عبدالكريم الخطيب

تقدّمت له الرواية المرقّمة: [12].

80 ـ عمر رضا كحّالة

تقدّمت له الروايتان المرقّمتان: [12]، [30].

81 ـ خير الله طلفاح

تقدّمت له الروايات المرقّمة: [10]، [18]، [19].

82 ـ محمّد يوسف الكاندهلوي

تقدّمت له الرواية المرقّمة: [2].

ماروته العامة عن الشيعة في هذا المقام

وترى طائفة من أهل السنّة ينسبون القول بوقوع هذه الرزيّة الكبرى إلى الشيعة، ولا بأس بذكر كلماتهم، إذ يعرف بها شهرة هذا القول عند الشيعة.

83 ـ المقدسي (المتوفى 355)

[81] قال عند ذكر أولاد فاطمة (عليها السلام): وولدت محسناً، وهو الذي تزعم الشيعة أنها أسقطته من ضربة عمر(1).

____________

1. البدء والتاريخ: 5/20.


الصفحة 213

84 ـ أبو الحسين الملَطي الشافعي (المتوفى 377)(1)

[82] قال:.. فزعم هشام(2)... أن أبا بكر مرّ بفاطمة (عليها السلام) فرفس في بطنها فأسقطت، وكان سبب علّتها ووفاتها.. وانّه غصبها فدكاً(3).

والظاهر أن الخطأ في ذكر أبي بكر بدل عمر صدر عن الملطي دون هشام، أو وقع التصحيف وكان في الاصل: أمر بفاطمة (عليها السلام).

85 ـ القاضي أبو الحسن عبد الجبار الأسدآبادي (المتوفى 415)

[83] قال: ومن جملة ما ذكروه من الطعن ادعاؤهم أنّ فاطمة (عليها السلام)لغضبها على أبي بكر وعمر أوصت أن لا يصلّيا عليها، وأن تدفن سرّاً منهما فدفنت ليلاً وادّعوا برواية رووها عن جعفر بن محمّد (عليهما السلام) وغيره: أنّ عمر ضرب فاطمة بسوط وضرب الزبير بالسوط.. وذكروا أنّ عمر قصد منزلها وعلي والزبير والمقداد وجماعة ممّن تخلّف عن أبي بكر يجتمعون هناك، فقال لها: ما أحد بعد أبيك أحبّ إليّ منك، وأيم الله لئن اجتمع هؤلاء النفر عندك ليحرقنّ عليهم.. فمنعت القوم من الاجتماع، ولم يرجعوا إليها حتى بايعوا لأبي بكر.

.. إلى غير ذلك من الروايات البعيدة(4).

إلى أن قال:.. وانما يتعلّق بذلك من غرضه الإلحاد كالوراق وابن

____________

1. هو محمّد بن أحمد بن عبد الرّحمن، المقرئ الفقيه، مشهور بالثقة والإتقان، كثير العلم، كثير التصنيف في الفقه، جيّد الشعر. قاله الذهبي في معرفة القرّاء الكبار: 1/343.

2. أبو محمّد هشام بن الحكم المتوفّى 199، من أجلاّء أصحاب الإمام الصادق والإمام الكاظم (عليهما السلام).

3. التنبيه والرد: 25 ـ 26.

4. المغني: 20/ ق 1/335.


الصفحة 214
الرواندي.. فلا يتأوّلون مهما يوردون، ليقع التنفير به، لأن غرضهم القدح في الإسلام(1).

وقال: وربّما قالوا: قد روي انه قال [أي عند موته]: ليتني كنت تركت بيت فاطمة ولم أكشفه(2).

وعنه الشريف المرتضى(3) (المتوفى 436)

وابن أبي الحديد(4) (المتوفى 656)

ومع إصراره على الأنكار هنا، تراه في أشهر كتبه ـ أي شرح الأُصول الخمسة ـ، اعترف بالهجوم على بيت فاطمة (عليها السلام)، كما مرّ في رقم: [36].

86 ـ ابن تيمية (المتوفى 728)

[84] قال: إنّما ينقل مثل هذا جهال الكذابين، ويصدّقه حمقى العالمين الذين يقولون: إن الصحابة هدموا بيت فاطمة (عليها السلام) وضربوا بطنها حتى أسقطت(5).

وذكر قريباً منه الذهبي (المتوفى 748)(6).

والشيخ عبد الله الغُنيمان(7).

87 ـ ابن حجر العسقلاني (المتوفى 852)

[85] قال في ترجمة محمد بن عبد الله الواعظ البلخي: قال علي بن

____________

1. المصدر: 336.

2. المصدر: 340.

3. الشافي: 4/100.

4. شرح نهج البلاغة: 16/271 ـ 272.

5. منهاج السنة: 4/220.

6. المنتقى من منهاج الاعتدال: 538.

7. مختصر منهاج السنة: 2/855 ـ 856.